يلتقي الشباب والطلاب على موعد محدد بات نشاطهم الأهم ليوم السبت من كل أسبوع في مركز "بلقيس للغات" حيث الاستماع لألحان غربية شبابية، ليس فقط لغاية المرح والمتعة بل لدراسة مفردات الأغاني ومناقشة أفكارها ومن ثمة تقييم هذه الأغنية أو تلك.

فكرة هيأ لها الظروف هذا المركز بوصفه أحد المراكز المتخصصة باللغة ولديه شريحة كبيرة من المرتادين من الأطفال والشباب، لتكون مساحة ثقافية جديدة تعتني بما يستمع الشباب من موسيقا الغرب وبالتالي العبور لأفكار المجتمع المنتج لهذه الموسيقا لجيل الشباب.

تابعت عدداً من الدورات لأتعلم اللغة لكن رغبتي بالمتابعة كانت ضعيفة وعندما أخذت أتابع جلسات الأغاني شعرت باندفاع أكبر للمتابعة لأن الأسلوب حيوي يبعدنا عن الملل ولا أنكر أنه جعلني أستمتع أكثر باللغة

الطالبة "نور عزي" الصف الثامن وطالبة في المركز من عمر سبع سنوات عبرت عن استمتاعها بالنشاط لموقع eSuweda بقولها:

الأنسة بلقيس أبو عسلي أثناء الجلسة

«فكرة جديدة ساعدتنا على إتقان اللغة والتعامل مع الأغاني بطريقة سلسة لنخرج من إطار الترديد لمرحلة جديدة، تعتمد على الفهم الكامل للمفردات والتعاطي مع اللهجة مما يساعدنا على امتلاك المعرفة، والتعلم بشكل أفضل يخفف من جفاف المناهج، ويحرضنا على البحث والاطلاع بما يناسب المرحلة العمرية التي نمر بها».

الطالب "معتصم ذبيان" الثالث الثانوي الفرع الأدبي أحد المتابعين تحدث عن تجربته التي يعتبرها فريدة لكونها تحمل في طياتها أفكارا جديدة ولكونها تعالج قضايا الشباب وتساعدهم على التعامل الصحيح مع المنتجات الثقافية للمجتمعات الغربية بقوله:

الأستاذ فداء غرز الدين

«طرح مركز "بلقيس" هذا النشاط الذي انضم إليه عدد من الطلاب وأنا منهم بطريقة فيها الكثير من الدقة والاهتمام، شعرنا بها من خلال انتقاء عدد من الأغاني باللغة الانكليزية التي تنتشر بشكل كبير وتستهوي الشباب، وهي بمتناول الجميع لتكون هذه الأغاني محورا للبحث والدراسة هنا وخلال الجلسة التي تخصص للعرض حيث تتم ترجمة الأغنية ومناقشتها على ضوء حياة الشباب الغربي وتفاصيل حياة المجتمعات التي تعتبر ثقافة من نوع خاص».

ومن وجهة نظر الآنسة "بلقيس أبو عسلي" مديرة المركز فإن لقاء يوم السبت كانت الغاية منه خلق نوع من التفاعل مع الشباب من طلاب المركز ومن خارجه، دون أن يحمل الطالب أي عبء مادي فهو نشاط ثقافي مجاني بحت يكمل مشروع المركز الثقافي اللغوي، حيث قالت:

زينة حمزة ونور عزي وسلام أبو غاوي من الطالبات المتابعات للنشاط

«هو نوع من تعميق الخدمات الثقافية لأننا نهتم بإقامة دورات اللغات ونركز على اللغة الإنكليزية لكننا ومن خلال تجربتنا في هذا المجال وكمتابعة لمشروع بدأ منذ عدة سنوات بيننا، وبين المركز الثقافي الأمريكي تمثل في إحداث ركن خاص تمت تسميته "الزاوية الأمريكية" وهو عبارة عن مكتبة تجتمع فيها عناوين هامة لمراجع لغوية مدّنا بها المركز الثقافي الأمريكي لتؤمن حاجة الطلاب وعدد كبير من المعدات التقنية، ليكون هذا المكان تحت خدمتهم خلال الدورات وخارجها ولدينا طموح كبير بأن نحقق غايتنا من خلال هذه التجربة بتحفيز الشباب على التواصل المجدي والناجح مع اللغة، ومشروع الأغنية الأسبوعي مشروع لاقى الإقبال حيث باشرنا منذ ثلاثة أشهر بدعوة الطلاب الذين التزموا بالحضور».

