انطلقت مراكز التدريب الخاصة بمديرية التربية التي أحدثت لتحتوي الدورات التكميلية لطلبة الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي في "السويداء"، ما جعلها محوراً للنقاش بين الطلبة والمدرسين والأهل، كطرف ثالث جذبته الأسعار الرمزية لهذه الدورات.

موقع eSuweda زار مركز مدرسة "الحكمة" أحد المراكز التي أحدثت لهذا الهدف ليلقي الضوء على هذه التجربة ودورها المكمل لدور المدرسة، ورؤية الجهات المشرفة والمدرسين والأهم من ذلك آراء الطلاب الذين هم مقياس نجاح أو فشل هذه التجربة.

بالنسبة لي كنت متحمسة للالتحاق مع رفاقي بكل الدورات، خاصة أن الأسعار جاءت مناسبة لنا كطلاب وأننا مازلنا في بداية العام وهناك وقت لنتعرف على مستوى الدورات ومدى جديتها

وفي هذا المجال حدثتنا الطالبة "ناهد جابر" الثالث الثانوي التي أظهرت ارتياحها للفكرة، وقالت:

الأستاذ فندي عزام

«التحقت بالمراكز التدريبية التابعة لمديرية التربية لأنني شعرت بأنها ستكون أكثر التزاما بالمواعيد، حيث تتم متابعة الدارس والطالب وهذا ما قد يدفعنا للالتزام بمتابعة الدورات والاستفادة منها، لتكون وسيلتنا للتعمق بالمنهاج الذي نتلقاه في المدرسة».

الطالبة "روند أبو عمار" عبرت عن رأيها وقالت: «بالنسبة لي كنت متحمسة للالتحاق مع رفاقي بكل الدورات، خاصة أن الأسعار جاءت مناسبة لنا كطلاب وأننا مازلنا في بداية العام وهناك وقت لنتعرف على مستوى الدورات ومدى جديتها».

الأستاذ بسام سلوم رئيس دائرة التعليم الثانوي في تربية السويداء

الأستاذ "منير قطيني" أحد أقدم مدرسي اللغة الانكليزية في "السويداء" الذي يشرف على دورة اللغة الإنكليزية للثالث الثانوي، أشار إلى حالة سلبية وجدت بفعل الإقبال المتزايد على الدورات حيث قال: «كمدرسين لدينا رغبة كبيرة بمتابعة الطلاب بهذه الدورات تحت مظلة وزارة التربية، ومن وجهة نظرنا فإن لهذه التجربة عدة جوانب إيجابية لكن كثرة الإقبال على الدورات خلقت حالة من التجمع غير المنسجم لمستويات الطلاب، لتجد الطالب المتفوق إلى جانب الضعيف، وما نناقشه اليوم هو كيف لنا أن نستقبل كل الطلاب وكيف يتم تقسيمهم على الشعب حسب مستوياتهم التعليمية، كي لا يؤثر ذلك على أداء المعلم الذي يجد صعوبة كبيرة في تعليم عدد من الطلاب بمستويات مختلفة».

الحد من التوجه للدروس الخصوصية والقضاء على هذه الظاهرة فكرة تحدث عنها الأستاذ "فندي عزام" مدير مركز "الحكمة" بقوله: «المشروع من وجهة نظرنا يحاكي حاجة الطلاب والأهل، ومن خلال تجربتي في هذا القطاع التربوي والتعامل مع أهالي الطلاب فإن الأسعار الرمزية ومتابعة دوام الطلاب على الرغم من أنها تأتي خارج أوقات الدوام الرسمية للمدارس عوامل شجعت الطلاب على التسجيل، ويبقى الأمل لكل من التحق بهذه التجربة أن تكون وسيلة للحد من ظاهرة الدرس الخصوصي الذي يُجمع الجميع على أنها ظاهرة سلبية كان لها أثر مؤذٍ على العملية التربوية، وبشكل عام فإننا في هذه المدرسة وخلال الأعوام السابقة كنا نتعاون مع منظمة شبيبة الثورة لنقيم عدداً من الدورات المنهجية التي يشارك فيها مدرسون من داخل ملاك وزارة التربية، هذا العام وتماشياً مع تعليمات الوزارة وقرار مديرية التربية، أعد هذا المركز ليكون مركزاً للدورات التي تشرف عليها وزارة التربية وقد انطلقنا بأعداد متواضعة، لكننا الآن وصلنا لمرحلة متقدمة فلغاية التاسع من الشهر الأخير من هذا العام لدينا 192 دارسا للثانوية العامة الفرع الأدبي منهم 150 طالبا بمنهاج كامل، وعدد كبير من طلاب الفرع العلمي لكل المواد حيث تبدأ الدورات بشكل يومي الساعة الثالثة بعد الظهر وهذا مركز من عدة مراكز خصصت لهذه الغاية».

