غالباً ما تبدأ قصص النجاح من التأثر بواقع معين، استناداً لقاعدة أنّ الحاجة أم الاختراع، ولعلّ الخيط السري الجامع بين الموهبة والاحتراف هو تحديد الهدف والوصول إليه، مضافاً إليه المثابرة والاجتهاد والبيئة الأسرية التي لها دور هام في تكوين المرء فكرياً وإبداعياً.

هو وصف مختصر ينطبق على مسيرة المهندس الشاب "همام أبو صالح" العلمية، الذي استطاع تصميم وتنفيذ جهاز تعقب للألواح الشمسية للحصول على مردود أعلى من اللوح بنسبة تصل إلى 35 بالمئة بالمقارنة مع المنظومة الشمسية غير المزوّدة بجهاز التعقب باستخدام المعالج الإلكتروني.

استطاع" هذا الشاب الذي نشأ في بيئة غنية بالعلم والثقافة والأبحاث العلمية وبفضل جدّه واجتهاده، تصميم وتنفيذ مشروعه المتميز وسهل التطبيق

أوّل خطوة

عن تجربته العلمية يقول المهندس "أبو صالح" في لقاء أجراه معه موقع مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 29 أيار 2021 : «بدأت التوجه نحو العلوم التطبيقية حينما كنت أدرس في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية وذلك عبر تنفيذ جهاز تعقب الألواح الشمسية، وهو عبارة عن مشروع تخرج جامعي حول "نظام تعقب الألواح الشمسية باستخدام معالج إلكتروني" كنموذج تطبيقي تجريبي، وبعد التخرج من الكلية علمت من اتحاد الطلبة وإدارة الجامعة بوجود مسابقة لمشروع "قفزة" الممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدعم مشاريع التخرج للطلاب، اطلعت حينها على الشروط من خلال الإعلان وتقدمت بالأوراق المطلوبة للانتساب والمعلومات الخاصة بالمشروع الذي سيعرض على لجنة تحكيم علمية، وكانت النتيجة أنه تم اختيار مجموعة مشاريع من جامعة "دمشق" وكان مشروعي في مجال الطاقة الشمسية من بينها، وقد نال الجائزة الأولى عن مشروع الطاقات المتجددة في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، وحصلت على مكافأة مكونة من تجهيزات وأدوات على مراحل وتمت متابعة المشروع حتى خرج بشكله النهائي القابل للتنفيذ والتسويق كمرحلة لاحقة».

الأستاذ الدكتور فريد أبو حامد

قيمة مضافة

المشروع التجريبي

ويتابع المهندس "أبو صالح" بالقول: «يتميز العمل بالدقة والتوجيه وسهولة التحكم باللوح لملاحقة الإشعاع الشمسي خلال ساعات النهار، بالإضافة الى انخفاض تكاليف إنتاجه بالمقارنة مع مثيلاته بالأسواق العالمية وتوافر جميع عناصر تصنيعه بالسوق المحلية الأمر الذي جعله مشروعاً اقتصادياً بامتياز، وما يجعل المشروع يكتسب قيمة مضافة أنه أثناء إعدادي لمشروع التخرج كنموذج تطبيقي تجريبي اختصرت الوقت والجهد، ومن خلال دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قمت بصناعة نموذج حقيقي قابل للتنفيذ على أرض الواقع، والميزة الإضافية أيضاً أنه مشروع يقوم على زيادة الطاقة الكهربائية المنتجة من المنظومة الشمسية بنسبة 35 بالمئة بالمقارنة مع الطاقة التي يمكن الحصول عليها من المنظومة الشمسية غير المزودة بجهاز تعقب، كما ويساهم المشروع بالحلول التقنية والميكانيكية لمشكلة الطاقة، وهو ذو تكلفة منخفضة نظراً لأن كل مستلزمات المشروع متوافرة في الأسواق المحلية».

قصة نجاح

وفي شهادته على مشروع المهندس "أبو صالح" يصف الأستاذ الدكتور "فريد سليم أبو حامد" أستاذ الطاقة في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، المشروع بالناجح والذي استطاع صاحبه من خلاله أن يقتحم عالم النجاح بقصة جديدة تحمل عنواناً فيه من الاختصاص ما هو مفيد وقابل للتطبيق على أرض الواقع، مضيفاً: «استطاع" هذا الشاب الذي نشأ في بيئة غنية بالعلم والثقافة والأبحاث العلمية وبفضل جدّه واجتهاده، تصميم وتنفيذ مشروعه المتميز وسهل التطبيق».

المهندس همام أبو صالح

الجدير بالذكر أنّ المهندس "همام مثنى أبو صالح" هو من مواليد مدينة "السويداء" عام 1994، وخريج كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية لعام 2019/2020.