أتقنت الإنكليزية فدرّست طلاب الشهادة الثانوية وهي أصغر منهم سناً، ونشرت اللغة تطوعاً من خلال تدريس أبناء قريتها متبعة الطرائق الحديثة، فوصلت معهم لإنجاز مسرحية باللغة الإنكليزية.

مدونة وطن "eSyria" سلطت الضوء على الطالبة "نور ظريفة" -في الصف الثاني الثانوي- التي تميزت بالجد والتثقيف الذاتي والتي استفادت من مطالعة مكثفة للغة الإنكليزية صقلت بها معارفها وأهلتها لاعتلاء منبر التدريس وفق طرق حديثة تحرص على تجسيدها، والتقينا بتاريخ 3 تموز 2014 مدرستها الأستاذة "بلقيس أبو عسلي" مديرة مركز "بلقيس" للغات التي أشارت إلى اهتمام "نور" بالمطالعة وسعيها لصقل خبرتها من خلال "الأميركان كورنر" وهي مكتبة غنية جداً وقد طالعتها بشكل كامل، وتقول: «"نور" ظاهرة تستحق الاهتمام حيث لم يتوافر لها أكثر مما توافر لباقي أبناء جيلها لكن قدرتها الواضحة على استيعاب اللغة وجهدها المتواصل ومتابعتها الحثيثة أوصلتها للتميز، هي واثقة بقدرتها ومجدة ومتابعة، ومن خلال مركزنا لتعليم اللغات لاحظت نشاطها واهتمامها بمطالعة الكتب الإنكليزية في مجالات متعددة كالمسرح الموسيقا والروايات، كما أنها اهتمت بلغات أخرى أحبتها ونجحت في تعلمها، ونحن نعتز بهذه الطالبة وما لديها من طاقة للعطاء وتعليم من حولها بلا مقابل ومواصلتها لتعلم لغات جديدة».

خلال العام الفائت وبناء على متابعة الكادر التدريسي في مدرستي مدرسة الشهيد "كنان أبو فخر" في قرية "قنوات" لاحظ المدرسون مهارتي اللغوية وعبروا عن ذلك، وكان الاقتراح إقامة دورة لطلاب الشهادة الثانوية في المدرسة لتكون ساعة إضافية خارج أوقات الدوام وهيأت المدرسة المكان، فكانت تجربتي الأولى بالتدريس التي وضعت فيها خبرتي في مجال المحادثة باللغة الإنكليزية وتقوية القواعد وفق نماذج تعليمية متطورة استقيتها من مناهج تدريس درستها بعمق

تتحدث "نور زريفة" عن علاقتها باللغة الإنكليزية التي بدأت من الصف الخامس الابتدائي وتطورت حتى وصلت اليوم إلى إتقان المحادثة وآداب اللغة، وتقول: «تعلمت على يدي المدرسة الفاضلة "ليلى جهجاه" التي جعلتني أعشق لحن اللغة الإنكليزية، أتفاعل معها أعيش مفرداتها أحفظها وأتمرن على إجراء محادثات طويلة، وكانت من المدرسات المتابعات لطلابها واستفدت كثيراً من تجربتها، لأتحول في مرحلة مبكرة لمطالعة القصص بهذه اللغة وأتابع كنوع من الدراسة والإغناء بالقواعد والمفردات، ومن خلال المناهج أيضاً درست اللغة الفرنسية وحاولت الاهتمام بها لتكون لي فرصة لزيادة معرفتي باللغتين، فهذه المرحلة كانت عبارة عن بداية وضعت دعائم حقيقية وصحيحة لفهمي للغة، وكان لإشراف الأهل والحرص على توافر مختلف احتياجات المطالعة والدراسة أثر كبير في إثراء مكتبتي والاحتفاظ بمجلدات وقصص عالمية اطلعت عليها في هذه المرحلة، وكانت خطوتي الأولى للاطلاع على اللغة كثقافة وليس فقط امتلاك القدرة على استخدامها عبر المحادثة وما تقدمه المناهج».

نور غسان زريفة

وتضيف: «خلال العام الفائت وبناء على متابعة الكادر التدريسي في مدرستي مدرسة الشهيد "كنان أبو فخر" في قرية "قنوات" لاحظ المدرسون مهارتي اللغوية وعبروا عن ذلك، وكان الاقتراح إقامة دورة لطلاب الشهادة الثانوية في المدرسة لتكون ساعة إضافية خارج أوقات الدوام وهيأت المدرسة المكان، فكانت تجربتي الأولى بالتدريس التي وضعت فيها خبرتي في مجال المحادثة باللغة الإنكليزية وتقوية القواعد وفق نماذج تعليمية متطورة استقيتها من مناهج تدريس درستها بعمق».

طموحها نشر اللغة الإنكليزية وتدريب الطلاب الصغار وفق طرائق متطورة نفذته مع أبناء قريتها وتقول: «كلما اطلعت على مجلد أو كتاب من أمّات الكتب الإنكليزية وذاكرته أشعر بما يحرم منه الطالب غير المتقن للغة، ففيها مخزون ثقافي كبير وكنز من المعرفة يكمل دراسة اللغة العربية، فاللغة ثقافة وفيها كثير من الفائدة وتطوير الذات، ومع الزمن نمت لدي الرغبة في الأخذ بيد الصغار لإتقان اللغة وكسر هذا الحاجز والحصول على المعرفة، وخلال العطلة الصيفية تطوعت لتدريس الطلاب في المرحلة الابتدائية؛ وكان ذلك بالتعاون مع منظمة "اتحاد شبيبة الثورة" حيث خصصت قاعة لاستيعاب أربعين طفلاً وباشرت الدورة بشكل مجاني، وقد اعتمدت طريقة "entertainment" أي التعليم مع التسلية، حيث نقوم بالتعليم خارج القاعات الصفية ونتناول موضوعاً معيناً، ويكون الحوار في المكان نفسه باللغة الإنكليزية، وكان هناك دروس في المناطق الأثرية لتكون على شكل رحلة ميدانية فيها كثير من الفائدة، وقد ترافقت الدورة بنشاط فني ثقافي وتجربة لي اختبرتها مع الطلاب، حيث جمعت مجموعة من أغاني السلام وأداها طلابي في شوارع القرية ضمن مسير على شكل رحلة غنائية "singing tour" بعنوان "دليل السلام"، ومن خلال هذه التجارب جسدت عشقي للمسرح حيث ستختتم الدورة بفعالية مسرحية باللغة الإنكليزية، وقد أعددت النص لنباشر البروفات في مراحل قادمة، وهذا يتداخل بشكل مباشر مع طرائق تدريس اللغة وخلق فرص لتطوير المحادثة اللغوية».

خلال حصة درسية وتنفيذ طريقة التعلم بالتسلية

الجدير بالذكر، أن "نور زريفة" من مواليد 1997 قرية "قنوات"، طالبة متفوقة ولها اهتمامات موسيقية تعزف البيانو والكمان، وتتقن إلى جانب اللغتين الفرنسية والإنكليزية، الإيطالية وتتابع حالياً اللغة الإسبانية.

الأستاذة بلقيس أبو عسلي