أحبت الطبيعة ودخلت كلية الهندسة الزراعية، اختارت التخصص في القطاع الحيواني لما له من أهمية في حياتنا اليومية، وقدمت دراسة فريدة على مستوى "السويداء" تساعد على زيادة نسبة الدسم في حليب الأبقار.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندسة الزراعية "لمى الحلبي"، بتاريخ 6 تموز 2015، وتحدثت عن دراستها في كلية الهندسة الزراعية وعن مشروع تخرجها بالقول: «أحببت الطبيعة منذ الطفولة، وآمنت بأن عليّ تحقيق الهدف الذي أسعى إليه، فصممت على دخول كلية الهندسة الزراعية، وكان ذلك بعدما حصلت على درجة 210 علامات في الثانوية العامة، وخلال سنوات الدراسة الأولى في الكلية تبين أن الاهتمام بالقطاع الحيواني من قبل الطلاب قليل بالنسبة للقطاع النباتي، علماً أن الأول مهم جداً لما له من دور في حياتنا اليومية، فكان اختياري لمشروع تخرجي يناسب هذا الغرض، تحت عنوان: "دراسة منحنى الحليب وتأثير بعض العوامل في إنتاجه عند الأبقار المحسنة الفريزيان"، وهو أول مشروع من نوعه على مستوى المحافظة.

تطبيق هذا المشروع سهل جداً، وليس بحاجة إلا إلى القليل من الدعم للمزارع عن طريق تأمين الأعلاف المناسبة بانتظام، وتأمين الرعاية الصحية من خلال الأطباء البيطريين، وتوعية المربي عن طريق محاضرات الترشيد من قبل المهندسين الزارعين المختصين، كما يفضل أيضاً إنشاء مزارع للتربية والابتعاد عن طريقة التربية الهامشية للأبقار، كما علينا أن نشجع المزارع في استخدام الحلابة الآلية، التي تساهم في الحفاظ على الحليب نظيفاً أكثر

تضمنت الدراسة؛ مواعيد الحلابة وتأثير عدد أيام الحلابة في إنتاج الحليب، والغذاء المقدم للأبقار وكمية الغذاء وشروط الرعاية الصحية، وعملية التلقيح وطريقة التسمين للذكور، ودراسة الأوزان الحية للمواليد، ودراسة عدد أيام فصل الجفاف وعدد الأيام بين الولادتين عند الأبقار، وركزت على الاهتمام بدراسة كمية الحليب ونسبة الدسم، لأنني أعدّها الأهم لما لها من دور في غذائنا اليومي، واستمرت الدراسة لمدة عشرة شهور في إحدى مزارع المحافظة في قرية "مفعلة" في "السويداء"».

الدكتور جورج برصة

وعن النتائج التي وصلت إليها في مشروعها تتابع: «توصلت إلى أن أعلى نسبة للدسم في الحليب عند الأبقار تكون خلال الشهر الثاني والثالث بعد الولادة، وأن هذه النسبة تبدأ الانخفاض مع تقدم البقرة بالحمل وصولاً إلى فترة التجفيف ومع زيادة كمية الحليب، فمن نسبة دسم عالية في البداية تصل إلى 5%، إلى نسبة 3% في الأشهر التالية، وهنا أجريت دراسة على 18 رأساً، وتبين لي أننا إذا تدخلنا في نسب الوجبات العلفية، يمكننا أن نحافظ على نسبة الدسم وبنفس الوقت زيادة كمية الحليب، كما أننا نستطيع أن نوفر ثنائية الغرض بين اللحم والحليب، كما يمكننا التحكم بنسبة الدسم وكمية الحليب من الولادة حتى فترة الجفاف.

وأفضل النتائج التي توصلت إليها بالنسبة لاستخدام العلائق والخلطات المركزة؛ وجبة مكونة من 30% نخالة، و16% شعير، و20% ذرة صفراء، و18% كسبة قطن، و16% كسر حنطة، وتختلف نسبة هذه العلائق بالنسبة لعجول التسمين، وبعد استخدام هذه العلائق بانتظام إضافة إلى الرعاية الصحية وصلت نسبة إنتاج الحليب إلى 29 كيلوغراماً للبقرة يومياً وهو رقم ممتاز مع نسبة دسم 5%، وهذا الكلام يعود بالفائدة على المربي والمستهلك من ناحية زيادة الإنتاج المادي وجودة المنتج في مشتقات الحليب.

كما درست حالات الشبق عند الأبقار والطريقة الأفضل للتلقيح وكانت النتائج أن التلقيح الطبيعي أفضل من التلقيح الصناعي؛ لأنه يحافظ على صحة البقرة، وهذا يتم عبر معالجة مرض "البروسيلا" الذي تودي بحياة ذكور الأبقار في المحافظة، كما أن أفضل تاريخ للتلقيح هو الشهر الثاني للبقرة بعد الولادة والشهر السادس عشر إلى الشهر الثامن عشر عند "بكاكير" الأبقار».

وعن إمكانية تطبيق هذا المشروع تقول "الحلبي": «تطبيق هذا المشروع سهل جداً، وليس بحاجة إلا إلى القليل من الدعم للمزارع عن طريق تأمين الأعلاف المناسبة بانتظام، وتأمين الرعاية الصحية من خلال الأطباء البيطريين، وتوعية المربي عن طريق محاضرات الترشيد من قبل المهندسين الزارعين المختصين، كما يفضل أيضاً إنشاء مزارع للتربية والابتعاد عن طريقة التربية الهامشية للأبقار، كما علينا أن نشجع المزارع في استخدام الحلابة الآلية، التي تساهم في الحفاظ على الحليب نظيفاً أكثر».

الدكتور المهندس "جورج برصة" المشرف على المشروع تحدث عن المهندسة "لمى" وعن رأيه بالمشروع بالقول: «"لمى" مهندسة متميزة ومجتهدة بالعمل، وقد قدمت من خلال مشروعها دراسة جديدة تؤخذ بعين الاعتبار، حيث إن هذه الدراسة لم تطرح من قبل، وقد قامت بهذا المشروع وحدها؛ علماً أنه بحاجة إلى جهد أكثر من شخص، والنتائج التي وصلت إليها تساهم في تحسين نوعية الإنتاج عند الأبقار، وهذا ما ينعكس إيجاباً على المربي والمستهلك والاقتصاد بوجه عام.

نال المشروع علامة 95%، أثناء مناقشته من قبل لجنة التحكيم، وأعتبر أن هذا المشروع قد قدم بحثاً علمياً حقيقياً يسجل لمصلحة كلية الزراعة الثانية في "السويداء"، كما أن هذا العمل كان حافزاً لبقية الطلاب من الدفعات التالية للتوجه نحو هذه النوعية من الدراسة».

يذكر أن "لمى الحلبي" من مواليد "السويداء" عام 1991، خريجة كلية الزراعة الثانية بالمحافظة عام 2014، حاصلة على معدل 72%.