اختيارهم لهذا الفرع لم يكن لإتمام أي دراسة جامعية، بل وجدوا في افتتاح كلية للاقتصاد في مدينتهم باباً واسعاً لدخول مهنة التجارة مستقبلاً، تلك المهنة التي أصبحت اليوم مقترنة بالعلم أولاً.

مدونة وطن "eSyria" زرات كلية الاقتصاد الرابعة في جامعة "دمشق" التي افتتحت مؤخراً في "شهبا"، بمحافظة "السويداء"، وذلك بتاريخ 23 تشرين الثاني 2014، والتقت عدداً من الطلاب الجدد الذين تحدثوا عن اختيارهم لهذا الفرع، ورؤيتهم لمستقبلهم بعد التخرج، وكانت البداية مع الطالب "يزن القضماني" القادم من بلدة "قنوات" الذي تحدث عن اختياره للكلية ورأيه فيها، ويقول: «هي سنتي الأولى في كلية الاقتصاد، وقد اخترت هذا الفرع عن سابق إصرار، لمعرفتي بما يقدمه هذا الفرع من معرفة وعلم وثقافة مبنية على أسس واضحة وسليمة، فكانت رغبتي الأولى في الدراسة واختياري الأول في المفاضلة رغم أن الكثيرين من الأهل والأصدقاء كانوا يرغبون بغير ذلك، والسبب في ذلك أنني أجد أن مهنة التجارة لم تعد كما كانت في السابق تؤخذ بالوراثة، أو الهواية، لقد بات العلم هو الأساس في ذلك، والراغب في شق طريقه نحو هذه المهنة عليه أن يتسلح بما تقدمه من معارف، وقد سعدت كثيراً عند افتتاح هذا الفرع في "شهبا" أكثر ما أسعدني أن تكون الكلية في "السويداء" لما تقدمه لنا نحن أبناء المنطقة من فائدة في "السويداء" لما فيه اختصار للوقت والمال والجهد، فسأتابع دراستي وأبحث مستقبلاً عن مشواري في الحياة العملية».

هي سنتي الأولى في كلية الاقتصاد، وقد اخترت هذا الفرع عن سابق إصرار، لمعرفتي بما يقدمه هذا الفرع من معرفة وعلم وثقافة مبنية على أسس واضحة وسليمة، فكانت رغبتي الأولى في الدراسة واختياري الأول في المفاضلة رغم أن الكثيرين من الأهل والأصدقاء كانوا يرغبون بغير ذلك، والسبب في ذلك أنني أجد أن مهنة التجارة لم تعد كما كانت في السابق تؤخذ بالوراثة، أو الهواية، لقد بات العلم هو الأساس في ذلك، والراغب في شق طريقه نحو هذه المهنة عليه أن يتسلح بما تقدمه من معارف، وقد سعدت كثيراً عند افتتاح هذا الفرع في "شهبا" أكثر ما أسعدني أن تكون الكلية في "السويداء" لما تقدمه لنا نحن أبناء المنطقة من فائدة في "السويداء" لما فيه اختصار للوقت والمال والجهد، فسأتابع دراستي وأبحث مستقبلاً عن مشواري في الحياة العملية

أما الطالب "هشام الذيب" فتحدث عن نقطة جوهرية تتعلق بمهنة التجارة في المحافظة، ويقول: «ليس سراً أن كلمة تجارة كانت غير مرغوب فيها منذ زمن في "جبل العرب"، وكان الناس يأخذون القمح والحمص والمشتقات الحيوانية على الجمال في رحلة تستغرق ثلاثة أيام إلى "الشام" من أجل مقايضتها بالبضاعة من قماش وألبسة ومعدات تهم الزراعة، فالجبليون كانوا مغرمين بالزراعة، ولا علاقة تربطهم بالتجارة سوى ما يقدمه لهم تجار "دمشق" ومنذ مدة لا تتجاوز الخمسين عاماً بدأت ملامح التجارة والصناعة تتبلور شيئاً فشيئاً في المنطقة مع وصول الرأسمال القادم من المغترب، والتجارة في العادة تؤخذ بالوراثة، ولكن الأحاديث التي يرويها القادمون من "دمشق" عن أبناء التجار الذين يدخلون في كلية الاقتصاد من أجل إدارة أعمال أهلهم المتشعبة غيّر الكثير من العقلية لدى الجميع، والحقيقة إن أبناء الجبل يحبون العلم؛ وهذا ما دفعني لكي أبدأ مشواري بالطريق الصحيح وفي الفرع المجدي مستقبلاً، فالمحاسبة على سبيل المثال لها مستقبل واعد داخل البلد أو خارجه، وتعلم الجدوى الاقتصادية للمشاريع مهنة مدرة للمال، وهو ما أحاول أن أتعلمه هنا».

مقر الكلية

المحامي ومدرس مادة الثقافة في كلية الاقتصاد الرابعة الأستاذ "جلال دنون" أوضح العلاقة بين الطالب الجديد في كلية الاقتصاد، وبين التجارة التي يسعى لمسك خيوطها بالقول: «لا شك أن أي مهنة في العالم لها مفاتيح وضوابط وقوانين تحكمها حتى لو كانت بسيطة، فما بالك بالتجارة التي تعد عصب العالم اليوم، فأي مشروع مهما كان صغيراً يعتمد على الدراسة المجدية حتى يرى النور، وبرأيي إن الطالب الذي يدرس في هذا الفرع يكتسب مهارات التواصل مع أرقى العلوم في العصر الحديث، ما يخوله الولوج إلى أماكن أكثر خصوبة في هذا العالم للعمل والإنتاج، وفي كلية الاقتصاد كنت أطرح سؤالاً بسيطاً على الطلبة، وهو إذا تخرجت في جامعة "دمشق" والتحقت بشركة ضخمة لها فروع عديدة في العالم، وبات لديك دخل كبير من المال، ماذا تفعل به؟ والحقيقة إن الإجابات التي يوردها الطلاب مختلفة، وغنية، ولكن الموضوع كان يفتح آفاقاً واسعة للتفكير أمام الجميع، ولولا العلم المكتسب هنا لما وجدت أياً من هذه الإجابات، وكانت تقليدية كبناء منزل، والزواج، ورصيد في البنك، وغيرها.. ومن أجل ذلك كله وجد العلم».

الأستاذ جلال دنون