عدّها فنانو منطقة "شهبا" واحدة من أهم المواهب القادمة على الرغم من صغر سنها، بدأت في العاشرة مسك خيوط الفن والريشة، وكانت الحرية مساحتها المفتوحة على القماش الأبيض. تابعت حلمها لتحصد التفوق في كلية الفنون الجميلة بعد عدد من المعارض المشتركة.

لمعرفة حكاية "لجين" مع اللون والمدرسة التعبيرية، والتفوق في مشوارها الدراسي؛ كان لمدونة وطن "eSyria" وقفة معها بتاريخ 2 تشرين الأول 2017، حيث قالت: «كان الرسم وما زال هوايتي التي تعلقت بها منذ أن بدأ وعيي يتفتح، أحببت الألوان وقصاصات الورق التي كانت تتناثر من حولي، ولا تفارق يدي، والجميل أن والديّ كانا الحافز على الرغم من الفوضى التي كنت أحدثها في البيت.

الألوان وطريقة التحوير والدراسات، كانت قفزة نوعية، تؤثر بالمتلقي والأكاديمي معاً، فهذه الأعمال الصغيرة هي حسّ الفنان وروحه الممتدة

بدأت تعلّم الرسم في الثامنة من عمري، وكنت أول طفلة تدخل النادي الصيفي في المركز الثقافي العربي في مدينة "شهبا"، حيث كان الفنان "حميد نوفل" المعلم، فدعم موهبتي وصقلها، وأعطاني أفكاراً جديدة لأبدع بها. وفي عام 2004، وعندما بلغت العاشرة، شاركت في أول معرض فني في المركز الثقافي بـ"شهبا"، فانطلقت منه لتعلم الرسم بالألوان، فتعرّفت إلى الألوان الزيتية، وبدأت مغامرتي مع اللون تتوضح عندما شاركت مع الفنان "حميد نوفل" ومجموعة من الموهوبين في معرض فني في المركز الثقافي بـ"صلخد"؛ وهو ما مثّل نقطة تحول كبرى في حياتي، وجعلني الأولى على مدرستي المهنية لثلاث سنوات متتالية، ومنها كنت الأولى على المحافظة، واضعة كلية الفنون الجميلة أول وآخر خياراتي».

من أعمالها

شجّعها عمّها على متابعة حلمها كداعم كبير لها في مشوار الفن، وأثبتت علوّ كعبها في اختياراتها الفنية، وأفكارها المبتكرة التي جعلت منها موضع اهتمام ورعاية، وتضيف: «كان عمي "رائد" -على الرغم من غيابه- أكبر داعم لي بإرشاداته المتواصلة، وساعدني في بداية المشوار بتوجيهاته وخبرته من أجل دخول الكلية الفنان "عبد الله عبد السلام"، حيث نلت معدلاً ممتازاً في الاختبارات. اخترت قسم الرسم والتصوير كمتابعة للحلم، وتفوقت في الدراسة طوال السنوات الأربع، وكنت الأولى في السنتين الثالثة والرابعة بمعدل 85%، ونلت إثرها جائزة "الباسل" للتفوق».

عن مشروع التخرّج الذي اشتغلت عليه بالفكرة واللون، أضافت: «تأثرت كثيراً بواقع الحياة التي أعيشها في المنزل، وحاولت تسجيل اللحظات الهاربة من انفعالات إنسانية من الصعوبة تكرارها، واخترت المدرسة التعبيرية التي تبحث في أعماق الفنان وأحاسيسه النفسية الخاصة، حيث اندمجت في لوحتي من خلال لمسات الريشة العفوية، والأداء الانفعالي، والهروب نحو أفكار تكاد تنسى في الزحمة. كان لوالدي وخطيبي دور مهم في تلك اللحظات، ولأمي الدور الكبير في العديد من اللوحات؛ فهي المؤثرة في لوحاتي من خلال اللون البنفسجي، ذلك اللون الحالم المريح، مع بعض الألوان التي تحبها الحياة، فأنتجت 12 لوحة من القطع الكبير، و12 لوحة صغيرة. كان تشجيع عميد الكلية "غسان أبو ترابة" حافزاً دائماً للتطور، وتعليمات الفنانة "ميساء شيا" التي رافقتني في كثير من خطواتي، وكذلك المدرّس "عدنان عبد الباقي"، الذين لهم دور مهم في متابعة مسيرتي التعليمية بعد حصولي على المرتبة الأولى. والآن يتركز بحثي على الخطوط اللونية لإنجاز معرضي الفردي الأول بعد مشاركات كثيرة في المعارض الجماعية».

من مشروع التخرج

الدكتورة "بثينة العلي" رئيسة قسم التصوير، قالت عن "لجين": «هناك لوحات في أجزاء منها عظيمة، أحببت أن أرى جمال الألوان على كامل اللوحة، فالفنان الواثق من قراراته واختياراته، يصنع لوحة متكاملة يثق ويتأثر بها أولاً».

المشرف الدكتور "سائد سلوم" مشرف قسم التصوير، قال: «الألوان وطريقة التحوير والدراسات، كانت قفزة نوعية، تؤثر بالمتلقي والأكاديمي معاً، فهذه الأعمال الصغيرة هي حسّ الفنان وروحه الممتدة».

المدرسة التعبيرية نموذجاً

يذكر أن الفنانة "لجين أبو كرم" من مواليد مدينة "شهبا"، عام 1994.