«أنا واحد من الذين اطلعوا على نصوصها الأدبية باكراً، ويمكن أن أسمي نفسي واحداً من مشجعيها، وقد تعرفت على دفتر أشعارها عن طريق المصادفة عندما عرضه علي أحد الأصدقاء ولم تكن بعد قد نشرت أية قصيدة، فلفتت نظري نصوصها، وعندي يقين- دائماً أجهر به- أن قصيدة النثر مشكلة بحد ذاتها، فهذا الجنس الأدبي أو الصنف من الكتابة دخل معترك الحياة الثقافية بلا أي أسلحة، وفي المقابل كل الأسلحة مصوبة باتجاهه وهو حاسر الرأس، والمطلوب منه أكثر من المطلوب من أي صنف آخر في فنون الكتابة، ووجد نفسه غير قادر على العيش وسط هذه الذهنية العربية التي لا تقبل غير الشعر العمودي المقفى، أو شعر التفعيلة ودارسو اللغة العربية عندهم النظام الشعري الوحيد هو الشكل المتعارف عليه للقصيدة الشعرية، فكتبوا نثراً بشكل الشطرين وقالوا هذا شعر لا وزن له ولا قافية.

إذاً قصيدة النثر إما أن تقدم معادلات أخرى للوزن والعروض التي تربت الذائقة العربية عليها وإما هناك مشكلة، فالشاعر "محمد الماغوط" نجح في هذا المجال بسبب أنه بهر الآخرين بتلوينات وصور جميلة جداً وخارقة فهو أرضى الأمي وأرضى الناقد، وهي لعبة العباقرة الكبار، وكذلك الأمر بالنسبة "لمحمود درويش" والذين استسهلوا هذا النوع هم أكثر من أن يحصوا».

لقد لاحظت في شعرها أنها قادرة على تقديم صورة شعرية جميلة بفطرية متناهية، وتحويل النثرية والمباشرة في الحياة إلى شعر ولغة متألقة، وطبعاً ليست نصوصها على سوية واحدة كحال أي شاعر، أما نصوصها الباهرة وهي كثيرة فتمتلك هذه الخصوصية بمعنى أنها تحول الشيء المعيشي إلى صورة أخاذة فالشعر بالنهاية هو لعبة لغوية، فالتقديم والتأخير عندها يستطيع أن ينقل الكلام من خانة النثر إلى خانة الشعر، عوالمها فيها براءة الصورة والارتقاء باللحظة اليومية العادية إلى شيء فني، ولذلك أنا أجزتها وسوغت نصوصها إلى عالم الشعر، والمسألة مسألة خطا، ونلاحظ أن مجموعتها الثانية فيها تقدم كبير وملحوظ ومعنى ذلك أنها تسير صعوداً

ويتابع الشاعر والناقد "موفق نادر" حديثه لموقع eSuweda يوم الثلاثاء الواقع في 18/8/2009 عن شعر "حياة نصر" بالقول: «لقد لاحظت في شعرها أنها قادرة على تقديم صورة شعرية جميلة بفطرية متناهية، وتحويل النثرية والمباشرة في الحياة إلى شعر ولغة متألقة، وطبعاً ليست نصوصها على سوية واحدة كحال أي شاعر، أما نصوصها الباهرة وهي كثيرة فتمتلك هذه الخصوصية بمعنى أنها تحول الشيء المعيشي إلى صورة أخاذة فالشعر بالنهاية هو لعبة لغوية، فالتقديم والتأخير عندها يستطيع أن ينقل الكلام من خانة النثر إلى خانة الشعر، عوالمها فيها براءة الصورة والارتقاء باللحظة اليومية العادية إلى شيء فني، ولذلك أنا أجزتها وسوغت نصوصها إلى عالم الشعر، والمسألة مسألة خطا، ونلاحظ أن مجموعتها الثانية فيها تقدم كبير وملحوظ ومعنى ذلك أنها تسير صعوداً».

حياة نصر مع الشاعر موفق نادر

والمتتبع لشعر "حياة نصر" يكتشف التصاعد المبهر في اللغة والصور المحكمة والمتميزة التي لونتها النهايات الآخذة لون الصدمة وكأنها تترك لنا متعة وبهجة وأفقاً خصباً وتمضي مسرعةً مخلفة قراءها على قارعة الرصيف.

"كاد الصمت يختفي

كيف أطرق نوافذ الحوار؟

كيف ألقي قلقي على ضفافك؟"

يقول الشاعر "صقر عليشي": «تأخذنا "حياة نصر" معها مستمتعين برفقتها عبر مقطوعات هي أقرب ما تكون إلى تقاسيم رومانسية في الشوق والانعتاق، فهي مسكونة بقلق الإبداع ويستحوذ عليها عالم الكلمة لترى فيه خلاصاً وملاذاً لروحها المحاصرة، قصائدها مكتوبة بتلقائية وخفة ورشاقة دون حذلقات أو ادعاءات، تقودها الفطرة والبراءة والإحساس العميق لما حولها، قصائد تترك لنا متعة وبهجة وأفقاً كما في مجموعتها ثرثرة الريح للأغصان ففي قصيدة "لائذة" تقول: "ألوذ بحبك... كي أستريح/ ولكنني في الحقيقة... ما نلت منك

الرجل الذي شجعها على كتابة الشعر

سوى قبض ريح...".

وتعترف الشاعرة "حياة نصر" لموقعنا أن خجلها المتواصل جعلها تخاف كثيراً أجواء الشعر وهي تظن أنها ما زالت تقف على شاطئه الرملي ولم تدخل بعد في بحره الواسع.