تجربة شبابية جسدها طالب هندسة الاتصالات "قصي مقلد" من خلال مبادرات تنموية، أسس لها مع فريق تمكن من نيل الجوائز العربية في مجال تنمية المهارات وريادة الشباب.

كانت الجائزة الأولى التي حصل عليها مع فريقه من "لبنان" من فريق "جسور"، حيث احتل المركز الأول بين مجموعة من المبادرات العربية الشابة، وهذا ما شجعه على الاستمرار والتأسيس لمبادرات جديدة تهتم بالشباب وتطوير طرق التواصل وتعزيز المهارات وتنمية الطاقات، حسب حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 آذار 2017، وأضاف: «سنوات الطفولة وبداية الشباب عشتها خارج "سورية"، وعند عودتي إلى الوطن، انخرطت بالفرق التطوعية مثل "الهلال الأحمر السوري" و"جمعية تنظيم الأسرة" وغيرها، لكن مع بداية الأزمة، وبحكم التجربة، شعرت أن العمل مع فرق الإغاثة مجدٍ، لكن الحاجة الأكبر هي لمشاريع التنمية، كونها تحمل فكرة الاستدامة وقابلية التطور، وكانت هنا البداية، وبدأت بإتباع دورات خارج القطر، مثل جامعة "الحكمة" في "لبنان"، منها المتخصصة بإدارة المشاريع، إلى جانب القانون الدولي، ودورات متخصصة في إدارة الفرق، مع العلم أنه لم يتوافر فريق متخصص بالتنمية في تلك المرحلة في المحافظة.

كان العمل مع الفريق بداية لتكوين معارف جديدة واختبار تجارب ومشاريع؛ كانت الغاية منها الاطلاع على اهتمامات الشباب وأفكارهم، ليكون بداية التأسيس لعدد من المشاريع، والخروج من المنطق المعتاد والمكرر للأنشطة الشبابية فيما يخص التعليم والقضايا التي لا يمكن تعلمها في المدرسة، مثال مشروع "Classez" وهو عبارة عن تدريب لكل ما لا تعلمه المدرسة، وقدمنا فيها أفكاراً تعدّ الشباب لاكتساب معارف ومعلومات مختلفة وإدارة حوار

ومع التركيز على فكرة التنمية وندرة الفرق الشبابية في "سورية"، سعيت مع مجموعة من الشباب لنؤسس عملنا الخاص، وانطلقت مع فريق من تسعة زملاء، وكوّنا مجموعة امتلكت قدرات بفعل التدريب الذاتي، لنختزلها بتطوير العمل مع الشباب من خلال فريق"Share" الذي انطلق بمشروع مقايضة الساعات، أي تبادل الخبرات ليقدم كل منا خبرته في مجال اللغة والعلوم والموسيقا لشباب آخرين، وتفرع منه 5 مشاريع أخرى تبدأ بأحرف كلمة "Share"، واستهلك التحضير عاماً كاملاً لنؤسس لمقر، وينضم إلينا مجموعة من الشباب الخبير المستعد للتطوع والعطاء».

قصي مقلد مع زملائه من فريق "SHARE"

يتابع "مقلد": «كان العمل مع الفريق بداية لتكوين معارف جديدة واختبار تجارب ومشاريع؛ كانت الغاية منها الاطلاع على اهتمامات الشباب وأفكارهم، ليكون بداية التأسيس لعدد من المشاريع، والخروج من المنطق المعتاد والمكرر للأنشطة الشبابية فيما يخص التعليم والقضايا التي لا يمكن تعلمها في المدرسة، مثال مشروع "Classez" وهو عبارة عن تدريب لكل ما لا تعلمه المدرسة، وقدمنا فيها أفكاراً تعدّ الشباب لاكتساب معارف ومعلومات مختلفة وإدارة حوار».

عن الفوز بمسابقة "جسور" التي حصل عليها مع الفريق العام الفائت يضيف: «تقدمنا لمسابقة "جسور" لريادة الأعمال في المرحلة الأولى بثقة كاملة بالنجاح، لأننا شعرنا بتوسعنا وتفاعلنا الكبير مع الشباب، لكن للأسف كان نصيبنا الفشل في المرحلة الأولى، لأننا افتقدنا للتخطيط الاستراتيجي، وهنا كان التحدي الكبير لنكرر التجربة في العام التالي، مع دراسة استراتيجية للمشروع، وآفاق تطوره، والأهم بعد إنجاز توثيق كامل وواقعي لشريحة الشباب المستفيدة وحجم الخبرات، ونوعيتها بالوثائق والشهادات وهذا بالفعل كان رافعة العمل، وقد ناقشت الفكرة وقدمت توضيحات كاملة لها ضمن المناقشة لنحصل على الجائزة الأولى التي بلغت خمسة عشرة ألف دولار أصبحت رصيداً ثابتاً لمشروعنا الأول "Share"،

