في بيئةٍ فنيّةٍ تعرّف على اللون وعشق "قيس خويص" العمارةَ، متابعاً العزف ورسم البورتريه بقلم الحبر، عارضاً أعماله بشكل جذب الانتباه لموهبة لافتة نمت ذاتياً وتطورت.

في تجربته تلاقى قلم الحبر والريشة والمسطرة في ثلاثية مشتركة يؤكد أنّ لديه العزم على الاستمرار بها كطالب وعاشق لكل ما هو جميل كما تحدث "قيس نضال خويص" لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 5 حزيران 2020 وقال: «في الثانية عشرة من عمري أخذت تشغلني الألوان والوجوه وكان قلم الحبر الأقرب ليدي، جسدت به وجوهاً كثيرة محاولاً إدراك تقاسيم الوجه وخطوطه، ففي خط القلم الرفيع انتقال لحالة كلية وتوصيف لجمال اختبأ بين التفاصيل، ومهمة الرسام الكشف عنه.

عبر شبكات التواصل أتلقى ملاحظات جميلة من متابعين ارتفع لديهم الذوق والإحساس الفني، وقد شكلت عدة مجموعات من البورتريه بالقلم الأزرق والجاف والرصاص، تصلح لتقدم في معرض مفتوح لكن طبعاً ليس ضمن مرحلة الإجراءات الاحترازية من "كورونا" فهذا غير ممكن

هذه الأعمال و(الاسكتشات) عرفت عني عبر شبكات التواصل، وأخذتني إلى طريق الرسم لأستخدم قلم الفحم والرصاص وأختبر ما راق لي منها باستخدام قلم الرصاص إلى الحبر والفحم وحاولت تعلم أصول البورتريه الذي يصنفه البعض كفن تجاري أو تسويقي، لكنه بالنسبة لي مرحلة أولى وأساسية، هذا الرسم جذبني لتفاصيل رائعة في تكوين اللوحة وإمكانية التعبير بتفصيل واقعي».

قيس خويص

ويتابع: «تربيت على يدي والدي وأستاذي الفنان التشكيلي "نضال خويص" وكانت الألوان مادة متوافرة، وكانت البداية من نقطة الصفر لأرسم الطبيعة الصامتة كونها الأساس بتعليم الخطوط والأبعاد واستخدام (التهشيرات) المختلفة والمتنوعة، وتابعت برسم البورتريه بالرصاص والفحم والحبر الجاف، ومن وجهة نظري لا بدّ من الإلمام بذلك ويبدو أنني أعطيته اهتماماً أكثر فكل لوحة كانت خطوة لشعور أكثر وضوحاً وفرصة الدخول إلى عمق الشخصية، ومع القلم كانت متعة استثنائية لطالب تعامل مع الموهبة للراحة من ضغوط الدراسة.

بالنسبة لي لم يكن الرسم مجرد خربشات على ورق بل نتاج تفاعل وإحساس لا أتصور أنه سيغادرني وعلى العكس أشعر به مرافقاً، فالفن عامل فعال يمكن استخدامه لخفض الاضطرابات النفسية وضغوط الحياة والشعور بالتوتر والقلق بالإضافة لتحسين حالتنا المزاجية ومدنا بالطاقة الإيجابية بغض النظر عن المنتج النهائي.

من أعمال قيس خويص بالقلم الناشف

هذا السبب كافٍ ليجعلني أستمر وأرسم المزيد ويبقى الداعم الأكبر هو والدي وهو أستاذي وكان بدوره صلة الوصل بيني وبين الرسم بتوجيهه وتشجيعه والأشخاص الداعمين والدتي وأصدقائي».

ويضيف: «عبر شبكات التواصل أتلقى ملاحظات جميلة من متابعين ارتفع لديهم الذوق والإحساس الفني، وقد شكلت عدة مجموعات من البورتريه بالقلم الأزرق والجاف والرصاص، تصلح لتقدم في معرض مفتوح لكن طبعاً ليس ضمن مرحلة الإجراءات الاحترازية من "كورونا" فهذا غير ممكن».

مايا نمنم

العزف والمشاركة مع الفرق رافقت الفن والعمارة في رحلة البحث عن الجمال كما يضيف بالقول: «اخترت العمارة لأنه فرع يهتم بالناحية الجمالية للمكان والحالة الوظيفية التي تربط بين المكان والحاجات الإنسانية المختلفة، طبيعة العمارة تعتمد على الخيال وهي السمة المشتركة بين العمارة والرسم وهو ركيزة أساسية للعمارة، واختياري للفرع نابع من حبي للتصميم والتجديد والابتكار، ويتقاطع مع الفن بوصفه حالة من التعبير عن الحالة الوجدانية للإنسان والمشاعر والأفكار، والموسيقا برأيي مكمل لهما كونها نابعة من الحالة الوجدانية ذاتها لكن بأسلوب مختلف.

وبالنسبة لي الرسم والموسيقا كلاهما يغذي حالة التصور والتخيل عند الشخص فقد تعلمت مبادئ العزف على آلة العود بمعهد "الأنغام العربية للموسيقا" تحت إشراف الأستاذ والفنان "أدهم عزقول" عدة أشهر خلال عام 2013، أكملت بعدها بشكل سماعي كوني لم أتمكن من المتابعة بالمعهد بسبب الدراسة وشاركت بحفلات على مسرح التربية عزف جماعي وإفرادي مع المعهد ولا أظن أنني سأتخلى عن فكرة الرسم وسأتابع بمجال الموسيقا حال انتهائي من المرحلة الجامعية، لأن المواهب الثلاثة بالنسبة لي روح الحياة كونها تتغذى من مشرب الجمال الذي نبحث عنه في أرواحنا بهذه الوسائل، وطبعاً كلما تعمقنا أكثر سنجد الأجمل والأكثر رقة».

"مايا نمنم" طالبة هندسة عمارة سنة ثانية تابعت أعماله وقالت: «"قيس" شاب موهوب وكل من تابعه يستطيع قراءة أفكاره التي عبر عنها من خلال فنه، وكان له انعكاسٌ واضحٌ على شخصيته التي تنطلق من تفكيره الخاص بالتصميم واللون والموسيقا.

يفرّغ حزنه وضجره خاصة فترة توقف الدراسة بفعل الظروف والأحداث بقلم وورقة، ومن وجهة نظره يكفي أن يكون لديك قلم وورقة لترتاح، وتستثمر الأدوات والورق برسم وتجسيد الفكرة ذاتها.

أنجز لوحات معبرة ونلاحظ بتفاصيل لوحاته ما يقودنا إلى فكرة عميقة ومنها عبارة عن نفحة مشاعر إنسانية، أكثر أعماله كانت قريبة إلى قلبي لكن بورتريهاته بالقلم الأزرق الجاف كانت الأقرب لخصوصيتها التي تبدأ على شكل خربشات، لكنها تتكامل لتنجز لوحة معبرة وراقية، لأن هذا النمط من الأعمال يحتاج إلى جهد بحكم الأداة الصعبة تبعاً للخط الرفيع والمهارة المطلوبة لإنجاز عمل».

ما يجدر ذكره أن "قيس نضال خويص" من مواليد "دمشق" عام 2000 طالب عمارة سنة ثانية في جامعة "دمشق"، مقيم في "السويداء"، وله مشاركات فنية طلابية جماعية في جامعته وسابقاً على مستوى المدارس إلى جانب الحفلات الموسيقية.