المعلم بفضله على بناء الأجيال.. وبدوره في النهوض بحياة المجتمع وتحصينه في مواجهة الجهل... هو أبرز عناوين حفل التكريم الذي أقامه فرع نقابة المعلمين في محافظة "السويداء" لمعلمي الرعيل الأول والمعلمين المتقاعدين في العام الماضي وللفائزين على مستوى القطر بمسابقة لمن يقرأ أكثر، وذلك في على مسرح مديرية التربية بالمحافظة.

المدرسة المتقاعدة والمكرمة "جمال إشتي" تحدثت لموقع eSuweda وعن هذا التكريم بالقول:

بعد خدمة 44 عام من عام 1966 وحتى عام 2010، من التدريس إلى التوجيه، يأتي هذا التكريم ليقدم لي الراحة لأنه يشعرني بأن مهمتي قد نجحت، وهذا أفضل ما يشعر به المعلم والأب تجاه طلابه وأبنائه الذين نجحوا وتابعوا حمل الراية كي يبقى مجتمعنا ووطننا عزيزاً بعلمه ومعلميه

«أنا مدرسة ابتدائي منذ 34 عاماً، وقد درست في عدة مدارس ولأجيال متعاقبة، واليوم أحس بقيمة كل تلك الأيام التي قضيتها في التدريس، وأتذكر قول الله تعالى "قل اعملوا فسيرى الله عملكم"، فها أنا اليوم أرى زملائي وقيادتي تكرمني تقديراً وعرفاناً لتلك السنوات التي قضينها في التدريس، والأجمل أن أرى طلابي موجودين في هذا تكريم أيضاً».

الأستاذ "كمال بكري"

بدوره الأستاذ "كمال بكري" نقيب معلمي فرع "السويداء" تحدث عن ما تضمنه التكريم بالقول: «تكريم المعلمين اليوم هو تقليد سنوي يقوم به المكتب الفرعي لنقابة المعلمين بالاشتراك مع مديرية التربية، وقد ضم هذا العام تكريم المعلمين من الرعيل الأول والمحالين على التقاعد خلال نفس العام وبعض الفعاليات المبرزة في مجال التعليم ، وكان مجموع المعلمين المكرمين 188 معلما ومعلمة منهم 17 معلما من الرعيل الأول ومن الأكبر سنا في المحافظ ومدرسين من الفائزين بمسابقات على مستوى القطر كمسابقة لمن يقرأ أكثر والتي جرت في نقابة المعلمين في "دمشق" وهما الزميلان "عدنان أبو سرحان" و"أمال أبو أحمد"، كما ضم التكريم بعض الزملاء الملتزمين والداعمين للعمل النقابي مثل المهندس "مثنى أبو صالح" وقائد فرقة الموسيقية للنقابة الأستاذ "أدهم عزقول" أما المعلمين المحالين على التقاعد خلا هذا العام فقد كان عددهم 161 مدرس ومدرسة، والمقصود من هذا التكريم هو التعبير عن الوفاء والتقدير للعمل الذي أنجزه هؤلاء الزملاء خلال مسيرة حياتهم عبر غرس قيم المحبة والتعاون والإخلاص للوطن والوطنية في سنوات عملهم التي خرجت أجيال متعاقبة، وقد كان التكريم بالهدايا الرمزية وشهادات التقدير».

الآنسة "أمال أبو أحمد" مدرسة إرشاد نفسي مكرمة لحصولها على جائزة نقابة المعلمين في مسابقة "من يقرأ أكثر" تحدثت عن معنى هذا التكريم بالقول: «هذا التكريم هو اعتراف وتقدير للمعلمين الأكثر عطاءاً، وهو لفة كريمة تشعر المعلم بقيمة تعبه واجتهاده في تقديم أفضل سبل التعليم والتلقين للطلاب، وهذا يشكل دافعا للمزيد من العطاء، فالإنسان عندما يرى أن عمله لا يذهب هباءاً يجد نفسه راغباً في المزيد من الجد والتعب لتحقيق الأفضل وللمحافظة على هذه الصورة التي رسمت له أمام طلابه وأمام المجتمع».

المدرسة "هدية الصفدي" وسط زوجها وابنها

المدرسة "هدية الصفدي" من الرعيل الأول من المدرسين المكرمين قالت: «بعد أن ظننت أن النسيان قد طوانا بالنسبة لهذه المهنة، فرحت كثيرا بتكريمي اليوم فأنا قد درست مدة 29 عاما منذ عام 1952 وحتى سنة 1985، وكانت فرحتي كبيرة لأن هذا التكريم أشعرني بأنني كنت على خطأ، لأن مجتمعنا لا ينسى من قدم لهذا الوطن وقدم لأجياله، وهذه هي حقيقتنا نحن السوريون لا ينفصل حاضرنا عن ماضينا فكما كنت أستمد وجودي وهويتي من كفاح وعطاء الذين سبقوني، ها أنا اليوم أشعر بأن الأجيال التي بعدي تذكرني وتستمد مني ما حصلت عليه من علم، فشكراً لكل من قام وعمل وساهم في هذا التكريم».

الأستاذ "شحاذة الغضبان" مدرس مكرم قال: «بعد خدمة 44 عام من عام 1966 وحتى عام 2010، من التدريس إلى التوجيه، يأتي هذا التكريم ليقدم لي الراحة لأنه يشعرني بأن مهمتي قد نجحت، وهذا أفضل ما يشعر به المعلم والأب تجاه طلابه وأبنائه الذين نجحوا وتابعوا حمل الراية كي يبقى مجتمعنا ووطننا عزيزاً بعلمه ومعلميه».

الأستاذ "شحاذة الغضبان"

يذكر أن التكريم كان برعاية الدكتور "مالك علي" محافظ السويداء وبحضور كبير من الفعاليات الأهلية والاجتماعية.