يبتكر "قصي أبو زيدان" تصاميم تؤهله للانضمام إلى صفوف المصممين المحترفين، كان أحدها فستان زفاف شقيقته، ومشروع تخرجه الذي توجه الأول على المعهد التقاني للاقتصاد المنزلي في "السويداء". فهو موهبة متميزة في العمل اليدوي، وإن كان أكثر ميلاً إلى تصميم الأزياء الذي أثبت براعته فيه، وحظي بالإعجاب والتشجيع.

مدونة وطن "eSyria" التقت "قصي أبو زيدان" بتاريخ 12 آب 2018، ليتحدث عن الدراسة وسبب اختيار معهد الاقتصاد المنزلي، فقال: «كانت لوحاتي تعلق على جدران المدرسة تشجيعاً لي في طفولتي، ولقيت دعماً من أهلي وإخوتي، وفي المرحلة الثانوية اخترت الثانوية المهنية لاحتراف الخياطة، فمنذ صغري كان لدي القدرة على العمل في هذا المجال، كنت أصمّم "موديلات" ومجسمات لفساتين صغيرة، وجاءت الدراسة في معهد الاقتصاد المنزلي داعمة لهذه الرغبة».

مشروع التخرج رغبت بأن يكون مميزاً، وقد تزامن تخرجي مع زفاف أختي، لهذا صممت فستان زفاف ارتدته يوم زفافها، وقد عرضت جميع أعمالي في معارض المعهد على مدى عامي الدراسة، كان آخرها فستان الزفاف الذي منحني المركز الأول

وعن الدراسة في المعهد أضاف: «منهاج المعهد منذ تأسيسه لم يتغير، فهو بحاجة إلى تغيير وتطوير، وقد لاحظت أنه قديم مقارنة بالمنهاج الحديث الذي درسته في المرحلة الثانوية، ومع ذلك فقد قدم لي الكثير من المعلومات الأساسية في الخياطة والعمل اليدوي بوجه عام. نتاجنا كان يبقى في المعهد لأنه يقدم لنا المواد الأولية، لكن في حال رغبنا بالاحتفاظ بما نصنع، كنا نتكفل بشراء المواد».

"قصي أبو زيدان"

"قصي" من الطلاب القلائل الذين أتقنوا فن حياكة الصنارة، وقدم معروضات في معارض المدرسة، وعن هذا الأمر ونظرة المجتمع له لكون هذا الفن مقتصراً على الفتيات، أضاف: «حياكة الصنارة بالنسبة لي كان عملاً ممتعاً وسهلاً جداً، ولم أجد صعوبة فيه، وعرضت في معرض المدرسة أعمالاً باستخدام الصنارة إضافة إلى الخياطة. وبالنسبة إلى نظرة المجتمع، هناك صعوبة بتقبل أن يقوم بهذا العمل شاب، وهو المعروف منذ زمن بأنه خاص بالفتيات والسيدات، لكن الرغبة لا تقف عند جنس الشخص سواء كان ذكراً أم أنثى، والمجتمع دائماً يتقبل الأفكار الجديدة بصعوبة، لكن الإصرار هو السبب، أحببت هذا العمل ونجحت فيه».

كان مشروع تخرجه فستان زفاف أخته، الذي أدهش الجميع، وعنه قال: «مشروع التخرج رغبت بأن يكون مميزاً، وقد تزامن تخرجي مع زفاف أختي، لهذا صممت فستان زفاف ارتدته يوم زفافها، وقد عرضت جميع أعمالي في معارض المعهد على مدى عامي الدراسة، كان آخرها فستان الزفاف الذي منحني المركز الأول».

"وئام أبو زيدان" ترتدي الفستان الذي صممه قصي

"وئام أبو زيدان" شقيقة "قصي"، قالت: «لدي ثقة مطلقة بقدراته؛ فهو منذ صغره مبدع ومتميز في التصميم، رغبت بارتداء شيئاً من تصميمه، فكان أن فكر وزوجي بتصميم فستان الزفاف، الحقيقة أدهشني على الرغم من علمي بإمكانياته، كما أدهش الجميع الذين حضروا الحفل، حتى إن صديقاتي لم يصدقن الأمر حتى شاهدن مراحل العمل التي كنت أحرص على توثيقها بالكامل».

"تغريد أبو محمود" مدرّسة مادة تصميم الأزياء في المعهد، ومادة "الكاب"، تحدثت عنه بالقول: «"قصي" طالب استثنائي، وهو متميز بجميع المواد، مع أنني ظننت أنه متميز في مادتي فقط لكونها من اهتماماته، مصمم أزياء مبدع من ناحية استخدام الألوان واستخدام (المانيكان)، وتفوق بالفصلين وبالامتحان بالخامات، وأنزل خامة لمادة التصميم على التصميم ذاته لم تكن موجودة بالمنهاج، أي بيَن نوع القماش على الرسم، "قصي" الأول على دفعته، وكان يكتشف أخطاء زملائه ويقيمها، وبالنسبة لمادة "الكاب" التي هي دراسات عن المشاريع الكبيرة والصغيرة وريادة الأعمال، فلديه خيال فني راقٍ وطموح كبير، أنجز أعمالاً يدوية كثيرة في المادة، وأنجز في قسم الخياطة إكليل العروس، وفي قسم التطريز قدم أعمالاً أيضاً، وبمادة التريكو والصنارة، وهذا كان مفاجأة للجميع، إضافة إلى مساعدتي بالإشراف على ديكور المعرض».

إكسسوارات من تصميم قصي

المربية "رولا الخطيب" مديرة معهد الاقتصاد المنزلي في "السويداء"، تحدثت عن "قصي" بالقول: «طالب خلوق ومجتهد، يتقبل ملاحظات المدرسين برحابة صدر على الرغم من تميزه وتفوقه، ولديه إمكانيات وأفكار خلاقة في تصميم الأزياء أتمنى أن يستثمرها الاستثمار الأمثل، وأود التنبيه إلى أن معهد الاقتصاد المنزلي غير مرغوب من قبل الطلاب، إلا من أجبرته علاماته التسجيل مكرهاً، علماً أنه يتبنى مواهب الطلاب وينميها بالطريقة المثلى، ومن الضروري وجود مثل هذا المعهد لرفد السوق بالمهنيين المحترفين، وأكبر مثال على ذلك "قصي أبو زيدان"».

بقي أن نذكر، أن "قصي أبو زيدان" من مواليد قرية "ملح"، عام 1998.