عايشت "بشرى المرود" فكر التطوع كمنهج رافق مشروعها الأكاديمي، لتقدم أفكارها من خلال مشاريع بمنطق الشباب وفكرهم بحالة الجماعة وانعتاق الأنا.

طاقة جميلة تتنقل بصدق النداء الداخلي لرسم صور الغد بفعل الشباب وفكرهم، وتبحث مع زملائها عن كل ما يصوب عملهم، ولم تجعل التفرغ للدراسة عائقاً أمام النجاح وتقديم ما لديها بأعمال تطوعية تطورت بخطى هادئة لمشاريع تعدّ اليوم إضاءات مشرقة لجيل شاب ومنتج.

أهتم بالعمل التطوعي منذ الطفولة، حيث تربيت في بيئة تعزز مفهوم الوعي والإحساس بالمبادرة والمسؤولية تجاه المجتمع والناس، وكان أول النماذج وأقربها إليّ فرصة التطوع في منظمة "الهلال الأحمر"، ومع مجموعة أصدقاء مثلنا شريحة أصغر المتطوعين على مستوى "سورية"، وكان هذا العمل دافعاً بالنسبة لي لأشتغل وأطور نفسي وأساعد قدر الإمكان، لأنني كنت على مسافة جيدة من أشخاص ونماذج تطوعية راقية ومعطاءة، حيث اشتغلت بالإسعاف الأولي وإدارة الكوارث والدعم النفسي الاجتماعي، ودرست بمتعة كبيرة في مجالات متعددة لأتطور بالتخصص كمدربة في مجال الدعم النفسي الاجتماعي

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 تشرين الثاني 2017، "بشرى المرود"، التي تحدثت عن عملها التطوعي، وقالت: «أهتم بالعمل التطوعي منذ الطفولة، حيث تربيت في بيئة تعزز مفهوم الوعي والإحساس بالمبادرة والمسؤولية تجاه المجتمع والناس، وكان أول النماذج وأقربها إليّ فرصة التطوع في منظمة "الهلال الأحمر"، ومع مجموعة أصدقاء مثلنا شريحة أصغر المتطوعين على مستوى "سورية"، وكان هذا العمل دافعاً بالنسبة لي لأشتغل وأطور نفسي وأساعد قدر الإمكان، لأنني كنت على مسافة جيدة من أشخاص ونماذج تطوعية راقية ومعطاءة، حيث اشتغلت بالإسعاف الأولي وإدارة الكوارث والدعم النفسي الاجتماعي، ودرست بمتعة كبيرة في مجالات متعددة لأتطور بالتخصص كمدربة في مجال الدعم النفسي الاجتماعي».

بشرى المرود وفريق كلاسز

الدراسة الأكاديمية والتطوع سارا بالتوازي مع مرحلة امتلكت فيها وزملاؤها زمام المبادرة لمشاريع ريادية، كما تابعت: «أفردت للعمل مع منظمة "الهلال الأحمر" الوقت الأكبر حتى عام 2013، وقد نفذنا مشاريع متنوعة تدرجت فيها بمهارة أكبر بفعل الظروف التي تعرضت لها "سورية".

وعلى مقلب آخر كان أكثر قرباً من الثقافة المحلية والإثراء، تطوعت بمشروع التراث الشعبي في "السويداء"، وكان أحد مشاريع الاتحاد الأوروبي ووزارة الثقافة، وعملت في مجال جمع القصص الشعبية للأطفال، ونفذ العمل خلال عام 2010، بهدف إحياء التراث المادي وغير المادي لمدينتي "السويداء" و"تدمر"، وقد أنجزت بحثين؛ الأول فردي كان عن حرفة صناعة القش، الأدوات، والمواد، الطريقة واستخدامات المنتجات من خلال لقاء سيدات كبار من الجدات، والبحث الثاني كان جماعياً تطوعت فيه مع مجموعة من الشباب لجمع قصص شعبية للأطفال من تراثنا وحكاياتنا المحلية، وجمعنا أكبر عدد ممكن من القصص، وقمنا بمقاطعة القصص، وتم تنسيقها وطباعتها بكتاب مع رسومات وزعت مجاناً على أطفال "السويداء" في المدينة والقرى.

