كانت تجربته الأولى "السكرة" في كتابة الرواية، ولكنها تجربة غنية عندما قدمها لمسابقة المزرعة للإبداع الفني والأدبي وفاز بالمرتبة الأولى فيها، حمل عمله الأدبي إشكاليات جدلية هامة.
«يعمل الروائي "سمير أسد الشحف" على نفسه باجتهاد فهو يطرح مدونة تاريخية بطريقة السيرة الأدبية، وربما هذا العمل يحتاج إلى تراكم معلومات وخبرة في جمع المعلومة، وثقافة في الحبكة الفنية وترابط الأحداث فيما بينها، وبالتالي يقدم "الشحف" عملاً منسجماً مع نفسه بلغة تجعل المتلقي يقرأ بسهولة ويدرك الدلالة بإمعان واستمتاع»، الحديث كان للأستاذ "محمد طربيه" عضو اتحاد الكتاب العرب أمين سر جائزة المزرعة للإبداع الفني والأدبي لموقع eSwueda بتاريخ 29/2/2012 وتابع بالقول: «لعل الأديب" سمير الشحف" كان مخالفاً لما جاء به الناقد والمنظر الأدبي الهنغاري "جورج لوكاتش" بقوله: "الرواية هي الشكل الأدبي الأكثر دلالة على المجتمع البرجوازي، وأيضاً يعرّف جوهر العمل الروائي الأكثر عمقاَ عن ذاته في سؤال مشروع هو "ما الإنسان؟"، ذلك لأنه من طبقة اجتماعية كادحة، ولكنه كتب الرواية بشكل نقل فيه وقائع وأحداثاً اجتماعية رافضاً الاستغلال والبرجوازية الإقطاعية من خلال تقديم منهج روائي في سياق السيرة التاريخية، وإذا كان التاريخ والرواية يشتركان في الاتكاء على أحداث الماضي، أي إن المؤرخ والروائي يتعاملان مع المتحول قاصدين عبرة تتأمل طبيعة إنسانية، ولهذا وإن اختلف الأديب "الشحف" في هدف المؤرخ كتوثيق علمي وتحقق تاريخي، إلا أنه كرس العبرة المستقاة من حوادث التاريخ وأسقطها على الحاضر واستفاد منها في صنع المستقبل وبالتالي كان المهمشون المقموعون هم محط عناية الروائي وموضع اهتمامه، وأرى أن الأديب "سمير الشحف" يعمل على الرواية والتاريخ ببينة واختلاف وتمايز، وبالتالي يمكن القول ضمن سياق العمل الروائي أنه حقق غايته بتأويل التاريخ عن متعة التخييل الذي أحسن الصنعة فيها في حبكته الفنية، ولهذا عندما قدم عمله "السكرة" لمسابقة جائزة المزرعة والإبداع الفني نال المرتبة الأولى».
يعمل الروائي "سمير أسد الشحف" على نفسه باجتهاد فهو يطرح مدونة تاريخية بطريقة السيرة الأدبية، وربما هذا العمل يحتاج إلى تراكم معلومات وخبرة في جمع المعلومة، وثقافة في الحبكة الفنية وترابط الأحداث فيما بينها، وبالتالي يقدم "الشحف" عملاً منسجماً مع نفسه بلغة تجعل المتلقي يقرأ بسهولة ويدرك الدلالة بإمعان واستمتاع
موقع eSwueda التقى الروائي "سمير أسد الشحف" بالحوار التالي:
** بالطبع الإبداع دائماً ينمو في بيئة معينة ويتكون بالمكونات المحيطة به، سواء اجتماعية أو سياسية أو ثقافية وحين تكون الأزمة تشمل كل نواحي الحياة كما هي الحال اليوم لابد أن يواجه المبدع عوائق كثيرة أهمها عدم شعوره بالحرية أي إنه لا يستطيع التعبير عن ذاته كما يريد، فهناك محرمات سياسية ومقدسات اجتماعية والعائق الأهم هو القارئ بمعنى أن عدد القراء في البلاد العربية وساعات القراءة للفرد الواحد في مستويات مخجلة...
** أعتقد أن السؤال يحتاج إلى صياغة أخرى، فلم يكن الزمان أو المكان غائباً في الأعمال الإبداعية يوماً سواء قبل ثورة الاتصالات أو بعدها ولكن يمكن القول إن ثورة الاتصالات قربت المسافات واقتصرت الزمن، ما يساعد على تنوع الأمكنة والتلاعب في الزمن من قبل المبدع.
** لا يمكن القول إن جنساً أدبيًّا تراجع مفعوله فبعض القصص لا تزال تحتفظ بوهجها من القرن الماضي وكذلك الشعر ولكن صعود الرواية وزيادة الاهتمام بها لا يعني تراجع الأجناس الأدبية الأخرى، وحتى تأثيرها، وعلى سبيل المثال قصة الجندي الأسود لا تزال بكامل ألقها ومفعولها وقصص أخرى كثيرة ومنها المترجمة أو العربية فالقصة الجيدة ستأخذ طريقها وسيكون لها مفعولها.
** هنا تبرز خصوصية الأديب فبعض منهم يؤمن بثوابت تخصه ويكون ملخصاً لها وبعض آخر يتجدد مع الزمن وهؤلاء الأكثر عصرية، وإن كان لي رأي فمفاده أنني مع التجديد، التغيير (الأغبياء وحدهم لا يبدلون آراءهم، أي كما قال "نيتشه":"أبدل رأيي كل ربع ساعة".
** أولاً لا أرى أنه يحق لي الكتابة عن تجربة تخصني حيث مازلت أخطو الخطوات الأولى ولا أدري إن كنت سأكمل أم لا فقد صدرت المجموعة القصصية الأولى "إلى الجحيم"عام 2003 وأنهيت روايتي "السكرة"عام 2007 ولم يتم نشرها حتى عام 2009 والكتابة عن التجربة الشخصية سأتركها للكتّاب أصحاب الخبرة والتجربة.
** ما مصير اللغة في هذه الحالة؟ حين تكون الكلمة والمعنى والدلالة في أزمة هذا يعني لا وجود للغة أصلاً، الحقيقة هي أزمة من يستخدم الكلمة للوصول إلى ما يريد قوله عن طريق استخدام المفردات للإيحاء أو للدّلالة الحقيقية للمفردة ومعناها، فلغة الأدب هي التي تحدد درجة امتلاك الكاتب للغته وقدرته على استخدامها بالشكل الذي يراه مناسباً لإيصال ما يريد إيصاله للمتلقي، ولغتنا العربية رغم الجمود الذي تعانيه يظل المبدع قادراً على خلق فضاءات جديدة رحبة وغير محدودة حيث الكلمة لم تعد مرتبطة بالمعجم بل تأخذ معناها من التراكيب المبتكرة من قبل الأديب الحقيقي.
** أوّلاً أجد أنّ الرواية هي التي تتسع للتعبير عمّا أريد، ولكن القصة القصيرة ما زلت أحبها وأكتبها.
يذكر أن الأديب "سمير أسد الشحف" هو من مواليد قرية "مُرْدُك" التابعة إلى مدينة "شهبا"، وُلد عام 1958 ودرس في مدارسها الإعدادية والثانوية ودرس الصفوف الأولى من الجامعة، صدرت له مجموعة قصصية بعنوان "إلى الجحيم" عام 2003، ورواية "السكرة" التي نال عليها المرتبة الأولى في جائزة المزرعة للإبداع الأدبي والفني.