تدربت مع والديها طفلة، فشغلتها رقعة الشطرنج لترسم أحلامها على قواعد لعبتها التي اقترنت بالذكاء والتفكير العميق، محققة نتائج على مستوى بطولة الجمهورية، وممثلة لمنتخب بلدها عبر الشبكة العنكبوتية.

الشابة التي يقرّ المدربون أنها بحاجة لتدريب ينسجم مع طاقاتها كونها حققت تطوراً ملحوظاً، تحدثت عبر مدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 25 حزيران 2020 وقالت: «على يدي والداي تعلمت مفاتيح اللعبة، حيث أمضينا أوقات سعيدة، وكان الاهتمام والحب بداية علاقتي مع أحجار الشطرنج والرقعة، فهي بالنسبة لي أفضل الخيارات لقضاء وقت الفراغ والمتعة مع الأهل، خاصة أن غالبية عائلتي يتقنون الشطرنج، وكنا نتحدى بعضنا لتقديم الأفضل والبحث عن معارف جديدة.

أتذكر أول رحلة قطعتها بهدف المشاركة في بطولة بـ"دمشق"، وكنت حينها في الصف الخامس أيضاً، كما شاركت بتصفيات رواد الشطرنج على مستوى القطر في "طرطوس"، وكانت المفاجأة بحصولي على الريادة، هنا ارتبطت أكثر برياضتي وأخذت أعمل ساعات إضافية لضمان تطوير الموهبة، وكان نوع من أنواع التحدي التي سعيت لتحقيق النجاح به. بعد هذه النتائج تحولت للتدريب بنادي "الثعلة" على يد المدرب "لؤي خضر"، وتابعت مع النادي لغاية هذا التاريخ؛ أشارك باسمه إلى جانب مشاركتي على مستوى الجامعة

عندما كنت في الصف الخامس طلب المدرب "مجدي الأعوج" لاعبين لإجراء تصفيات على مستوى المدارس، والتحقت بهذه التصفيات، وربحت على مدربين بفضل تدريب الأهل، وكنت لم أتدرب بعد على يدي مدرب، وبفضل تشجيعهم ودعم والدتي التي عرضت اسمي للتصفيات؛ بدأ مشوار جديد مع هذه الرياضة التي رافقتني سنوات طويلة مع الدراسة، لأكون متفوقة وأحصل على فرع الهندسة المدنية وأحقق حلمي في الدراسة الأكاديمية لهذا التخصص».

ديانا بشير ذيب مكرمة

وعن البطولات التي خاضتها تقول: «أتذكر أول رحلة قطعتها بهدف المشاركة في بطولة بـ"دمشق"، وكنت حينها في الصف الخامس أيضاً، كما شاركت بتصفيات رواد الشطرنج على مستوى القطر في "طرطوس"، وكانت المفاجأة بحصولي على الريادة، هنا ارتبطت أكثر برياضتي وأخذت أعمل ساعات إضافية لضمان تطوير الموهبة، وكان نوع من أنواع التحدي التي سعيت لتحقيق النجاح به.

بعد هذه النتائج تحولت للتدريب بنادي "الثعلة" على يد المدرب "لؤي خضر"، وتابعت مع النادي لغاية هذا التاريخ؛ أشارك باسمه إلى جانب مشاركتي على مستوى الجامعة».

في إحدى بطولات المحافظة

قدمت مستوى متقدماً يحتاج إلى نوع أرقى من التدريب، وهذا لم يتوفر لها، وتقول: «مشكلتي اليوم أن ما يتوفر في المنطقة من طاقات تدريبية لم يكن كافياً لتحقيق الرعاية والاهتمام، ويقدم التدريب الكافي، خاصة أن المدربين الذين تابعوني في البطولات أقروا بذلك، وهذه معاناة حقيقية أحاول البحث جاهدة عن فرصة تدريبية تنسجم مع ما حققته من نتائج جاءت بالعمل والتدريب الذاتي الذي أنجزه لوحدي بفضل المتابعة والاطلاع واختبار كل فكرة قد أصل إليها.

