ما كل من عرف الهوى صدق/ أو كل من عانى الجوى أرق/ أو كل من نال المنى غبقا/ حتى وإن شرب الطلى وشق/ فالحب لا يدري بقيمته/ إلا الذي في ناره احترق/ خبأت قلبي خلف أغنية/ أرسلتها لغزا لتأتلق..

هناك أشخاص يمرون في الحياة مرور الكرام، وهناك من لا تتسع لهم حياة واحدة، فالرجل الذي نتحدث عنه اليوم شاعر وكاتب وروائي وصحفي وزجال ومخرج مسرحي من الرعيل الأول في "السويداء"، ويحمل ثلاث إجازات جامعية في الأدب العربي والإعلام واللغة الفرنسية.

إنه المتواضع "داوود أبو شقرا"، الذي كان ضيفاً على المهرجان السياحي الثقافي الأول في يومه الثاني الثلاثاء 3/6/2008.

وقد أجرى موقع eSuweda معه هذا اللقاء، قبل أمسيته التي حضرها جمهور كبير، ملأ قاعة الاجتماعات في مبنى المحافظة.

عندما سألناه عن الخمسين عاما التي مرت في حياته ولم تظهر علائمها عليه إلى الآن؟

قال: أنا بطبيعتي قاس على الحياة، ولا أجعلها تقسو علي؟! فلهذا مازلت أتمتع بالعمر القصير كما أريد وأشتهي.

وعن الحب الذي يغلف قصائده قال:

الحب هو كلمتين تجمع كل الحروف، وهذا الكلام ليس مجازيا؟ هو أيضا ماديا بمعنى الحاء هي أعمق حرف في كل الحروف من باب الفؤاد، والباء هي آخر حرف من ضم الشفتين، وما بينهما تندرج كل الحروف؟!.

فالحب بمعناه الأسمى هو الدرجة السابعة مما يطلق عليه درج الحب، هو أعلى درجات العطاء إذا كان منسجما مع ذاته، ويدرك أن الإن سان هو الذي غاية وجوده، وبالتالي كل من يجب عليه أن يعطي من دون أن ينتظر المقابل.

وعن المسرح وتجربته الكبيرة قال:

أنا ابن المسرح، حيث تربيت فيه مع المخرجين والممثلين في السويداء وتحديدا في نادي الفنون، وبعدها مع اتحاد شبيبة الثورة والكشفية، وكان هناك مجموعة من الفنانين الكبار، الذين لم يتح لهم أن يصبحوا كبارا، الذين كانوا يحبون المسرح هكذا بلا أي مقابل.

وفي هذه الأماكن ابتدأت ممثلا صغيرا وتدرجت حتى أصبحت أخرج بعض النصوص، وتابعت المغامرة وبدأت أكتب المسرحيات وأخرجها، مثل مسرحية "الطريق إلى نيسان" عام 1981 لمصلحة اتحاد شبيبة الثورة، وهو عمل يتحدث عن حرب العصابات ضد الاحتلال الفرنسي.

وعام 1982 ألفت وأخرجت مسرحية "الخنساء" عن نضال أهلنا في فلسطين وفي المسرح الجامعي أخرجت عددا من المسرحيات أهمها "المخاض" التي نالت العديد من الجوائز آنذاك.

وفي المسرح القومي قدمت مسرحية "ومضة" ونالت جوائز محلية وعربية وهو عمل ميلودرامي من بطولة الفنان "فائق عرقسوسي".

للأستاذ "داوود" بصمة مهمة في مصر، وهناك جائزة للتأليف المسرحي توزع باسمه منذ عام 2003، عن هذه التجربة قال:

قدمت في مصر مجموعة من المسرحيات منها "نجوم الظهر" و"أنا كلاوديوس".

وفيها قدمت 12 مسرحية من تأليفي، ومن خلالها سمّوا جائزة التأليف المسرحي التي تمنح في المهرجان المسرحي في القاهرة باسمي منذ عام 2003 حتى الآن.

وبعد هذا العرض السريع سألناه عن المسرح وما يقدمه له؟ فقال: المسرح حياة؟ هو مختزل لكل ظروف الحية وضروبها وعلومها؟ فلا تجد شيئاً في هذه الدنيا إلا وتجد المسرح له جزء وافر فيه، فهو بكل بساطة اختزال لتاريخ البشرية. وهو الدرب الأدبي الوحيد الذي يجمع الفن والأدب في بوتقة واحدة.

أما عن الشعر فقال: الشعر يكتب نفسه من خلال القلب، وأنا لا أسعى إليه إنما أراه ينساب على لساني نتيجة موقف معين، أو صورة معينة أرسمها بالكلمات، ما يعتلج في النفس وفي الفؤاد والعقل.

للأستاذ "داوود" مجموعة شعرية بعنوان "مقامات" ورواية بعنوان "عودة الفينيق" وهناك أربع روايات منذ مدة تنتظر الظهور، غير عدد من المسرحيات، حيث يعتقد أنه يجب إعادة صياغتها لأنه ليس راضيا عنها، أو هو كسول؟! فالكلمة كالرصاصة لا يستطيع أحد الوقوف في وجهها إذا خرجت.

وطموحه أن يفهمه الناس هو كالمواطن "داوود أبو شقرا".