في رسالة الماجستير التي قدمتها الطالبة "بسمة زبيدي" في كلية الآداب- قسم علم الاجتماع تحدثت عن أهمية ودور التلفزيون في معالجة أهم القضايا الاجتماعية.

«لا شك أن الإعلام اليوم يشكل الوسيلة التربوية والثقافية الأوسع انتشاراً وتنوعاً وتأثيراً في الناس على اختلاف شرائحهم المعرفية والمهنية، وأطروحة ماجستير الطالبة "بسمة زبيدي" تصب في الأعمال الإعلامية البحثية الميدانية التحليلية والاجتماعية».

ما دفعني إلى دراسة تلك البرامج معرفة المشاكل الاجتماعية من أصحابها، خاصة أنها تنطلق من صميم الحياة الواعية

الحديث كان للأستاذ الدكتور "أديب عقيل" رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة دمشق المشرف على البحث ورئيس لجنة التحكيم وتابع لموقع eSyria قائلاً: «عملت الطالبة على البحث بمصداقية إذ استطاعت جمع حلقات برنامج "مكاشفات" وقامت بالتحليل العلمي والمناقشة له وتوصلت إلى نتائج هامة، بعد أن قامت بطرح آراء من شأنها تشكيل عامل جديد في الرؤية البحثية للإعلام المرئي من خلال قدراته التأثيرية الهائلة في تشكيل الإدراك والاتجاهات والسلوك والقيم، حتى أصبحت وسائل الإعلام جزءاً من حياة المواطن اليومية، أياً كانت خصائصه وقدراته ومستواه الاجتماعي، ما جعل الطالبة تبحث بدراستها عن العلاقة بين وسائل الإعلام، وخاصة المرئي منها، واضعة أهدافاً بجعل المجتمع والتنشئة الاجتماعية إحدى القضايا الأساسية في العصر الحديث عصر التكنولوجيا والمعلومات والثقافة والصورة، ما جعل الفرد يخرج من المحليات الضيقة إلى العالمية والكونية، من خلال فتح الإعلام سبل التثقيف والتعلم من الآخرين من خلال البرامج الوثائقية على اختلافها، أو مشاهدة تقارير الإنجازات البشرية في المجالات كلها، ما وفر بدوره فرصة فعلية لإغناء حياة الإنسان والارتقاء بمستوى معرفته، ولهذا استحقت الطالبة درجة الامتياز في رسالتها».

حول أهمية الأطروحة وموضوعها بينت الباحثة الاجتماعية الدكتورة "عبير سرور" قائلةً: «لعل موضوع الطالبة "بسمة" هو موضوع العصر، إلا أنها استطاعت أن تقدم بطريقة علمية أهمية دور الإعلام المرئي ليكون وسيلة تعلم وتأثير أقوى على تغطية الأخبار والأحداث بصرف النظر عن محتوى هذا التعلم وتوجيهه، ليصبح قادراً على تشكيل الإدراك وتحديد الخيارات والسلوكيات، وتتجلى إيجابيات الإعلام الفضائي اليوم في كسر العزلة المفروضة على الناس في أي مجتمع، وأرى أن بحثها يدفع بالباحثين إلى تلمس التغيير في تكوين أو تعديل الاتجاهات الاجتماعية التي أصبحت محور كل مجتمع متحضر، أي بمعنى أنها فتحت باباً جديداً للبحث الأكاديمي ونشر ثقافة اجتماعية إعلامية تختلف بتأثيرها، وباختلاف درجة امتلاك واستهلاك المجتمع لها وأنماط توجيهها».

عن فكرة البحث أوضحت الطالبة "بسمة زبيدي" فقالت: «انطلقت بفكرة دراستي من تساؤل رئيس "هل يمكن أن يساهم التلفزيون في تشكيل اتجاهات أو تعديلها نحو قضايا اجتماعية"؟ وكان الأستاذ الدكتور "أديب عقيل" من الأساتذة الباحثين الذين عملوا بشكل علمي وعملي على إعداد برامج إعلامية من هذا النوع، حيث اعتمدت على برنامجه "مكاشفات" الذي طرح فيه العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية، معتمداً فيه على الحوار حيث أكسبه فعالية في إيصال الرسالة الإعلامية، ما أدى إلى تغيير الاتجاهات وتنميتها، سواء بشكل مباشر أو بشكل لاحق، من هنا تمحورت دراستي في أن التلفزيون يمكن أن يكون عاملاً مساهماً في تعديل اتجاهات المشاهدين نحو قضايا محددة لكونه يتمتع بالانتشار والتنوع بالبرامج، فهو بمثابة نافذة يطل منها المشاهد على آفاق رحبة تساعد في نمو الشباب النفسي والعقلي، ويساعد في إشباع حاجاته المادية والمعنوية، ولأن التلفزيون سلاح ذو حدين فإذا تم استخدامه بشكل سيئ فإنه يؤدي إلى تزييف الوعي، والإحباطات، ويعطل ملكة الخيال، ويشجع روح الاستهلاك بالإعلانات، ويعزز الصور النمطية لدى الشباب، أما في الاستخدام الإيجابي ومن خلال البرامج الحوارية والدرامية فإن ذلك يساعد الجمهور المستهدف في تغيير نظرته لبعض القضايا المطروحة ومن ثم تعديل اتجاهاته نحوها».

وتابعت بالقول: «ما دفعني إلى دراسة تلك البرامج معرفة المشاكل الاجتماعية من أصحابها، خاصة أنها تنطلق من صميم الحياة الواعية».

الجدير بالذكر أن الطالبة نالت الماجستير بدرجة امتياز بعد مناقشتها أمام لجنة التحكيم المؤلفة من ثلاثة أساتذة هم الدكتور "أديب عقيل" رئيس اللجنة والمشرف على البحث، والدكتورة "أمل دكاك" والدكتورة "أميمة معرواي".