استطاع الباحث "جلال غزالة" إثباتَ العلاقة بين العوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في مدى استعداد المرشدين والمزارعين لتقبل وتطبيق النظام المعلوماتي بتقنية الاستشعار عن بعد ونال عليها الدكتوراه.

حول طبيعة العمل العلمي مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 8 كانون الثاني 2020 التقت الدكتور "جلال غزالة" وبيّن قائلاً: «يدور الهدف الرئيس من الدراسة حول الإدارة الصحيحة للموارد الزراعية من خلال الربط المكاني للبيانات الزراعية وإنتاج خرائط رقمية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافي، لمساعدة متخذي القرار في رسم وتخطيط السياسات الزراعية، من خلال استخدام الاستشعار عن البعد في بناء منظومة معلوماتية زراعية، وربط قواعد البيانات الزراعية مكانياً على مستوى الحائز الزراعي، وقياس تكاليف مراقبة التغيرات في الموارد الزراعية بالطريقة التقليدية، ومقارنة اقتصادية من ناحية التكاليف بين الطريقة التقليدية وطريقة تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافي في رصد ومراقبة تغيرات الأنشطة الزراعية، بحيث نُفذت هذه الدراسة تحت عنوان (إدارة بيانات الموارد الزراعية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد بالاعتماد على منظومة معلوماتية زراعية مقارنة مع الطريقة التقليدية لناحية "الثعلة" في محافظة "السويداء")، لقد تم ذلك من خلال إعداد خارطة استعمالات الأراضي لمنطقة الدراسة على المستوى الأول والثاني والثالث والحائز الزراعي، ووضع منهجية لبناء قاعدة بيانات مكانية للمعلومات الزراعية ديناميكية قابلة لتبادل هذه البيانات بين منطقة الدراسة والمركز متخذ القرار، وتمت معالجة وتحليل البيانات الزراعية المتحصل عليها من قاعدة البيانات المستحدثة للمنطقة مجتمع الدراسة، وذلك باتباع طرق التحليل الوصفي والكمي باستخدام برنامج نظم المعلومات الجغرافي والبرامج الإحصائية كبرنامج SPSS، وحساب تكاليفها مقارنة مع تكاليف بيانات سجل الحائز الزراعي التقليدي، وإظهار مدى فعالية النظام ودقتها، ومدى الاستفادة منها في عملية إدارة الموارد الزراعية المتاحة واستخدام بياناتها المستحدثة في تخطيط السياسات الزراعية، إضافة إلى تحليل الخصائص الاقتصادية والاجتماعية لعينة البحث. كما تمّ استخدام أسلوب مجموعات النقاش لمعرفة مدى إلمام المرشدين والمزارعين بالنظم المعلوماتية، ومقارنتها بالطريقة التقليدية في جمع البيانات الزراعية من وجهة نظرهم، وأهم الفرص والتحديات أمام نظام المعلومات المقترح، والمقترحات لتعزيز الفرص وتجاوز التحديات إضافة إلى أهم العوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في مدى استعدادهم لتقبل وتطبيق هذا النظام. حيث تم استخدام (كاي مربع) للاستقلالية في معرفة أهم العوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في مدى استعداد جمهور العينة لتقبل وتطبيق الطريقة الجديدة، واختبار العلاقة بين هذه العوامل».

قدمت في نهاية البحث مجموعة من التوصيات التي تفيد العمل بها والمحصورة في ضرورة استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في إنتاج خرائط غرضية حديثة ودقيقة لاستعمالات الأراضي عوضاً عن الأساليب التقليدية القائمة حالياً، وإطلاق مشروع وطني لبناء البنية التحتية للبيانات المكانية المعتمدة على الشبكة العنكبوتية، والعمل على وضع إطار قانوني لتبادل بيانات المستشعرات بين المؤسسات المختلفة، خاصة الحكومية منها، وضرورة توطين تقنية شبكة المستشعرات اللاسلكية واستخدامها في المشاريع المنفذة

