«ربما جرت العادة أن نرى المرأة في العمل والوظائف الرسمية وفي المهرجانات العربية والدولية تقف موقفها الرسمي، لكن أن تقف أمام جمهور شعبي تلقي شعرها بالزيّ الشعبي للمنطقة التي تستضيفها وهي من محافظة أخرى، لعمري هذا موقف يدل على عمق الثقافة الوطنية بين أهل سورية ووحدتها».

هذا ما تحدث به الدكتور "فايز عز الدين" عضو اتحاد كتاب العرب لموقع eSuweda بتاريخ 3/10/2008 وأضاف قائلاً: «المرأة نصف المجتمع وحين تكون يداً بيد مع الرجل سيكون المجتمع متكاملاً قولاً وفعلاً، وقد أجادت الشاعرة "ثناء القادري" من منطقة "النبك" في قرية "شقا" حين وبثقة المرأة العربية ألقت قصيدتها الشعبية وهي ترتدي زي محافظة "السويداء" تعبيراً منها على مشاركتها الوجدانية».

ربعي لفوا من فرحتي قمت هلي/ وزيد من شوق الملاقي تراحيب ميت هلا بضيوف جتنا تهلي/ ع هضبة الرّيان هيل المواجيب أنتم هلا المنزول صحاب المحلي/ وأنتم لنا بكل دارٍ معازيب

وقدم السيد "انيس ناصر" مدير المهرجان الذي أقيم بعنوان "قصائدنا أولادنا الذين يولدون كباراً" بعد ترحيبه بالضيوف الأكارم من المحافظات السورية الشاعرة الضيفة قائلاً:

الدكتور فايز عز الدين

«ربعي لفوا من فرحتي قمت هلي/ وزيد من شوق الملاقي تراحيب

ميت هلا بضيوف جتنا تهلي/ ع هضبة الرّيان هيل المواجيب

الشاعرة ثناء القادري

أنتم هلا المنزول صحاب المحلي/ وأنتم لنا بكل دارٍ معازيب».

لتتقدم شاعرة "النبك" الشعبية "ثناء القادري" إلى المنصة وتلقي قصيدتها التي تقول فيها:

وللمرأة حضور

«حج الحجيج وجيت دار البطولات/ أسجد على تراب شقا وانحني له

صلِ العشا بروس الجبال المنيفات/ بدار السويدا لمافي حي مثيله

واقرأ الحمد لروح من بالكفر مات/ وارفع بيارق كل ذيك القبيله

بيارق الها بسمانا علامات/ بيارق ما نكس الريح ميله

وازور القريا وحيي ذيك المقامات/ وابكي على راعي الفعول الجليله

سلطان نبراس الشرف والكرامات/ يا مسرج خيول عتاق أصيله

قالوا سورية صعب تصبح دويلات/ هذه سورية الماندور بديله

من أهلنا بـالنبك الهم تحيات/ تعداد حب الأرض وافي مكيله

وأجل أصحاب العبي والعمامات/ وأحلى تحية للوجوه النبيلة».

وعلى هامش المهرجان موقع eSuweda التقى الشاعرة وسألها عن مدى تأثيرها النفسي والاجتماعي في مشاركتها وهي ترتدي اللباس الشعبي لنساء محافظة السويداء؟ فقالت: «جئت إلى السويداء وأنا أحمل في نفسي الحب والاحترام لهذه المنطقة العريقة بتاريخها وناسها، ولهذا كانت مشاركتي واحدة من بين النساء اللواتي شاركن أيضاً، كالشاعرة "ربيعة غانم" والشاعرة "خزامى الورهاني" ليكون للمرأة الدور الفعال في مجال مهرجان دعم المقاومة أيضاً، ومما لاشك فيه أن الجمهور الذي تفاعل مع القصيدة وعبر بالتصفيق بحرارة لهو جمهور يستحق أن تقف أمامه وتحترم تاريخه بلباسه الشعبي التقليدي».