فرصة للحصول على نسخة مجانية من الكتب المدرسية، ضمن مشروع حققته مجموعة شباب "الداون تاون" لشريحة كبيرة من طلاب الثانوية الصناعية، بشرط إعادة الكتب في العام القادم لتخدم طلاباً جدد.

ففي مواجهة ارتفاع أسعار الكتب المدرسية كان للشباب مشروعهم المنظم بالتنسيق مع الثانوية الصناعية في "السويداء" التي وافت المجموعة بعدد الطلاب المحتاجين إلى النسخ، وهي فكرة خدمت الطلاب لأن عدم الحصول على الكتاب يعني عدم إكمال الدراسة، ففي حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 كانون الأول 2015، قال الطالب "طارق معضاد" من مدينة "السويداء"؛ الذي استفاد من المشروع ليتابع دراسته في الثانوية الصناعية: «ارتفاع أسعار الكتب المدرسية لهذا العام كانت له آثار سلبية بالطلاب وأنا منهم، فقد عجزت تبعاً لظروف أسرتي الاقتصادية عن الحصول على نسخة كتب الصف العاشر للثانوية الصناعية، حيث بلغ سعر النسخة ما يقارب ثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة سورية، وكان مثلي مجموعة من الطلاب في الصف العاشر والحادي عشر، وقد كان للمدرّس "أسامة غزالة" دور في متابعتنا عن قرب للبحث عن وسيلة تساعد الطلاب من خلال مجموعة "الداون تاون"؛ التي سعت لنحصل على نسخة الكتب مجاناً بمبادرة حملت اسم "كتابي مستقبلي".

ارتفاع أسعار الكتب المدرسية لهذا العام كانت له آثار سلبية بالطلاب وأنا منهم، فقد عجزت تبعاً لظروف أسرتي الاقتصادية عن الحصول على نسخة كتب الصف العاشر للثانوية الصناعية، حيث بلغ سعر النسخة ما يقارب ثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة سورية، وكان مثلي مجموعة من الطلاب في الصف العاشر والحادي عشر، وقد كان للمدرّس "أسامة غزالة" دور في متابعتنا عن قرب للبحث عن وسيلة تساعد الطلاب من خلال مجموعة "الداون تاون"؛ التي سعت لنحصل على نسخة الكتب مجاناً بمبادرة حملت اسم "كتابي مستقبلي". وبذلك تكون مجموعة "السويداء داون تاون" من خلال هذه المبادرة قد قدمت لنا فرصة جديدة ومشجعة لمتابعة الدراسة، وقد وعدنا المجموعة بالمحافظة على الكتب بوضع جيد لتقديمها لطلاب جدد في العام القادم، ولهم منا ومن أهالينا الشكر لكونهم قدموا لنا المساعدة في الوقت المناسب كي نستعد لامتحانات الفصل الأول ونتابع جلسات العملي والمناهج بين يدينا

وبذلك تكون مجموعة "السويداء داون تاون" من خلال هذه المبادرة قد قدمت لنا فرصة جديدة ومشجعة لمتابعة الدراسة، وقد وعدنا المجموعة بالمحافظة على الكتب بوضع جيد لتقديمها لطلاب جدد في العام القادم، ولهم منا ومن أهالينا الشكر لكونهم قدموا لنا المساعدة في الوقت المناسب كي نستعد لامتحانات الفصل الأول ونتابع جلسات العملي والمناهج بين يدينا».

الطالب طارق نضال معضاد والمدرّس أسامة غزالة

تابع المدرّس "أسامة غزالة" وهو مدرّس في الثانوية الصناعية طلاب الصف العاشر والحادي عشر؛ الذين عبروا عن عدم قدرتهم الحصول على النسخة ولا حتى على جزء من الكتب بفعل غلاء الأسعار والحاجة إلى مستلزمات أخرى، ليعمل مع شباب المجموعة التي تعمل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي لإيجاد حل جماعي طويل الأمد، كما حدثنا بالقول: «في هذه المرحلة تظهر المشكلة الاقتصادية في مفاصل مختلفة كانت عملية الحصول على الكتاب المدرسي إحداها، ومع بداية العام الدراسي تابعت الطلبة الذين بحثوا عن حلول لمشكلتهم بلا نتائج، لكون الأسر غير قادرة على الشراء، وكان أن طرحت مع المجموعة الشبابية "السويداء داون تاون" التي أنتمي إليها، وناقشنا الوسيلة الأكثر فاعلية لتكون الحلول خارج الحدود الفردية لأن عدد الطلاب كبير، وقمت بالتنسيق مع إدارة الثانوية لنحصل على كشف بأسماء الطلاب المحتاجين إلى النسخ، وأعددنا ميزانية تقريبية للمبلغ المطلوب وفق عدد النسخ، ولم نقف عند هذا الحد؛ فقد حاولت زيارة منازل الطلاب لإجراء مسح يوضح الحالة الاقتصادية لتكون الكتب للطلاب المحتاجين فقط.

وقد كانت الخطوات الأولى مبشرة؛ حيث اشترينا بما ورد من تبرعات عدد النسخ المطلوبة لـ62 طالباً من الصف الحادي عشر والعاشر من كل الاختصاصات، وسلمت من خلال الثانوية التي تعاونت معنا لتكون الخدمة لطلابها وحرصاً منها على انتظام الطلاب مع بداية العام».

المدرّس أسامة غزالة

"كتابي مستقبلي" مبادرة متجددة وليست مساعدة لمرة واحدة؛ وفق حديث "حسام أبو خير" رئيس مجلس إدارة مجموعة "السويداء داون تاون" الشبابية؛ حيث كانت البداية مع الثانوية الصناعية، ويقول: «هذا العام ووفق معلومات وردت من خلال المدرّس "أسامة غزالة" أجرينا الأبحاث المطلوبة وأنجزت الدراسة التي أعطت للمبادرة الشكل المتكامل لتكون مساعدة سنوية متجددة، حيث كان لداعمي المجموعة أثر كبير في تقديم المبالغ المطلوبة، لنجد عدداً من شباب المجموعة قد ساهموا بمبالغ جيدة، ومنهم من طلب دفع المبلغ كاملاً، ولأننا مجموعة التقينا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وصلتنا عروض كبيرة للدعم؛ لكننا اكتفينا بالحصول على المبلغ المطلوب والشكر لكل من ساهم لاستكمال المبالغ التي وصلت إلى مئتين وخمسين ألف ليرة سورية؛ اشترينا بها الكتب المطلوبة باتفاق صريح أن يقوم الطلاب بإعادتها نهاية العام لتكون جاهزة لطلاب العام القادم.

وهذه التجربة مرحلة أولى، لعلنا نتمكن من تأمين حاجة الطلاب في مدارس أخرى، والإعداد لمشاريع جديدة تنسجم مع رؤيتنا لأهمية التعليم بالنسبة للشباب ودعم استمرارهم بالدراسة على الرغم من الظروف التي نتعرض لها، لنكون قادرين على إنتاج مشاريع جدية تخدم الشباب، فهم ضمانة المستقبل، مع العلم أن عدد المتطوعين في المجموعة كبير لكننا بحاجة إلى آلية منتظمة للتعامل مع مديرية التربية لتمدنا باحتياجات المدارس والمطلوب لمساعدة الطلاب».

حسام أبو خير