من المشاركة بمسابقة "جسور "

وننتقل لأفكار جديدة منها مشروع "Researcherz"، ويتضمن العمل مع مجموعة من المتطوعين للبحث عن المشاكل المجتمعية بثلاثة قطاعات: علمية، وحقوق وواجبات اقتصادية، المشروع الثاني "Awareness" يلقي الضوء على المشاكل المجتمعية وإقامة حملات عن طريق مجلة إلكترونية سنطلقها قريبا، المشروع الثالث "Entrepreneurz" لرياديي الأعمال لدعم رواد الأعمال الشباب السوريين وخلق مشاريع مجتمعية تساهم في تطوير المجتمع وتنميته، المشروع الرابع "Spacez" وهو مساحات تشاركية للعمل والدراسة والمطالعة للرسم والموسيقا والعزف، مع سينما مدعومة بكهرباء دائمة وبأدوات تعلم ومراسم وأدوات رسم وآلات موسيقية وكافيه بأسعار رمزية وإنترنت عالي السرعة، أما المشروع الخامس فهو "Hourz" وهو تتمة لمشروع المقايضة الذي يتيح للأشخاص تبادل خبراتهم وخدماتهم عن طريق عملة الوقت بدلاً من المال، كل خدمة تقدمها تقدر برصيد من الساعات لتستفيد منه بالمقابل من خدمات الأخرين، وهذا البرنامج تم تطويره ليكون لمشتركي "Spacez" على الانترنت».

وعن الدعوات التي وجهت له كقائد شبابي لمؤتمرات في دول عربية وأجنبية قال: «بناء على مشروعنا وعلى العمل على هذه المستويات، تمت دعوتي كقائد شبابي لحضور ملتقيات في "ألمانيا" بعد مسابقة "جسور"، وإلى "إيطاليا"، وإلى مؤتمر الحكومات العالمي في "الإمارات"، حيث دعتني وزارة الشباب الإماراتي، لكن مشكلة الحصول على الفيزا اعترضت السفر، واليوم، ومن بين عشرة آلاف متقدم لبرنامج "الشباب المستدام" من 165 دولة حول العالم، تم قبولي من بين خمسة عشر بالمئة من المتقدمين للمرحلة الثانية، وأستعد اليوم للعمل، بناء على خبرة أتوقع أنها تؤهلني للنجاح. لكن تبقى دورات التنمية البشرية في "لبنان" وبعض الدول، فرصة لتدعيم الخبرة.

من أنشطة "SHARE"

عملنا مستمر، ونستعد اليوم للتوسع لنشر فكرة الفريق في "دمشق" ليفتتح العمل خلال الشهر الحالي من قبل شباب متطوعين تابعوا الفكرة وعززوها بالعمل».

لقصي بصمة مميزة تحدث عنها شباب رافقوه في عمله التنموي منهم "حسين زهر الدين" خريج معهد تعويضات سنية وطالب صيدلة والمدير التنفيذي لمشروع "Spacez" التنموي قائلاً: «معرفتي به تمتد لسنوات عشر مضت، وهو من أكثر الشباب طموحاً، وفي مرحلة عمرية مبكرة، كان قادراً على رؤية الواقع وتحليله بشكل سليم، هدفه أن يكون له بصمة في المجتمع، خاصة داخل "سورية" وهذا ما بدأ يتبلور ببداية حياته الجامعية واختلاطه بفئة أكبر من الشباب الذين تلاقوا على أهداف مشتركة مع اختلاف قدراتهم على التعبير، وقد بذل جهداً كبيراً ليكون من أوائل الناس الذين اقترحوا فكرة لمساعدة الشباب لتطوير المجتمع، ولم يكتفي بالفكرة؛ بل قرر البدء بصناعة أول فريق تنموي فريد من نوعه بأفكاره ونشاطه وطريقة عمله وحقق فكرته مع تسعة شبان، وانطلق بعدها بمجموعة مشاريع بهدف إيصال أفكار الشباب السوري الحقيقي والفعال ونال جوائز، وهو اليوم مرشح لمسابقات كبيرة، هذا الشاب جسد حالة شبابية نادرة بما امتلك من طاقات هيأت لخلق مشاريع تنموية نحتاجها كشباب».

يذكر أن "قصي مقلد" من مواليد 1992، طالب سنة خامسة هندسة اتصالات، يعد مشروع تخرجه حول وسائل التواصل، باحث ومنفذ لعدد من المشاريع التنموية على مستوى محافظة "السويداء".