حاولت "رشا بدران" مدرسة العلوم في مدرسة "أحمد قاسم جمعة" تطبيق تجربة زراعة الفطر المحاري بشراكة بين المدرسة والطلاب والمجتمع المحلي، في مبادرة عنوانها التعاون والبحث عن مصادر معرفية ومالية لدعم المدرسة بدخل مادي جيد لدعم العملية التعليمية، وتأمين احتياجات المدرسة خاصة في هذه الظروف، وحالياً ينتظرون النتائج لقرابة ثلاثين كيساً لتقييم التجربة وإمكانية تكرارها.

فكرة الاستقاء من المناهج والتطبيق على أرض الواقع، حاولت "بدران" تأكيد أهميتها لعمل يؤمّل منه عدة نتائج وحقق نتائج أولية جيدة كانت واضحة خلال الإعداد للعمل والتطبيق، تقول "بدران" إنه بدعم من الإدارة، تم تأمين الأبواغ والتجهيزات المطلوبة بمبالغ تشاركية، ما أدى إلى خلق نافذة للتواصل المجدي مع المجتمع الأهلي الذي بادر للمساعدة والدعم وتقديم الخبرة من خلال "شادي حمزة" و"بشار حمزة" وهما من المزارعين الخبراء في المجال، فتدرب المشاركون على آلية التعامل مع المواد الأولية لتحضير التبن والتنشيف وإعداد الأكياس، وكانوا قد أتموا فكرة تثقيب الجدران لتعليق الأكياس في الغرفة المخصصة، بعد تشكيل فريق عمل مؤلف من المدرسين الذين أشرفوا على المجموعات والطلاب الذين اندفعوا بحماس ومحبة للعمل، وكان الطلاب هم اليد العاملة لنقل الأكياس وتثبيتها وتخفيف التكاليف، والاطلاع في ذات الوقت على كل التفاصيل التي من شأنها أن تساعد في استيعاب فكرة العمل.

بالنسبة لي ولأنني أعشق الزراعة، فرحت بفكرة توجيه الطلاب للعمل الزراعي لأن الزراعة المحرك الأول للاقتصاد، ومنها نتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي ولا بدّ من تعليم أولادنا تطبيق أفكار من الممكن التعامل معها مثل زراعة الفطر أو الزراعات البسيطة

التجربة وفق مديرة المدرسة "رشا إلياس" محاولة لتطبيق بعض أفكار المناهج على نطاق أوسع والبحث في مدى موافقة التجربة لواقع المدرسة والطلاب كما قالت لمدوّنة وطن "eSyria": «طرحت علي المدرسة "رشا بدران" رغبتها بتطبيق فكرة زراعة الفطر المحاري، لأنّنا نمتلك مكاناً مناسباً وبعض المقومات للحصول على المواد الأولية ومستلزمات التجربة، وكان من واجبي متابعة الموافقات والحوار مع مديرية التربية للاطلاع على رأي الإدارة بالفكرة والاستشارة لتأسيس بداية صحيحة في مجال نختبره للمرة الأولى.

المعلمة رشا بدران

الإدارة شجعت ودعمت فكرة التعاون مع المجتمع المحلي وانطلقنا لتأمين احتياجات العمل، وتمسكنا بفكرة مشاركة الطلاب لنؤسس فريقاً منهم وندرب على التطبيق الذي يمكن أن يؤسس لعمل دائم، لأننا بداية نمتلك مكاناً (قبو) مناسباً وعددَ طلابٍ جيداً وكافياً، وحصلنا على دعم جيد من كافة الزملاء، مما عزز فكرة العمل المشترك وكان كل معلمي المواد موجودن للمساعدة بإدارة المشرفة على التجربة للتقسيم إلى مجموعات والمتابعة».

المزارع "شادي حمزة" بيّن أهمية الفكرة موضحاً أن أفضل ما فيها أنها طبقت في المدرسة، وهذا ما شجعه على المشاركة وتقديم العون لتظهر النتائج على أرض الواقع، ومن خلال هذا التعاون حاول المزارعون مساعدة المدرسة لإنتاج مشروع صغير يتناسب مع إمكانياتها، ويعلّم الطلاب أهمية العمل وكيف لفكرة صغيرة أن تحقق نتائج كبيرة نحتاجها لتحسين أوضاعنا.

مديرة المدرسة رشا الياس

ويضيف: «بالنسبة لي ولأنني أعشق الزراعة، فرحت بفكرة توجيه الطلاب للعمل الزراعي لأن الزراعة المحرك الأول للاقتصاد، ومنها نتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي ولا بدّ من تعليم أولادنا تطبيق أفكار من الممكن التعامل معها مثل زراعة الفطر أو الزراعات البسيطة».

الطالب في الصف السابع "شمس العيسمي" يقول إنه أمضى وقتاً متميزاً في متابعة التجربة والدرس العملي لترسيخ المعلومات والاستفادة مما طبق في اكتساب معلومات عن زراعة الفطر، ووجد أن هناك العديد من الأفكار التي تتضمنها المناهج، يمكن أن يكون لها نصيب من التجربة والتطبيق، مؤكداً أنّ الشرح التفصيلي لكل مرحلة من مراحل الزراعة أسهل مما جاء في الدراسة النظرية.

الطلاب كريم عامر وشمس العيسمي

أما زميله "كريم عامر"، فمنذ اليوم الأول لتطبيق التجربة، عرّف أهله عليها، وكرر على مسامعهم ما قامت مدرسته بتحضيره وإمكانية الحصول على الأبواغ والتبن ومعدات العمل واتفق معهم على إعادة التجربة في المنزل لأنه أحب هذه النوعية من العمل ولديه الوقت لمتابعتها والاهتمام بها.

معاونة مدير التربية "لينا حمزة" تقول إنهم بانتظار نتائج التجربة، وفي حال النجاح -المتوقع- فإن المديرية ستكون بصدد إعداد دراسة لنشر التجربة، وتعميمها بما يكفل التطبيق في المدارس التي يتوافر فيها المكان والإمكانيات للمتابعة، ولتتابع هذه المدارس مع المدارس الريفية التي دخلت حدائقها طور الإنتاج من الزيتون والزيت، ولا مانع من أن يُنتج الفطر بهمة مدرسين لديهم طاقة للاختبار والعمل.

وتضيف: «أهمية المحاولة تتمثل في أنها تطبيق لما تضمنته المناهج، وهذا بحدّ ذاته خطوة هامة تشير إلى ارتباط المناهج مع الواقع، وقد نكون أمام تجارب قادمة في المرحلة القادمة والإبداع في البحث عن كل ما هو جديد ومتقن ينقل المهارة للطلاب بأساليب علمية واجتماعية ونفسية مدروسة وقابلة للتطوير بشكل دائم»، ووجهت الشكر لإدارة المدرسة والمدرسين على الجهود المتميزة والتواصل الدائم.

أجري اللقاء بتاريخ 24 كانون الثاني 2021.