الشاعر "يوسف ابو يحيى" شاعر حداثوي ومشروع روائي، له قصائد ومشاركات، كان آخرها مسابقة شاعر المليون، احتفظ بلغته الخاصة، ونال العديد من الجوائز، فهو عاشق للثقافة ولأحد نجومها الكبار "جبران خليل جبران" الذي أسمى ولده باسمه، وأحدث داراً للنشر سميت "دار جبران".

«يحب الشعر ويعشق الأدب، اقترب نحوه، فأجاد، وعمل به، فأبدع، يجيد القصيدة الحداثوية النثرية والتفعيلة ولكنه يميل باتجاه التفعيلة المتضمنة القافية، فهو شاعر من نوع خاص» الحديث كان للناقد الأستاذ "محمد طربيه" عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية النقد وتابع بالقول: «عرفته أديباً مكافحاً في ميدان الثقافة، له مشاركات أدبية في الشعر، يقرض شعر التفعيلة بالصورة والدلالة، فالشاعر "يوسف أبو يحيى" القادم من قرية "شقا" المشتهرة بالأوابد التاريخية، هو سليل عائلة لها علاقة مع التاريخ والجهاد الوطني، لذلك ترى قصائده تحمل الصورة الثورية بطريقة انسيابية وإيقاعات مركبة».

يحب الشعر ويعشق الأدب، اقترب نحوه، فأجاد، وعمل به، فأبدع، يجيد القصيدة الحداثوية النثرية والتفعيلة ولكنه يميل باتجاه التفعيلة المتضمنة القافية، فهو شاعر من نوع خاص

مدونة وطن eSyria التقت الشاعر "يوسف أبو يحيى" وكان الحوار التالي:

الأستاذ محمد طربيه

  • كيف تنظر إلى واقع القصيدة اليوم بين أزمة الثقافة والسياسة والمجتمع؟
  • ** إن ما يحصل اليوم سياسياً قد يكون محفزاً ودافعاً للكتابة، لكن الإشكالية في اتجاه الكتابة التي قد تكون محصورة في موضوع واحد، كما نمط الحياة في هذه الفترة وهو الموضوع الإنساني أو الموضوعات السياسية كل حسب اتجاهه.

    الشاعر يوسف أبو يحيى

  • هل ترى أن الصورة الشعرية قد دخلت اليوم ضمن ثورة الاتصالات؟
  • ** نعم، وبقوة وخاصة الصورة الشعرية المكثفة التي غزت صفحات الانترنت والفيس بوك بالذات، فالناس في الصحافة الإلكترونية يميلون إلى المواضيع القصيرة لسهولة وسرعة قراءتها ومتابعتها في زحمة المنشورات وضيق الوقت واضطرار القارئ لمتابعة كل شيء يدور حوله، وعلى عكس المتوقع فقد ساهم الفيس بوك والإنترنت بإعادة الكثيرين إلى القراءة ولو كمقتطفات أدبية من هنا وهناك وفرتها الصفحات بسهولة ويسر، فعرفنا أسماء لم نكن نعرفها وقرأنا لكتاب نعرفهم لكن الوقت لم يسمح لنا بمتابعة كافة مطبوعاتهم سابقاً.

    الأستاذ يوسف أبو يحيى

  • هل يتراجع مفعول القصيدة هذه الأيام؟
  • ** أعتقد أن مفعول القصائد الطويلة يتراجع، لكن مفعول المقطوعات القصيرة يزداد.

  • هل الشاعر مصرّ على رؤياه الإبداعية برأيك؟
  • ** الإبداع والكتابة هاجس دائم يرافق الكاتب أو الشاعر في كل الأوقات، لا يستطيع الخروج منه ولو توقف عن الكتابة لفترة، فمن المؤكد أنّ كل كاتب حريص على رؤيته الإبداعية.

  • أين ترى القصيدة؟ في الدلالة والصورة، أم في الإيقاع والوزن؟ في ظل أزمة القصيدة اليوم بين العمودي والتفعيلة والنثر؟
  • ** برأيي الإبداع إبداع مهما اختلف شكله، فهناك شعراء يجيدون كل الأشكال التقنية للقصيدة وهناك آخرون يجيدون نوعاً واحداً أو نوعين، وأنا أميل إلى شعر التفعيلة مع وجود القافية ولو بشكل متباعد فهذا يعطي إيقاعاً وموسيقا للقصيدة مع عدم إنكار وجود الكثيرين الذين يجيدون الموسيقا الداخلية في القصائد النثرية ويستطيعون إيصال أفكارهم بشكل جميل وممتع، فالأزمة باعتقادي ليست في شكل القصيدة إنما في القصيدة بحد ذاتها وتراجع عدد القراء.

  • أين يجد الشاعر "يوسف أبو يحيى" نفسه بين الأجناس الأدبية الشعرية؟
  • ** أجد نفسي في قصيدة التفعيلة أكثر، ولي محاولات في الشعر النثري، لكن تجربتي لم تكتمل بعد في هذا الصنف، مع وجود قصائد عمودية حسب الموضوع.

  • ما جديد الشاعر "يوسف أبو يحيى"؟
  • ** أعد منذ فترة مجموعة شعرية أصبحت جاهزة تقريباً ستحمل عنوان "قريباً سيأتي" فيها قصائد قديمة كتبتها منذ سنوات وقصائد حديثة، كما أنهيت مؤخراً كتابة رواية بعنوان "أرتيزانا" وهي جاهزة للطباعة وسترى النور هذا العام إن شاء الله.

  • ما سر انتشار قصيدتك "عروس الزيت والزعتر" ونجاحها؟
  • ** قصيدة "عروس الزيت والزعتر" ملتصقة بالأرض والأهل والوطن وحنين صارخ إلى الطفولة والبيئة القروية والأم، باختصار لأنها مجموعة من الذكريات الحميمية التي أفتقدها اليوم في هذا المجتمع الاستهلاكي المتسارع.

  • قمت مؤخراً بإحداث دار "جبران" للنشر ما الهدف منها؟
  • ** أتمنى عودة الروح الأدبية إلى مجتمعنا وتفعيل دور الثقافة والأدب بشكل أفضل وأوسع، بعد أن فقدنا الروح المنسجمة بين الكتاب والأدباء، وأصبح الأدب تكتلات وآراء منفردة دون العودة إلى المعيار الأدبي وقيمته المضافة التي تضفي على الساحة الثقافية والاجتماعية نمطاً جديداً، وبالنسبة لي عندي هاجس كبير في المساهمة في هذا الدور من خلال دار النشر التي أملكها "دار جبران للنشر والطباعة" التي تقدم الخدمات الطباعية للكتاب والأدباء دون أي هدف مادي وهدفها الرئيس إعلاء شأن الكلمة في المجتمع ومساهمته في بناء بنية الشخصية الفردية ونشر ثقافة جمعية خاصة تتلاءم مع الزمان والمكان والبيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية.