أراد التميز والتفوق فقدم مشروع تخرج بطابع إنساني، يحكي عن المجاعة التي أرهقت البشرية، ليكشف عن ثقافة جميلة وإحساس عالٍ بقيمة الرسالة التي درس في كلية الفنون الجميلة لإيصالها.

"غيث حيدر" شاب طموح وفنان تميز في دراسته قبل حياته العملية، فكان من الأوائل في كلية الفنون الجميلة، مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 15 تموز 2015؛ الذي تحدث عن الدراسة والتفوق، ويقول: «ولدت في بيت نحات وفنان يعشق عمله، وكنت أراقبه طوال الوقت كيف يعمل، في الصغر كان يمنعني من استخدام أدوات النحت خشية أن أؤذي نفسي، لذا كانت أول تجاربي النحتية في الصف العاشر، وهي عبارة عن تكوين ثلاثي على حجر واحد بطول 15سم.

أخذ "غيث" في مشروع تخرجه الطابع الإنساني، وتعامل مع المجاعة بفيلم كرتون و"بوسترات" اعتمدت على الألوان الطبيعية، وأظهر الانعكاس بين قيمة الأرض وقيمة الإنسان، "غيث" من الطلاب المميزين بين رفاقه، وما قدمه دليل ثقافة عالية وحسّ إنساني رفيع

دخلت كلية الفنون الجميلة بعد الثانوية وأنا أملك معلومات عن الرسم والنحت والديكور، أما مجال الإعلان فأجهل أي معلومة عنه؛ لذا رغبت بدراسته للتعرف إليه.

"غيث حيدر"

في الفرع الذي أدرسه للجهد الشخصي دور أساسي، فتعلم كيفية عمل البوستر وحده لا يكفي، كنت أبحث دائماً عن التكنولوجيا الجديدة والطرائق الجديدة في الإعلان لإيصال الفكرة بأسلوب مميز وأفكار جديدة وتقنية حديثة.

أثناء الدراسة كنا نقوم بالمشاريع، وهنا التكنيك يلعب دوراً؛ إذ ينبغي التأقلم ومواكبة تطور الإعلان بوجه دائم، لم أتبع دورة أبداً طورت مهاراتي بجهد شخصي، فالبرامج التقنية هي وسائل مساعدة لإيصال لون أو تكوين معين إذا كنت على معرفة ماذا تريد أن تقدم، مازلت أبحث وأتعلم ومازلت بحاجة إلى سنوات، وأحاول أن لا أعتمد في عملي على الكمبيوتر، حيث يمكن أن أوصل "بوستر" بالرسم الزيتي فيه حالة معينة».

بوستر من الفيلم

تناول "غيث" في مشروع تخرجه قضية إنسانية شائكة، ونجح بأسلوب مميز ورائع، وعنه يقول: «مشروع تخرجي تحدث عن المجاعة وكان عبارة عن "بوسترات أنيميشن"، وفيلم توعية قصير لمدة دقيقتين ونصف الدقيقة بتقنية (2 D)، إضافة إلى بحث تعريفي بالمجاعة وأسبابها.

رغبت من خلال فكرة الفيلم بطرح قضية إنسانية تلامس الواقع بوجه عام، وخاصة بعدما أضحت المجاعات في كافة الدول، ومن خلال الفيلم طرحت الواقع كما هو، وصعوبة المعاناة من المجاعة، وعلى الرغم من أنني كنت لا أزال في مرحلة التعلم على كيفية استخدام البرنامج، ومع ذلك أنجزت مشروعي بمفردي واستغرق مني ثلاثة أشهر في العمل المتواصل، وتخرجت بمعدل 75.88% جيد جداً، وحصلت على الترتيب الثاني على مستوى الكلية».

وعن الحياة العملية بعد التخرج، يتابع: «عملت في إحدى الشركات لمدة عامين، ودخلت مجال العمل الخارجي عن طريق المراسلة الإلكترونية لشركات في قطر ولبنان والإمارات، وعلى الرغم من ضغط العمل أحاول التنسيق بين الرسم والنحت، فالإحساس بالتصوير هو أساس الفنون، والإعلان هو مهنة، يضيف إليها التصوير قيمة جمالية، واللوحة الرقمية يمكن استخدامها بالإعلان والتشريح وبرامج التصميم يمكن إسقاطها على الإعلان.

أرغب بتقديم بصمتي الخاصة في مجال التصوير، فأنا أعمل على أفكار في اللوحة بصرف النظر عن التقنية المستخدمة».

يضيف "حيدر": «لكي يتطور الإعلان يحتاج إلى ثقافة المجتمع ذاته، ولاحظت أنه لا توجد قناعة لدى المجتمع بأن الإعلان يوصل إلى التنمية المثلى للبيع والتسويق وما زال الإعلان روتينياً.

لكن بوجود "الفيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح للإعلان انتشار، لكن هذه الثقافة الجديدة في نشر الإعلان لا تخدم كما في مواقع الويب، حيث في تصاميم مواقع الويب تستطيع وضع بصمة خاصة بك وتعكس طبيعة شخصيتك، أما في الإعلان فيكون بناء على ذوق المعلن ووجهة نظره».

الدكتور "غسان أبو ترابة" عميد كلية الفنون الثانية في "السويداء"، والمشرف على مشروع تخرج "غيث حيدر" تحدث بقوله: «أخذ "غيث" في مشروع تخرجه الطابع الإنساني، وتعامل مع المجاعة بفيلم كرتون و"بوسترات" اعتمدت على الألوان الطبيعية، وأظهر الانعكاس بين قيمة الأرض وقيمة الإنسان، "غيث" من الطلاب المميزين بين رفاقه، وما قدمه دليل ثقافة عالية وحسّ إنساني رفيع».

يذكر أن "غيث حيدر" من مواليد "السويداء" عام 1990، ويحضّر حالياً لمعرض فردي.