يستقي مادته من ثورته الداخلية وبركانه الهادئ، وهو يميل نحو القصيدة الحديثة التي تمتلك الصورة والدلالة والبعد الرومانسي للشعر وحداثته.

إنه الشاعر "جهاد الأحمدية" الذي يعد نفسه اليوم مع القصيدة الحديثة، ويعمل لترجمة أعمال من وإلى الإنكليزية، إضافة إلى مهامه في فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء.

منذ عرفت الشاعر "جهاد الأحمدية" وجدت القصيدة فيه تنثر عبيرها، نحو الفضاء المطلق، يبحث دائماً عن مفردات والصور والتعابير يتماهى مع إيقاع الشعر، يعيش الحالة الشعرية بدلالاتها وبعدها الاخلاقي والجمالي، فهو شاعر حداثوي برؤية مختلفة عما يفكر فيه من حوله، ولأنه مبدع من نوع خاص، عمل على الترجمة بأسلوب ادبي مميز

الشاعر "فرحان الخطيب" عضو اتحاد الكتاب العرب تحدث عنه بالقول: «منذ عرفت الشاعر "جهاد الأحمدية" وجدت القصيدة فيه تنثر عبيرها، نحو الفضاء المطلق، يبحث دائماً عن مفردات والصور والتعابير يتماهى مع إيقاع الشعر، يعيش الحالة الشعرية بدلالاتها وبعدها الاخلاقي والجمالي، فهو شاعر حداثوي برؤية مختلفة عما يفكر فيه من حوله، ولأنه مبدع من نوع خاص، عمل على الترجمة بأسلوب ادبي مميز».

الشاعر فرحان الخطيب

"مدونة وطن – eSyria " التقت الشاعر "جهاد الأحمدية" عضو اتحاد الكتاب العرب وكان معه الحوار التالي:

  • الشاعر "جهاد الأحمدية" كيف يعرف عن نفسه؟
  • الشاعر جهاد الأحمدية

    ** أنا قصـيدة شـعر مكتـوبة بحبـر العذاب على صـفحة من كتـاب الحياة. حين سـألت والدي عن اسـمي قالوا لي بأنه مكون من أربعة كواكب ونجمة واحدة، ومنذها وأنا أبحث عنه بين المجرات، فلم أجد إلا حروفاً تحتـرق وسنين تشـرق ثم تنطفئ، لا أعرف عن نفسـي أكثرَ مما أقرؤه في عيون الناس الطيبين، وأراه على شـاشات أحاديثهم.

    * ما هي بداياتك الفنية؟

    ** يقول "النفري": "كلما اتسـعت الرؤيا ضـاقت العبارة" وأنا كلما ازدادت معرفتي واتسـع اطلاعي اكتشـفت أنني مازلت في البداية، فبعد كل كتاب هام أقرؤه هنالك بداية، وبعد كل قصيدة ناجحة أكتبها هنالك بداية، وهكذا فإن حياتي الأدبية بدايات متجددة دائماً، وإن كان لي أن أتكلم عن أول مرة أنشـر فيها نتاجي الشعري إن كان هذا ما يقصـد به البداية، فقد كان ذلك عام 1985، وأول ديوان شـعري صـدر لي كان عام 1993 بعنوان "افتتاحية العشق".

    من أعماله الأدبية

    * ماذا يمثل الشعر لك؟

    ** الشـعر هو المعبد الوحيد الذي يتسـع لكل طقوسـي، يفتح لي أبواب جنـته على الرغمِ من كل جنوني، ويمنحُني دفء ناره دون أن يدخلني في جحيمه، الشعر كرسي اعترافي كلما ازددت عشقا، وفضائي الأرحب كلما ضاقت فسحة التعبير على أرض الواقع.

  • ما رأيك بشعر الحداثة وأنت عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر؟
  • ** أنا مع شعر الحداثة حتى الثمالة، بشرط أن يكون جديراً بمعناه، ولست مع ما "يسمى" شعر النثر لأنه اسم دون مسمى، أي ليس شعراً وإن كان حديث العهد، فالحداثة في الشعر غير الحداثة في الزمن، فقد نجد في شعر "المتنبي أو أبي تمام" حداثة وتجديداً أكثر بكثير من كثير مما يكتب في زماننا هذا، هناك من يخطئ في إطلاق التسميات بحيث يعتبر التخلي عن الشكل الكلاسيكي للقصيدة حداثة. فلا التخلي عن الوزن والقافية تجديد في الشعر، ولا التخلي عن الوقوف على الأطلال والتغني بأمجاد القبيلة ووصف الفرس والحبيبة تجديد في الشعر. فالحداثة والتجديد ليسا في الشكل ولا في المضمون بل القصيدة الحديثة هي التي تطأ أرضاً جديدة وتتنفس هواءً جديداً لا بإلباسها ثوباً جديداً فقط.