وبشكل عام ومنذ الجلسات الأولى كان اهتمام الطلاب واضحاً وهذا ما شجعنا على المتابعة، حيث يقوم أحد مدرسي المركز بالإشراف على هذا النشاط بشكل دائم، ونتعاون معه في اختيار الأغاني لتكون أولا مخصصة للشباب وشريحة المراهقين ولتكون مناسبة لتقديم موضوع غني يلامس ثقافة الشعوب، لأننا نحاول أن نوجه رسالة للشباب من مرتادي المركز وطلابه وغيرهم من الشباب عن كيفية التعامل مع الثقافات الأخرى وفنونها وموسيقاها، لأننا قد نتعلم لغة هذا المجتمع أو ذاك ونتكلم بها بطلاقة لكننا من دون الاطلاع على ثقافتها تبقى معرفتنا في حيز الهوامش وليس أكثر».

الأغنية التي تقدم هي لمطربين شباب بأعمار الطلاب أو هي أغنية مخصصة لهذا العمر لتحاكي طموح الشباب وآمالهم حسب ما تحدث به الأستاذ "فداء غرز الدين" المشرف على الجلسات وقال:

«أعتبر هذا العمل متمماً لطموحي في مجال اللغة الانكليزية لأنني أتعامل معها كهواية تحقق لي الكثير من المتعة، هنا وفي كل جلسة نعرض الأغنية ومن ثم مفرداتها نغني ونعيد نلفظ المفردات نبحث بمعانيها ونتناقش باللغة الإنكليزية لنحاول معاً فهم الأغنية ضمن الظروف الاجتماعية التي ظهرت فيها، وبالتالي فإننا لا نستمع لأغنية أو نترجم أغنية فحسب بل إننا نحاول ولوج العالم الموسيقي والفني والاجتماعي الذي من خلاله نقدم رسالة للشباب عن الحياة والعمل عن أفكار الغرب وكيف نتعامل معها كل ذلك في ما لا يتجاوز الساعتين، حيث نحاول من خلالها تحسين لفظ الطلاب وتقديم أفكار جديدة ومنظمة قد لا تتوافر له في حال تابع هذه الموسيقا بشكل إفرادي أو من خلال وسائل الإعلام المتوافرة».

وعن انتقاء الأغنية يضيف الأستاذ "فداء" بقوله: «نتشارك مع إدارة المركز في اختيار الأغاني وفي مرات عدة نستمع لمقترحات الطلاب، لأننا نحرص على أن تكون الأغنية مخدمة لمشروعنا الثقافي أي تعكس حالة إنسانية راقية وتقدم صور لشباب نشيط ومتفهم ومكافح يحترم العمل والعلم، لنكون بشكل أو بآخر عامل مساعد لتطوير وعي الشباب وهنا أؤكد أن الشباب يتابعون أنشطتنا إلى جانب عدد من الأطفال الذين ظهرت لديهم اهتمامات باللغة وهم من المتابعين للمركز بشكل دائم».

"زينة حمزة" الصف العاشر قالت: «تابعت النشاط منذ البداية وكانت مرحلة هامة بالنسبة لي كونها تقدم فرصة الاطلاع على مصطلحات وتراكيب جديدة هنا نتحاور باللغة الانكليزية نوضح أفكارنا وما استوعبنا من هذا المقطع أو ذاك وهي مساحة جيدة للتفاعل تساعدنا على الفهم والتقدم في إتقان اللغة».

وقد تكون الأغنية وسيلة جذب لمن لا يمتلك الرغبة في تعلم اللغة هذا ما حدثتنا به "سارة أبو غاوي" بقولها: «تابعت عدداً من الدورات لأتعلم اللغة لكن رغبتي بالمتابعة كانت ضعيفة وعندما أخذت أتابع جلسات الأغاني شعرت باندفاع أكبر للمتابعة لأن الأسلوب حيوي يبعدنا عن الملل ولا أنكر أنه جعلني أستمتع أكثر باللغة».