يقول الناقد الدكتور "عبد النبي اسطيف": «إن قدرة المؤلف على الوصف جعلت قارئ الرواية يظن أنها قصة حقيقية جرت في الواقع، ولكن الرواية عمل إبداعي متخيل».

ويضيف: «إن كل رواية هي محاولة لإعادة خلق العالم ربما كما نتمناه وربما كما لا نتمناه ولكن الرواية دائما هي استعارة أو هي بديل للحياة المعيشة. ولكن المهم عدم إطلاق الأحكام المسبقة على أي عمل إبداعي قبل قراءته، لكن الكثير ممن أدلى بدلوه حول الرواية لم يطلع عليها وإنما على كلام فلان وفلان، هي دعوة لمن لم يقرأ الرواية أن يقرأها وبعد ذلك يحكم عليها، وأنا كمتلق لا يحق لي أن أطلب من الكاتب أن يقول هذا أو ذاك لأن ذلك حق المؤلف وحده».

إن الكلمات التي ابتدأت بها الرواية خير دليل على قوتها ومتانتها والعمق الكبير الذي انتهجه الكاتب "ممدوح عزام"، حيث يقول: "أيقظته الطلقات! سبع رصاصات اخترقت الواجهة الغربية، واجتازت الممرات الكامدة، والتجاويف المشظاة، والهامات المشرئبة والهواء المصفر في القيظ، ثم استقرت في جسد ما: إنه جسدي"

"قصر المطر" تلك الرواية التي اعتبرها الكثير من النقاد والكتاب من أقوى الروايات العربية التي انتجت طوال القرن الماضي، يقول عنها الأستاذ "منير أبو زين الدين" مدير المركز الثقافي العربي في مدينة "شهبا": «إن الكلمات التي ابتدأت بها الرواية خير دليل على قوتها ومتانتها والعمق الكبير الذي انتهجه الكاتب "ممدوح عزام"، حيث يقول: "أيقظته الطلقات! سبع رصاصات اخترقت الواجهة الغربية، واجتازت الممرات الكامدة، والتجاويف المشظاة، والهامات المشرئبة والهواء المصفر في القيظ، ثم استقرت في جسد ما: إنه جسدي"».

يقول الباحث والناقد "نصر أبو إسماعيل" عضو اتحاد كتاب العرب في معرض حديثه عن رواية "قصر المطر" للروائي "ممدوح عزام": «هذه هي "قصر المطر"، وثيقة فنية ممتعة، مثلما هي ملحمة بطولات رائعة، ذات مذاق محلي طامح للعالمية. رسمت حياة نابضة حتى الغليان، وساحات للصراع حتى انبجاس الدماء، وواحات للحب حتى الغرق في نشوة لا يتسع لها المكان. فما بالكم بشيخ الروائيين العرب "عبد الرحمن منيف" عندما اعتبرها، أهم رواية سورية في القرن العشرين؟ بالطبع ما أكثر الكلام حول الرواية فالبعض مع والكثير ضد، ولكن المهم أن العمل الأدبي إذا لم يحرك المياه الراكدة فإنه لم يصل إلى الغاية التي وجد من أجلها والرواية كما الوثيقة تساهم في تشكيل الذاكرة الجمعية لأي مجتمع من المجتمعات».

ويقول الأديب "ممدوح عزام" حول روايته: «أطلق بعض النقاد على روايتي "قصر المطر" رواية تاريخية ولم أعمد إلى التوثيق، وإنما هي أحداث جرت من قبل حاولت من خلالها أن أتفحص مصائر البشر والشخصيات وهم أبطال هذه الرواية في لحظة وجدت أنها اللحظة النموذجية أي هناك احتلال وقهر محلي طبقي وكلاهما مارس اضطهادا على مجموعة من البشر هم "أهل الفضل" في رواية "قصر المطر" واضطر هؤلاء إلى الرحيل من المكان الذي استوطنوه منذ سنوات بعيدة إلى خرائب موجودة في مكان مقفر خال من البشر والكائنات الحية».

"ممدوح عزام" من كتاب القصة والرواية البارزين على الساحة السورية، يبحث في كتاباته عن حقيقة ما رفيعة وبنية تخيلية قوية. صدرت له مجموعتان قصصيتان هما "نحو الماء" و"الشراع" وأربع روايات هي: "معراج الموت"، و"قصر المطر"، و"جهات الجنوب"، و"أرض الكلام" كما يكتب المقالات النقدية.