ارتادت خشبات المسرح والسينما منذ طفولتها المبكرة، ولمع اسمها في مجال الدراما، لكن مشروعها الخاص في المسرح أدخلها عالم المحترفين الشباب في التمثيل والأداء.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنانة "مروة الأطرش" بتاريخ 4 تموز 2019، لتخبرنا عن مسيرتها الفنية، فقالت: «نشأت ضمن عائلة فنية، والدي المخرج "ممدوح الأطرش"، ووالدتي خريجة نقد، كما أن أختي الكبرى الإعلامية والناقدة المسرحية "مزنة الأطرش"، وأيضاً أختي "مها" خريجة باليه، وهذه البيئة التي دفعتني لأكتشف موهبتي بالمسرح، أذكر أنني في طفولتي كان والدي يصحبنا إلى المسارح والندوات التثقيفية، فكنت أهيم بأداء الممثلين على خشبة المسرح. قدمت أعمالاً مسرحية وسينمائية في طفولتي، فكانت أولى مسرحياتي "العفاريت يا قدر الزمان" بعمر الثانية عشرة، كما مثّلت في الفيلم السينمائي "الطحين الأسود"، وفيلم "الهوية" مع المخرج "غسان شميط". بعدها توجهت إلى الدراما، حيث أديت أدواراً متنوعة في بعض المسلسلات، منها: "أسير الانتقام"، "جرن الشاويش"، "ليل الرجال"، وبعدها مثّلت في "أهل الراية"، ومسلسل "الخربة" الذي أعدّه نقلة نوعية، حيث أخذت دور البطولة؛ وترك لدى الناس أثراً، وإلى الآن ينادونني باسم "فلوديا" اسم البطلة في المسلسل، وكان مع المخرج "الليث حجو"، حيث عملت مع أهم الأسماء السورية في عالم الدراما، وكنت في السادسة عشرة من عمري، ثم مثّلت في خماسية "لو مع الحب" للمخرج "وائل أبو شعر"، بعدها تقدمت للمعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد تخرّجي قدمت مسرحية "الدب" مع زميلي "مجد المقبل" عام 2016، وفي عام 2017 قدمت مسرحية مع والدي بعنوان "الوصية"».

"مروة الأطرش" تنحدر من عائلة سورية فنية بحتة، صقلت موهبتها بجدارة، استحقت الفوز بالجائزة لما أدته من إبداع على خشبة المسرح، أرى لها مستقبلاً زاهراً، وأثق أنني سأراها نجمة حقيقية مع مرور الزمن، فتاة مجتهدة تشعر بكل ما تؤديه

وتابعت "الأطرش": «بعد هذا العرض بدأت العمل على مشروعي الذي يتحدث عن جيل الشباب، وخصوصاً الفتاة العربية، وهو عرض مسرحي بعنوان "اليوم الأخير"، ومن خلال هذا العرض تحدثت عن سلوكيات المجتمع وآثار الحرب على الشباب، وكيفية اضطهاد المرأة وتقييدها بعادات بالية، وحرمانها من حقوقها، وكيف أن للحرب والمجتمع الآثار ذاتها في التقييد والظلم، وكيف يقتلان طموح الفتاة وأحلامها، وما عساها تفعل بوجود هذا الغلاف الذي يحيط بها. كان شعوري عظيماً عندما علمت بمهرجان "شرم الشيخ" للمسرح الشبابي، ولكن -يا للأسف- كنت متأخرة، وهنا بدأت العمل والمخرج "يزن داهوك" والمؤلف الموسيقي "أحمد اسكندراني"، بمساعدة مصمم الإضاءة "أدهم سفر" بالسرعة القصوى وبكل جد لإنجاز العمل بأبهى حلة، حيث طلب منا ملف إعلامي، وبسبب ضيق الوقت قدمنا للإعلاميين "بروفا" مفتوحة لنحصل على الملف من خلالها، كان العرض الأول على خشبة مسرح مهرجان "شرم الشيخ" الذي ترأسه "مازن الغرباوي"، الذي قدم لنا الدعم وساعدنا كثيراً، وهذا ما جعلني أشعر بمسؤولية كبيرة؛ فأنا أمثّل بلدي، لكن العرض انتهى بتصفيق الجمهور بحرارة وبدؤوا يهتفون باسم "سورية"، وبدأت البكاء لشدة فخري، حيث شارك بالمهرجان ممثلون من "إيطاليا"، و"فرنسا"، و"مصر"، و"البحرين"، و"عمان"، وغيرها من دول العالم، وحصلت في الختام على جائزة لجنة التحكيم والنقاد، وهي جائزتي الأولى، واستطعت أن أقدم رسالتي بكل حب؛ فالتمثيل رسالة».

أثناء العرض في مهرجان شرم الشيخ

"صفاء سلطان" الممثلة السورية القديرة قالت: «أرى في "مروة" نجمة حقيقية، هي مجتهدة كثيراً، تتقمص الشخصية؛ وهذا ما يفقده الكثيرون من الممثلين، تقوم بالتضحية من أجل الدور الذي تؤديه، وما أراه أنها ستكون نجمة عربية وعالمية بامتياز. تتعلم من الصغير والكبير، ولا تخجل من السؤال، فوزها في مهرجان "شرم الشيخ" رفع اسم "سورية"، ونحن فخورون جداً بها، عدا إنسانيتها وحبها للآخرين ورقيها وكرمها؛ فهي تعطي من دون مقابل».

"نادين تحسين بك" الممثلة السورية قالت: «شهادتي بـ"مروة" مجروحة، هي جميلة على كل الصعد، فتاة مهذبة ولطيفة ومثقفة جداً، لديها حيوية وطموح، صديقة حقيقية، فنياً الجميع يتحدث عنها وعن عملها، ويراهنون على أنها ستترك بصمة، ومتأكدة أنها شريكة بالنجاح، استحقت الفوز بجائزة "مصر"، فحضورها لافت جداً في الحقيقة والعمل، عدا إنسانيتها التي يلاحظها الجميع».

أثناء تلقيها الجائزة ورفع العلم السوري

"مازن الغرباوي" رئيس مهرجان "شرم الشيخ" قال: «"مروة الأطرش" تنحدر من عائلة سورية فنية بحتة، صقلت موهبتها بجدارة، استحقت الفوز بالجائزة لما أدته من إبداع على خشبة المسرح، أرى لها مستقبلاً زاهراً، وأثق أنني سأراها نجمة حقيقية مع مرور الزمن، فتاة مجتهدة تشعر بكل ما تؤديه».

يذكر، أن "مروة الأطرش" من مواليد "دمشق" عام 1994، وتنحدر من مدينة "السويداء" وتقيم في ريف "دمشق".

صورة لمروة من أحد "لوكيشنات" العمل