امتازت شخصيتها بالهدوء والصبر، فكان أن برعت في فن "الماندلا" والرسم على القماش، اللذين يحتاجان لجهد وصبر كبيرين، لوحاتها تتسم بسمات شخصيتها التي أرادت أن تصقلها بتفرد.

"لبنى دنون" فنانة تشكيلية تحدثت لموقع مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 15 تشرين الأول 2020 عن بداياتها وأبرز أعمالها قائلة: «كنت أنتظر درس الرسم في المدرسة بفارغ الصبر، وكنت أحاول دائماً رسم شيء مميز ومختلف، وفي كل معرض في المدرسة كانت لدي مشاركة إضافة إلى حبي للأعمال اليدوية، حيث كان وقت فراغي في المنزل يقسم بين الرسم والعمل اليدوي.

عرفت "لبنى" طالبة عزف على آلة العود، كانت حساسة وتمتلك ذوقاً رفيعاً، تمتلك شخصية قوية ومستواها في العزف جيد، لديها موهبة في الرسم وإحدى لوحاتها من أثمن الهدايا في معهدنا

في المرحلة الثانوية كان القلم والورقة معي دائماً في أوقات الاستراحة وتجاربي قائمة ومستمرة، إلا أن ضغط الدراسة سبّب انقطاعي فترة عن الفن رغم يقيني بأني سأعود للرسم يوماً، درست في المعهد الهندسي وبعد التخرج عدت لتجاربي بالرسم».

"لبنى دنون"

وتابعت عن تطوير مهاراتها قائلة: «بدأت بمشاهدة فيديوهات تعليم الرسم عبر الإنترنت، وحظي فن "الماندلا" باهتمام خاص مني وهو فن قديم يتكون من عدة دوائر متداخلة ببعضها ومنظمة ومتوازنة بصرياً، بدأت بشكل تجريبي ورويداً رويداً أصبحت أرسم لوحة كاملة لأعبر عن أفكاري وكل ما يجول في خاطري من خلال فن "الماندلا".

هذا الفن يحتاج لإلمام بالهندسة لأن الفكرة تعتمد على الشيء المنظم والمتناظر، الذي يساعد على التأمل والاسترخاء وهدوء الأعصاب والراحة النفسية ويعطي أهمية لأدق وأصغر التفاصيل، أحببت هذا النوع من الرسم، فمن خلاله كنت قادرة على إيصال أفكاري ومعظم لوحاتي كانت بالقلم الأسود لأثبت أني قادرة على إيصال الفكرة بلون واحد.

فن الماندلا

من شاهد لوحاتي من الأهل والأصدقاء شجعني على الاستمرار بالرسم، وأنشأت صفحة عبر الـ"فيس بوك" للتعريف بأعمالي، فحظيت باهتمام من عدد كبير من الأشخاص، ورغبة مني بتطوير مهاراتي وإمكانياتي اتبعت دورة رسم بمرسم "دار الفن" للأستاذ "بشار صعب" تدربت على رسم المجسمات ووجه الإنسان مستخدمة الرصاص والفحم إضافة للألوان الزيتية.

وبتشجيع وإشراف من الأستاذ "بشار" شاركت بمعرض في المركز الثقافي في "شهبا" مع المرسم بعنوان "مشاعر" عام 2018، وبمعرض "سما" في كافيه "البارون" في مدينة "السويداء"، ومشاركاتي كانت حافزاً وداعماً للاستمرار بعملي، شاركت بلوحات زيتية ولوحات من فن "الماندلا" التي نالت إعجاب زوار المعرض وأثارت فضولهم للتعرف أكثر على هذا الفن».

نماذج للرسم على الملابس

شغف الرسم دفع "لبنى" للرسم على العديد من الخامات، معتمدة على ثقتها بنفسها وإمكانياتها وقدرتها على التعامل مع أي خامة، حيث أضافت: «حبي للرسم دفعني لتجربة جديدة، وهي تحويل كل ما تقع عليه عيناي لتحفة فنية، فكان أن رسمت على الصناديق الخشبية والآلات الموسيقية والألبسة والفناجين والأكواب، وشاركت بهذه الأعمال اليدوية في معرض أقامه فريق "JCI " في صالة فندق "العامر" في مدينة السويداء" بعنوان "creative hands" عام 2019.

بالنسبة للرسم على الملابس فقد حظي باهتمام أكبر من الناس خلال المعارض وصفحة الـ"فيس بوك"، وصممت عدداً من القطع بناء على طلبات خاصة، منها ما كان لأصدقائي ومعارفي ومنها لمتابعين عبر الإنترنت، الرسم على الألبسة يحتاج لتركيز ودقة وينبغي استخدام ألوان ثابتة مخصصة للملابس لا يمحوها الغسيل».

"بشار صعب" مدرس فنون قال: «"لبنى" خضعت لدورات رسم في معهدي، وهي تمتلك هدوءاً نفسياً يظهر بلوحاتها وأعمالها بشكل واضح، استمرت بالمعهد لسنتين وأثبتت موهبة وتميزاً، فكل لوحة ترسمها "لبنى" تعبّر عنها، ولكن ينقصها الجرأة تلك التي ترتبط بضربة الريشة على اللوحة، فهي ترسم بهدوء كما شخصيتها وفي أحيان كثيرة الجرأة مطلوبة، هذا الشيء ستكتسبه مع الوقت».

"سالم عماشة" مدرس موسيقا في معهد الفرح في "شهبا" قالت: «عرفت "لبنى" طالبة عزف على آلة العود، كانت حساسة وتمتلك ذوقاً رفيعاً، تمتلك شخصية قوية ومستواها في العزف جيد، لديها موهبة في الرسم وإحدى لوحاتها من أثمن الهدايا في معهدنا».

بقي أن نذكر أنّ "لبنى دنون" من مواليد "عمان" في "الأردن" عام 1994، عاشت طفولتها في مدينة "شهبا" وحالياً تقيم في "الدوحة" في "قطر".