الطلاب حيدرة الحمود وروند أبو عمارأثناء الدرس

وعن الإجراءات المتممة التي تقوم بها دائرة التعليم الثانوي في مديرية التربية حدثنا الأستاذ "بسام سلوم" رئيس الدائرة والمشرف على الدورات المنهجية خارج أوقات الدوام بقوله:

«غاية تربوية واجتماعية وتعليمية تلك التي كانت وراء إقامة مراكز التدريب التابعة للتربية، بوصفه مشروعا متتماً لعمل مديريات التربية بشكل عام، حيث أحدثت المراكز التي تقدم الدورات لطلاب الشهادتين لكونها دورات متممة وليست بديلاً من المدرسة بأي حال من الأحوال، وبطريقة يراعى فيها توزع الطلاب والمدارس ولتكون أقرب ما يمكن على سكن الطالب إلى جانب الاهتمام بانتقاء الكادر التدريسي، لنقدم للطالب فرصة الحصول على دورة منهجية بسعر مناسب وبظروف مناسبة قدر الامكان، لأننا نعرف واقع الاستغلال الذي يتعرض له الأهل من قبل بعض الجهات التي اهتمت بالدورات المنهجية كباب للربح دون النظر لغايات أخرى، اليوم يستطيع الطالب أن يلتحق بدورة كاملة بأجور متوازنة حددت من قبل الوزارة، ولتكون هذه الدورات مراقبة من قبل الدائرة ومشرفي الاختصاص لتقييم التجربة من خلال دراسة مقومات النجاح والفشل.

وللحرص أكثر على تنفيذ تعميمات الوزارة فإننا نتابع المراكز المخالفة، وقد تم هذا العام تحويل عدداً منها للضابطة العدلية للحرص على حصر المخالفات وعدم تكرارها، ومن المبكر الحكم على هذه التجربة لأننا لازلنا في المرحلة الأولى إذ لا ننكر أن الفكرة لم تكن واضحة في البداية، لأننا بدأنا بأعداد قليلة واليوم أخذت الأعداد بالتزايد».

الأستاذ "عبد الله أبو يحيى" موجه مادة الفيزياء والكيمياء قال: «كنت من المشاركين في وضع المعايير الوطنية، ومن ثم المشاركة في لجان التأليف منذ العام 2004 وأتوقع أن ما حدث من تطور على مستوى المناهج يفرض التطور لمرحلة إعداد دورات منهجية تكميلية تلك التي باشرت الوزارة بتطبيقها خلال هذا العام الدراسي، وبرأيي فإن هذه الدورات بوصفها تعتمد على الطريقة التفاعلية باستخدام دمج التكنولوجية في التعليم تقدم ميزة إضافية لهذه الدورات التي أصبحت متاحة لكل من يطلبها، فعلى مستوى مادة الكيمياء بدأنا بشعبة واحدة، اليوم لدينا ست شعب والعدد قابل للزيادة».

بيّن الطالب "حيدرة الحمود" أنه في البداية لم يكن متحمساً للتجربة فقال: «سجلت بهذه الدورات بناء على رغبة الأهل، لكن عندما أخذت أتابع الدروس انسجمت مع البرنامج ولدي رغبة بالمتابعة، مع أنني بشكل شخصي أرغب في ترك الخيار للطالب في انتقاء الدورة في القطاع الخاص أو مع مراكز التدريب في التربية».