وتابع الباحث الدكتور "جلال غزالة" بالقول: «بينت النتائج أن بناء وتأسيس قاعدة بيانات شاملة خاصة لاستعمالات الأراضي على مستوى الحائز الزراعي لقرية "الثعلة" تسهل على المستثمرين وصانعي القرار والمخططين وضع خطط التنمية الزراعية مستقبلاً. كما لُوحظ عدم تطابق حدود المخططات العقارية لناحية "الثعلة" مع حدودها حسب الإدارة المحلية باستخدام طريقة التفسير البصري للصور الفضائية، مع فرق معنوي بين طريقة النظام المعلوماتي الزراعي والطريقة التقليدية من ناحية التكاليف والوقت لصالح طريقة النظام المعلوماتي الزراعي، ووجود علاقة معنوية بين العوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في مدى استعداد المرشدين والمزارعين لتقبل وتطبيق النظام المعلوماتي، أي إنّ العوامل غير مستقلة وهناك علاقة بينهم عند مستوى 0.05 وهو البحث الذي نلت عليه الدكتوراه من خلال إثبات ربط البيانات بواقع العمل وتحقيق العائد».

لجنة التحكيم العلمي

وعن الاستنتاجات قال الأستاذ الدكتور "اسكندر اسماعيل" المشرف العلمي في قسم الاقتصاد الزراعي - كلية الهندسة الزراعية جامعة "دمشق": «لقد توصل الباحث طالب الدكتوراه "جلال غزالة" بنجاح إلى مجموعة من الاستنتاجات أهمها إمكانية استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في إنتاج خرائط دقيقة لاستعمالات الأراضي على المستوى الثالث لناحية "الثعلة"، وإمكانية ربط قاعدة البيانات الزراعية على مستوى الحيازة الزراعية بمنظومة معلوماتية زراعية مع المستويات الإدارية الأخرى تتيح الحصول على المعلومة بشكل سريع جداً دون الدخول في روتينيات الأعمال المكتبية ويحقق نتائج أفضل من الطريقة التقليدية في إدارة الموارد الزراعية، وسهولة تطبيق التحديث الدوري للبيانات الزراعية خلال فترة يحددها متخذ القرار، وتحقيق جمع موثوق ومنخفض التكلفة للبيانات وفي أي زمن ودون عوائق، واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في مراقبة الظواهر بقدرة تمييز زمنية عالية وعلى نطاق مكاني واسع، مع استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافي كطريقة إحصائية جديدة في بناء منظومة معلوماتية زراعية قابلة للتحديث والتطوير، مقارنة مع الطريقة التقليدية القائمة حالياً، ومعرفة مدى إلمام المرشدين والمزارعين بالنظم المعلوماتية ومقارنتها بالطريقة التقليدية في جمع البيانات الزراعية من وجهة نظرهم ومقترحاتهم لتعزيز الفرص المتاحة وتجاوز التحديات القائمة، وأهم العوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في مدى استعداد المرشدين والمزارعين لتقبل وتطبيق النظم المعلوماتية».

وأوضح الدكتور الباحث "إياد الخالد" المشرف المشارك رئيس قسم الدراسات والبحوث الزراعية في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بالقول: «قدمت في نهاية البحث مجموعة من التوصيات التي تفيد العمل بها والمحصورة في ضرورة استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في إنتاج خرائط غرضية حديثة ودقيقة لاستعمالات الأراضي عوضاً عن الأساليب التقليدية القائمة حالياً، وإطلاق مشروع وطني لبناء البنية التحتية للبيانات المكانية المعتمدة على الشبكة العنكبوتية، والعمل على وضع إطار قانوني لتبادل بيانات المستشعرات بين المؤسسات المختلفة، خاصة الحكومية منها، وضرورة توطين تقنية شبكة المستشعرات اللاسلكية واستخدامها في المشاريع المنفذة».

د. جلال غزالة

الجدير بالذكر أنّ الدكتور "جلال غزالة" من مواليد "السويداء" عام 1978 نال الدكتوراه بدرجة جيد جداً وبعلامة 83% قبل النشر الخارجي