كثر هم الشعراء الذين كتبوا للأطفال ولكن القلائل الذين وصلوا إلى قلوبهم، لأن أدب الأطفال يحتاج إلى مقومات وثقافة خاصة، والشاعر "موفق نادر" هو واحد من هؤلاء الذين وصل أدبهم إلى الأطفال وعكس آدابهم وبراءتهم.

الأديب والشاعر الدكتور "نزار بني مرجة" عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب للحديث عن الشاعر "موفق نادر" حيث قال: «عمل الشاعر "موفق نادر" على تقديم الجملة الشعرية بدلالة رمزية خاصة، فقد أكسبها حلة من ياسمين دمشق، وسنديان جبل العرب، ولعل المزيج الثقافي الذي عمل على نشره في النص الإبداعي كان نموذجاً للقرب من الأطفال ببراءتهم وحركاتهم العفوية، مسهما بذلك في تعزيز جمالية اللغة العربية لدى الأطفال، عبر فتح آفاق جديدة لهم».

عمل الشاعر "موفق نادر" على تقديم الجملة الشعرية بدلالة رمزية خاصة، فقد أكسبها حلة من ياسمين دمشق، وسنديان جبل العرب، ولعل المزيج الثقافي الذي عمل على نشره في النص الإبداعي كان نموذجاً للقرب من الأطفال ببراءتهم وحركاتهم العفوية، مسهما بذلك في تعزيز جمالية اللغة العربية لدى الأطفال، عبر فتح آفاق جديدة لهم

مدونة وطن "eSyria" التقت الأديب والشاعر"موفق نادر" عضو اتحاد الكتاب العرب بالحوار التالي:

الدكتور نزار بني مرجة

  • أنت شاعر وتكتب بتقنيات مختلفة، كيف تنظر إلى أدب الأطفال ولك في هذا المجال عدد من الدواوين والقصائد؟
  • ** العمل في مجال الثقافة الطفليّة عامّة والإبداع فيه خاصّة لا يختلف كثيراً عن السّائر في حقل ألغام شديدة الخطر والحساسيّة، رغم كثرة الذين انجرفوا باتجاهه في آخر ثلاثة عقود من القرن العشرين، ممّا يوحي بأنّه مجال سهل محبوب ويوفّر للمبدع ما يشتهي من حضور، ويعلي هامته باتّجاه الغاية التي يصبو إليها، وهؤلاء لا يمثّلون أكثر من حجّة على الاستسهال والتّهافت بعد أن رأوا دروبهم مسدودة في الإبداع للكبار، فتوهّموا أنّ الأطفال النّهمين لتلقّي أيّ شيء يفسحون لهم مجالاً أرحب في عالمهم الغريب العجيب، أكثر ممّا أتاح لهم الكبار المتعجرفون.

    الشاعر موفق نادر

    ومن جهتي ما زلت مقتنعاً أنّ الكتابة للأطفال ليست واحة يهرع إليها أصحاب أنصاف وأرباع المواهب، بل هي أحوج إلى قامات أدبيّة سامقة ومهارات خاصّة لا يمتلكها إلاّ القليل من المبدعين، ومن دون ذلك لا بدّ أنّ النّاتج سوف يكون نصوصاً رخوة لا هويّة لها، لا تنتمي إلى الأدب بأيّة صورة.

  • هل ترى أنّ أدب الأطفال أكثر إبداعاً من غيره؟ خاصّة وأنت تكتب لأعمار مختلفة؟
  • غلاف ديوان في زرقة الروح

    ** لا نقول هو أكثر إبداعاً، فمستويات الإبداع ملتبسة ولا يضبطها ناظم متّفق عليه، لكنّ أدب الأطفال بالتّأكيد يحتاج إلى مزايا ليس بالضّرورة يمتلكها كلُّ من نجح في الكتابة للكبار، فكثيراً ما سمعنا من هؤلاء من هتف ملء فمه: "الكتابة للصغار تشعرني بالرّهبة" وخاصّة من الغربيين، أمّا نحن فما زلنا نخطئ في فهم الطّفولة كما يليق بها ونكمل خطأنا حينما نقدّم لها أدباً قاصراً بالمقاييس الفنّيّة كلّها.

    ثمّ إنّ الكتابة للأطفال أكثر صعوبة من الكتابة للكبار بدرجات كبيرة باعتبارها تحتاج إلى موهبة خاصّة ومجموعة من الظروف قد لا تتوافر إلاّ للقليل من المبدعين، وهذا هو السبب الذي جعل كتّاب الأطفال في العالم المتقدّم يمكن إحصاؤهم ببساطة قياساً إلى المبدعين في عالم الكبار.

  • هل نستطيع برأيك مواكبة أطفالنا عبر الأدب المطروح حاليّاً؟
  • ** الجواب عن هذا السؤال سهل للغاية، هو: لا أبداً، والسبب ببساطة شديدة أنّ بين من يكتبون للأطفال من يصحّ وصفهم بالأميين ثقافيّاً وإبداعيّاً، وقد بلغ بي الغضب مؤخراً جعلني أقترح أن يكون هناك سلطة قضائيّة تحاكم من تسوّل له نفسه أن ينبري للكتابة للأطفال وهو لا يملك شيئاً ممّا يؤهله لذلك لأنّ الطّفولة أثمن من أن نجعلها حقل تجارب لغبائنا الثّابت، فالغلط في مجالها قد لا يمكن ترقيعه كما في عالم الكبار وهذا ما يجعله إثماً لا يمكن التّسامح فيه، ويجعلنا نأمل أن تنال الطفولة وأدبها وثقافتها اهتماماً ورعاية أكثر ممّا وصلت إليه.

    الجدير بالذكر أن الشاعر "موفق نادر" هو من مواليد السويداء عام 1956 صدر له:

    ـ الغيمة تمرح/ وزارة الثقافة دمشق 1984 /شعر للأطفال

    ـ نائل يلتقي أباه/ وزارة الثقافة/مجلة أسامة/ دمشق 1987 /شعر للأطفال

    ـ أنشودة المطر /وزارة الثقافة/مجلة أسامة/ دمشق 1991/ شعر للأطفال

    ـ عصفور الثلج /اتحاد الكتاب العرب/ دمشق 2000/ شعر للأطفال

    ـ أغنيات بطعم الليمون/ اتحاد الكتاب العرب/ دمشق 2002 /شعر للأطفال

    ـ حكاية المهر دحنون/ اتحاد الكتاب العرب/ دمشق 2001 /قصص للأطفال

    ـ لعبة النهر/ اتحاد الكتاب العرب/ دمشق 2004 /قصص للأطفال

    ـ صعود/ اتحاد الكتاب العرب/ دمشق 2007 /رواية

    ـ طيور الكلام/ اتحاد الكتاب العرب /دمشق 2001 /شعر

    ـ مشاغبات صغيرة/ وزارة الثقافة/ دمشق 2003 /شعر

    ـ حروف مشبهة/ اتحاد الكتاب العرب/ دمشق 2004 /شعر

    ـ بين القلب وما يخفى /اتحاد الكتاب العرب/ دمشق 2006 /شعر