  • لأنك تميل نحو الشعر الرومانسي فالليل انطلاقة حالمة للشعراء، ماذا يعني لك؟
  • ** الليل ملعب فسيح لمارد الخيال، وأفق واسع لسلطان التأمل، في الليل حين يغفو حراس الظلام، تدخل عرائس الإلهام إلى مهرجان الفؤاد الذي يشرع نوافذه في وجه القصيدة، فتمتطي فراشاتها الساحرة وتطير بعيداً.. بعيداً إلى حيث أسطورة تتهادى أمام عيون تراءى لها العشق حلما بطعم الحكايات.

  • هل أحسست يوماً بحاجتك إلى التوقف عن الشعر؟
  • ** لا يستطيع من يمتطي صهوة الشعر أن يترجل أبداً، لكن استراحة المحارب ضرورية لمتابعة القتال، وفي الفلسفة تسمى مثل هذه الاستراحة مرحلة الكمون التي تخبئ في ثناياها انطلاقة هامة، فمثل هذا التوقف لابد منه، أما التوقف عن الشعر بمعنى الامتناع عنه فليس له مكان في قاموس حياتي، إضافة إلى أن الشعر عصي على الامتناع، أما إذا حصل ذلك فيكون رغماً عن إرادتي.

  • هل زادت كثرة الشعراء من حصيلة الإبداع الشعري؟
  • ** لا تقاس حصيلة الإبداع الشعري بعدد الشعراء ولا بعدد القصائد بل بمصداقية هذا الشعر وارتفاع سويته الفنية والفكرية والجمالية، أما كثرة الشعراء فقد تساهم في توسيع قاعدة الهرم الشعري مما قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع قمته.

  • لماذا قصائد الغزل هي حصيلة دواويننا الشعرية؟
  • ** هذا السؤال يحتاج إلى برهان، فهناك الكثير من الدواوين التي تعالج قضايا إنسانية أخرى غير الغزل، ولكن الغزل هو الأكثر تداولاً لتوجهه مباشرة إلى معظم شرائح المجتمع وبلغة سهلة مفهومة بينما تتوجه القصائد الأخرى إلى الخاصة مما يحد من انتشارها.

  • هل تعتقد أن تكثيف الصور الشعرية يبرز جماليات القصيدة ويعمق بواطنها أم إنه يجعلها مستغلقة أمام قارئها؟
  • ** إذا كان التكثيف مدروساً وموفقاً يعطي القصيدة أبعاداً أخرى وتألقاً في فنيتها، وفي كثير من الأحيان لا يكون موفقاً فيشكل عبئاً يثقل كاهل القصيدة ويزيدها تعقيداً وغموضاً فتصبح عصية على الفهم مما يساهم في ابتعاد الشعر عن جمهوره.

  • لماذا يزداد الإقبال على سماع الشعر في الندوات بينما يقل الإقبال على شراء دواوينه؟
  • ** لم ألاحظ مثل هذا التهافت على سماع الشعر في الندوات، وهو إن وجد فعلاً فلا شك أن هناك أمراً آخر وراء ذلك، فإما أن يكون هناك طقس اجتماعي أو علاقات شخصية أو مصالح عند الشاعر أو ذويه ولا يختلف ذلك عن الإقبال على شراء الدواوين وإن كان الأخير أقل بقليل بسبب الحالة المادية للناس التي لا تخفى على أحد.

  • كيف ترى دور التراث في تعميق دلالات القصيدة؟
  • ** هنالك عدة دوافع ثقافية ونفسية وفنية تقف وراء استخدام الشاعر الحديث للتراث، وهذه الدوافع تجعل الشاعر ينظر إلى التراث كينبوع للقيم الروحية والفنية فيمد القصيدة بطاقات حيوية لا تنضب، ويخرجها من سلطة العفوية والاعتباطية، فالعلاقة بين الإبداع والأصالة جدلية، فلا أصالة دون إبداع ولا إبداع إلا حين يكون هناك أصالة.

  • هل ترى أن الشعر في منافسة مع الألوان الأدبية الأخرى مثل القصة والرواية؟
  • ** كان الشعر ديوان العرب ولا يزال يحمل مميزاته الخاصة وهذا يجعله في منأى عن المنافسة مع الأجناس الأخرى التي يحمل كل منها مزاياه وخصوصيته، والساحة الأدبية واسعة، وهنا فالمنافسة تكون بين الشعر والشعر بين المبدع والآخر.

    يذكر ان الشاعر "جهاد الأحمدية" هو من مواليد عام 1959، يحمل إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق صدر له الدواوين الشِـعرية "افتتاحية العشق" عام 1993، و"المهرجان أو شمس الروح" عام 1999، و"مرايا الحلم" مجموعة شعرية 2004، و "خارج الطيف"– اصدارات اتحاد الكتاب العرب 2010، وقيد النشر "ديوان أفئدة الجلنار"، وفي مجال الترجمة "مكاشفات" شـعر "مفيد خنسة" ترجمة إلى الإنكليزية 2003، و"أغنيات البراءة والتجربة" شعر "وليم بليك" ترجمة عن الإنكليزية عام 2005، وقيد النشر مختارات من الشعر الصيني ترجمة عن الإنكليزية.