اختار عدد من طلاب الهندسة المعلوماتية مشروع تخرجهم الذي يقوم على إدخال الأبحاث والذكاء الصنعي إلى البيانات الطبية، من أجل تحليل وتصنيف تخطيط القلب الكهربائي لتمييز الحالات السليمة من المريضة بدقة، مع طرح تطبيقاته عبر "الويب والموبايل" لتعامل أكثر سهولة وسرعة.

مدونة وطن "eSyria" تابعت تفاصيل هذا المشروع الحيوي والتقت الطبيبة المهندسة "دانيا حميدان"، بتاريخ 4 تشرين الثاني 2015؛ التي تحدثت عن الهدف من المشروع، وتقول: «انطلاقاً من رغبتنا كطلاب سوريين في الدفع بوطننا إلى ركب الدول المواكبة للعلوم الحديثة والعمل على تسخير علوم المعلوماتية لخدمة العلوم الأخرى وخاصة الطب في محاولة لإيجاد علاج للأمراض المستعصية، فقد اخترنا أن يكون مشروع التخرج في كلية الهندسة المعلوماتية باختصاص "الذكاء الصنعي" مشتملاً على أحد تطبيقات علوم الهندسة المعلوماتية والذكاء الصنعي على البيانات الطبية. واخترنا أن يكون محور العمل نظاماً ذكياً يقوم بتحليل وتصنيف تخطيط القلب الكهربائي لتمييز الحالات السليمة عن الحالات المرضية، حيث شارك معي في هذا المشروع الطلاب: "إلهام شحرور"، "حنان ديبره"، "أحمد لطفي"، بإشراف الدكتور المهندس "جورج كراز"، والمهندس "علاء الخطيب" في الجامعة "العربية الدولية" الخاصة».

نتمنى كأطباء أن يكون هذا المشروع بذرة لانطلاق مشاريع أكبر في هذا المجال، مجال معالجة البيانات الطبية عبر تقنيات الذكاء الصنعي، وأعتقد أن الدرب مازال مفتوحاً أمام المزيد من التطوير لهذا التطبيق كاختباره على عدد أكبر من العينات لزيادة الدقة، أو جعل مجال الأمراض المشخصة أوسع وغير ذلك من الأفكار التطويرية التي نأمل تطويرها فيما بعد من هؤلاء الدارسين

أما الطالبة المهندسة "إلهام شحرور" فتقول عن فكرة مشروع التخرج: «استندت فكرة المشروع إلى بناء شبكة عصبونية صنعية، وهي بنية يتم تدريبها على عينات معينة وما يقابل هذه العينات من تصنيفات، وبعد التدريب يتم اختبارها على عينات جديدة لم يتم تدريبها عليها لتقوم بوضع التصنيف الأقرب إلى هذه العينات، بعد بناء هذه الشبكة تم تدريبها على عدد من العينات المأخوذة من قاعدة بيانات متاحة للباحثين على شبكة الإنترنت (Physionet)، شملت هذه العينات تخطيطات قلب كهربائية لثلاث حالات مرضية، وهي: (خوارج الانقباض البطينية، حصار غصن الحزمة الأيمن، حصار غصن الحزمة الأيسر)، إضافة إلى تخطيط القلب الطبيعي، ثم تم اختبارها على عينات جديدة فكانت نسبة الدقة في تصنيف هذه العينات 70%، والنوعية في هذا التصنيف بلغت 98%».

من أجواء المناقشة

وتضيف: «اشتمل هذا المشروع على عدة نواحٍ؛ حيث تم تمثيل تطبيق أساسي له على شبكة الإنترنت، وتم وضع الشبكة العصبونية التي بنيت فيه، وبعدها يمكن إنشاء حساب عليه لكل طبيب ومريض، فيقوم المريض بتحميل تخطيط القلب الذي يملكه ليحصل على تصنيفه وتشخيصه، كما يمكن للمريض أن يستعين بالأطباء المسجلين لأخذ استشارة حول التخطيط المرفوع، من ناحية أخرى تم تصميم تطبيق يوضع في حواسيب المستشفيات ليتم ربطه مباشرة إلى جهاز تخطيط القلب ليقوم برفع تلقائي لكل تخطيط يتم تسجيله، ويتم عرض تصنيفه بعد معالجته.

كما تضمن المشروع تطبيقاً للهاتف المحمول بنظام (الأندرويد) ليتمكن المريض من تصوير تخطيط القلب الذي يملكه وإرسال الصورة إلى تطبيق "الويب" ليحصل على تصنيف هذا التخطيط، وذلك لزيادة السهولة بالتعامل وزيادة الدقة في صورة التخطيط أكثر من التخطيط المحفوظ بملف رقمي، إضافة إلى أن المستشفيات في "سورية" لا تملك بعد المعدات التي تقوم بتخزين تخطيط القلب الكهربائي بلاحقة معروفة يمكن معالجتها والتعامل معها من قبل برامج أخرى».

الدكتور سامر السمان

من جهته الدكتور "سامر السمان" اختصاصي القلب يقول: «نتمنى كأطباء أن يكون هذا المشروع بذرة لانطلاق مشاريع أكبر في هذا المجال، مجال معالجة البيانات الطبية عبر تقنيات الذكاء الصنعي، وأعتقد أن الدرب مازال مفتوحاً أمام المزيد من التطوير لهذا التطبيق كاختباره على عدد أكبر من العينات لزيادة الدقة، أو جعل مجال الأمراض المشخصة أوسع وغير ذلك من الأفكار التطويرية التي نأمل تطويرها فيما بعد من هؤلاء الدارسين».

التخطيط الكهربائي للقلب