سوار بحصاص

لكن كان لا بد من الاتجاه إلى التخصص بقضايا الشباب، لأؤسس مع مجموعة من الأصدقاء فريق "شير" التنموي كتجربة رسمنا خطوطها العريضة، وكانت تجربة ريادية أضافت إليّ الكثير في مجال دعم الشباب وخلق نقاط مضيئة للتواصل والبحث والدراسة والعمل، وفهم الحياة بمنظار أكثر شمولية».

مشروعها وخلاصة فكرتها كان خطوتها الحالية التي تشتغل اليوم على تطويرها بمشروع "كلاسز"، وتقول: «مع خمسة من الأصدقاء أسست مشروعاً أعدّه خطوتي الجديدة المتفائلة، لكونه مشروعاً تعليمياً جديداً حمل عنوان: "كلاسز" أو الصفوف، وهو مشروع تعليمي انطلق من مشكلات التعليم في بلدنا، وكنموذج أو محاولة لكسر الفكرة النمطية عن المدارس وعملية التعليم التقليدية، هو ليس مدرسة بديلة، بل رديفة نقدم من خلاله مواد لا يحصل عليها الطلاب في المدارس التقليدية، مثل أساليب البحث والمنهج العلمي، وأساليب الحوار والتوعية الجنسية، والتكنولوجيا، والفنون، وغيرها بهدف تفعيل دور الطلاب من خلال اشتراكهم بالعملية التعليمية، ودعمهم للبحث وتنفيذ حلقات بحث، وفي نهاية البرنامج يقدمون العمل كمشروع تخرج.

مع فريق العمل

نعمل بأمل أن نصل معاً إلى مرحلة نجد فيها هذه الأنماط والنماذج في مدارسنا، والتخلص من تدريس المعلومات الجامدة، وبناء شخصية الطالب ومهارته الفردية والجماعية، والتحفيز على البحث والمبادرة تجاه المجتمع».

من زملاء التطوع والعمل، حدثتنا "سوار بحصاص"، وهي من مؤسسي مشروع "كلاسز"، فقالت: «شخصية حازمة قادرة على ابتكار حلول، لم تتوقف عن الإيمان بأننا كشباب قادرون على تحقيق الأفضل، تؤمن بأن خطوة صغيرة تعمل شيئاً عظيماً تبعاً لإصرارها على العمل لتساهم بالعملية التعليمية، وكانت بالنسبة لي شخصياً من الحوافز القوية لأكمل الطريق. أكثر شيء أتذكره معها خلال التطوع في منظمة "الهلال الأحمر"، والتزامها الكبير بالعمل مع الوافدين وتحمل المسؤولية، وكانت موجودة على مدار اليوم.

مع فريق "شير" التنموي كانت من المؤسسين، وعلى مدار أربع سنوات، فقد كانت متقبلة للأفكار والاستماع باهتمام، لنبدأ مشروعاً منتجاً فكرياً وعملياً، وأعطت بحب ومسؤولية ورغبة بتغيير المجتمع، وكانت شريكة رائعة في لحظات التنسيق والإعداد للمشروع، وخلال التنفيذ والمباشرة.

إضافة إلى قدرتها العالية على التدريب والتأثير بالطلاب، حيث استطاعت تغيير حياة الكثيرين من شباب ويافعين، وخلق نظرة جديدة عن التعليم وطرائقه، مع تقديم حلول للمشكلات التي تواجههم في التعليم، مع إعطاء مواد رديفة لمواد المدرسة بطرائق تفاعلية مبتكرة قائمة على البحث وتفعيل دور الشباب في المجتمع، من خلال حملات يقومون بها لزرع المبادئ والقيم المهمة».

ما يجدر ذكره، أن "بشرى المرود" من مواليد "السويداء" عام 1993، تخرجت في كلية الصيدلة، جامعة "دمشق"، عام 2017.