كانت بداياتها مع فن النحت قبل أن تمتهن مسرح خيال الظل، لتكون أول العاملين في هذا المجال في "السويداء"، فسخرت موهبتها في الرسم بابتكار شخصيات تتحدث بلسان الواقع، وتسلط الضوء على أبرز القضايا التي تهم الأطفال.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آب 2020 "عصمت رامز كرباج" لتتحدث عن عملها مع مسرح خيال الظل، حيث قالت: «عملت في منظمة "الأمانة السورية للتنمية" بمنارة "شهبا" المجتمعية، وكان عملي ميداني مع الناس، دراسة واقع الأشخاص وتقديم تقرير لإدارة الأمانة، ومن ثم انتقلت للعمل داخل الأمانة بتزيين أقسامها، وكان اهتمامي خاصٌ بقسم الأطفال مستفيدة من خبرتي بالفنون الجميلة.

صنعت دمى خاصة طبقتها على الجلد، وهذه الشخصيات من ابتكاري، مع الاحتفاظ بأسماء "كراكوز"، و"عيواظ"؛ وهي من أساسيات مسرح خيال الظل، وأضفت شخصية "أبو صايل"، "أبو سعيد"، الدكتور "هاني"، و"الست نجوى"، وهي شخوص جديدة لمسرحياتي التي كتبت نصوصها، حيث تقدم عبرة وتنمي فكر الطفل وقدراته

بعد هذه المرحلة انتقلت للقسم التعليمي وعملت مع الأطفال في الأنشطة الترفيهية، وقمت بعمل دورات رسم وأعمال يدوية وصناعة شمع خاصة بالأطفال، ومن ثم أعلنوا عن تدريب لمسرح خيال الظل وكان تدريباً بدائياً أي تصنيع الدمى على الكرتون، وخضعت للدورة التي أقيمت بعد ترشيح مسرح خيال الظل من قبل "الأمانة السورية للتنمية" لمنظمة "اليونيسكو" كأحد أبرز الأنشطة التي تحافظ على التراث اللامادي، بعد الدورة الأولى تمّ الإعلان عن دورة ثانية في "التكية السليمانية" في "دمشق" للتدريب على الجلد الطبيعي، فسجلت فيها وتقدمت لأكثر من امتحان حتى تم قبولي، في الدورة تعلمنا صناعة الدمى على الجلد والتلوين وكافة تفاصيل الصناعة، وتقنيات تحريك وأزرار تحريك الدمى، أشياء تفصيلية عديدة تعلمناها، منها القدرة على إخراج نبرات صوت متعددة، حيث استمر التدريب ستة أشهر».

"عصمت كرباج"

قدمت "كرباج" عروض خيال الظل خاصة بالطفل في عدد من المراكز الثقافية، عنها أضافت: «قدمت العديد من العروض في ثقافي "شهبا"، "صلخد"، "السويداء"، "الصورة الصغيرة"، "أم الزيتون"، "امتان" "المزرعة"، "شقا"، "صميد"، "الكفر"، وروضات "شهبا" كافة باسم "الأمانة السورية للتنمية"، ومن ثم توقف عملي في الأمانة إلا أني تابعت بمسرح خيال الظل، وقدمت عرضاً مع "JCIالسويداء" بعنوان "تنمر على مريض كورونا"، انتشر على مستوى المحافظة وحقق حوالي 4000 مشاهدة عبر الإنترنت، وانتشر على مستوى القطر».

وعن تصنيع دمى الشخصيات ونصوص العمل، تابعت: «صنعت دمى خاصة طبقتها على الجلد، وهذه الشخصيات من ابتكاري، مع الاحتفاظ بأسماء "كراكوز"، و"عيواظ"؛ وهي من أساسيات مسرح خيال الظل، وأضفت شخصية "أبو صايل"، "أبو سعيد"، الدكتور "هاني"، و"الست نجوى"، وهي شخوص جديدة لمسرحياتي التي كتبت نصوصها، حيث تقدم عبرة وتنمي فكر الطفل وقدراته».

شخصيات الظلال من تصميم "عصمت كرباج"

أما عن الصعوبات التي عانت منها، فقالت: «المسافات الطويلة حتى الوصول لأماكن العرض، وقلة التجهيزات في المراكز الثقافية، وعدد الأطفال الكبير أحياناً ببعض العروض كان يحدث ضجة كبيرة، فالأهالي حضروا مع أطفالهم وأحبوا العروض، ولكن كان ينبغي علينا تقديم أكثر من عرض في المنطقة الواحدة لترسيخ الفكرة والقيم التي أردنا إيصالها».

"غصون أبو كرم" منسق إداري بمنارة "شهبا" المجتمعية، قالت عنها: «كنت و"عصمت" بفريق الدعم المجتمعي، وتركزت مهمتنا في رصد الاحتياج لدى الناس سواء الاقتصادي أو المعونات أو تعليم الأطفال أو الدعم النفسي، ومن خلال العمل لاحظت أنها تميل للأطفال، وكخطوة أولى بدأت بمساعدة المشرفين بالأنشطة التي كانت تقام للطفل، تمتلك كاريزما تستطيع من خلالها تغيير صوتها والقيام بحركات تجذب انتباه الطفل، وتمتلك ذائقة فنية كونها خريجة فنون، كانت تضع لمساتها الفنية على المكان، وتساعد بالرسم في المبادرات المجتمعية، وبعد فترة خضعت لدورة في "خيال الظل" وكانت من المميزين، وخضعت لاختبارات عديدة قبل قبولها في مستويات الدورة المتقدمة، وتميزت وقدمت عروضاً جيدة وهادفة، هي قادرة أن تقوم بعرض متكامل بأربع أو خمس شخصيات من دون الإحساس بأن من يقوم بهذا العرض هو شخص واحد».

جمهور الأطفال

"جاد مسعود" مدير منارة "شهبا" المجتمعية، قال: «"عصمت كرباج" هي أحد المخايلين الـ22 الذي تم تدريبهم على يد آخر مخايل موجود في "دمشق"، حيث خضع المتدربون لاختبارات عديدة في التميز قبل القبول في الدورة، تمتلك شغفاً لا ينتهي لشخصيات خيال الظل، وساعدها في ذلك دراستها في كلية الفنون الجميلة على الإبداع في صنع شخصيات خفيفة الظل، تمتلك شخصية استثنائية ومحببة».

بقي أن نذكر أنّ "عصمت كرباج" من مواليد محافظة "السويداء" عام 1988 خريجة كلية الفنون الجميلة عام 2014 اختصاص نحت، وقد عملت مدرسة لمدة أربعة أعوام لجميع الصفوف الانتقالية من الأول حتى الثانوية.