ولنكن أكثر وضوحاً؛ فإن مشكلة التدريب مشكلة كبيرة تحاصر كثيراً من لاعبي الشطرنج، خاصة إذا قارنا مواهبنا وظروف التدريب المحدودة التي نجدها في النوادي بشكل عام، والاهتمام والرعاية التي يتلاقها اللاعب في الخارج من مدربين عالميين، وأثر ذلك في تطوير قدراتهم بشكل علمي ومدروس، وليس وفق ما يتمكن اللاعب من الوصول إليه عبر الإنترنت أو الكتب المتخصصة، مع العلم بالتطور السريع للعبة عالمياً، لكن لن أفقد الأمل، هذا ما أكرره كل يوم محاولة وضع خطة يومية لاكتساب الجديد والبحث، لأنني أهوى التفكير العميق، وأثق أن لدي الطاقة الكافية والمعرفة لمتابعة الطريق التي رسمتها لنفسي مع الأبيض والأسود وخطط الهجوم والدفاع التي أثرت في شخصيتي، واستفدت منها في مواقف الحياة، وإذا كان لحظة الفوز براقة ومضاءة فإن كثيراً من الجهد قد بذل للوصول إليها، وهذه قناعتي».

المدرب يامن أبو راس

شاركت "ديانا" في بطولات كثيرة في عدة مراحل تحدثنا عنا بالقول: «أكثر البطولات التي حصدت نتائج متميزة فيها كان عام 2018 في بطولة الجمهورية لفئة الثامنة عشرة، حيث حصلت على المركز الثالث، وفي بطولة الجامعات؛ شاركت باسم جامعة "دمشق" وحصلت على مركز أول، وفي بطولة البنات نلت المركز الثاني، وكذلك حصلت على المركز الرابع فردي في ذات العام، وفي عام 2019 حصلت على المركز الأول لبطولة الجمهورية لعمر تحت العشرين، ومن البطولات التي أفرحتني أيضاً تلك التي شاركت فيها مع فئة أكبر من عمري؛ وذلك عام 2017 عندما لعبت مع فئة لعمر العشرين وحصلت على المركز الرابع مكرر كنوع من التجربة واختبار القدرات.

هذا العام وبسبب انتشار وباء "كورونا" عالمياً والإجراءات الاحترازية المحلية، أقيمت بطولات كثيرة عبر الإنترنت، حيث شاركت ببطولة "آسيا"، فربحت دوراً وتعادلت في آخر، واضطررت للانسحاب بسبب ضعف النت شديد. وكذلك لعبت ببطولة العرب، فربحت تسعة أدوار، وخسرت سبعة.

كان الإنجاز الأهم هذا العام دعوتي لتمثيل المنتخب الوطني في اللقاءات الخارجية خلال الفترة القادمة، وهذا جزء من الأمنيات التي سعيت لها، لأنني أستحق، ولدي القدرة بشهادة كل من تشاركت معهم البطولات، لكن للأسف الاعتماد على الذات لا يكفي، ولا بدّ من وجود مدرب يدربني ويشجعني ويوجهني لتلافي نقاط الضعف، ويعزز نقاط القوة، وهذا بالفعل ما أفتقده، ولا أنكر أنني أتأثر كثيراً عندما أتابع بطلاً عالمياً يلعب بطريقتي وأسلوبي في التفريغ، لكن هذا الواقع للأسف».

مدرب الشطرنج "يامن أبو راس" تحدث عن تميزها، وقال: «لاعبة ممتازة من حيث الأداء والجهد، حققت عدة إنجازات على مستوى الجمهورية، وشاركت بالفترة الأخيرة ببطولات على مستوى "آسيا" عبر الإنترنت، موهبة نادرة لا تحتاج إلا لمدرب يعتني بها لتصل إلى العالمية، مع ذلك هي تدرب نفسها وتربح بطولات، ويستطيع من يتابعها ملاحظة الفرق والتطور السريع.

تعدُّ من اللاعبين التكتيكيين، وهي لاعبة هجومية وشرسة على الرقعة، ويعرف المختصون أنّ هذا النوع يعدُّ من أقوى أنواع اللعب، واللاعب الهجومي يحتاج للياقة لعب عالية، وتركيز كبير لأنه دائماً بحالة خطر. وفي حالة هذه اللاعبة كان للأهل دور هام في رعاية موهبتها وتطويرها، لكن أتمنى لها أن تحظى بما تتمنى من التدريب المحترف».

ما يجدر ذكره أنّ "ديانا بشير ذيب" من مواليد "الثعلة" في ريف "السويداء" الغربي عام 2000 طالبة هندسة مدنية سنة ثالثة، حصلت على شهادة تدريب درجة ثالثة.