أناشيد وأغاني وطنية يصدح بها أعضاء فرقة "العزف والغناء الوطني الملتزم" تعرض هوية هذه الفرقة التي تتبع للمسرح المدرسي في "السويداء"، وأحلام وطموحات كبيرة عبر عنها أعضاء الفرقة فهل قارب الغناء الملتزم ما زال قادراً على العبور بين فنون أخرى أكثر شعبية بين الشباب؟

موقع eSuweda تابع بروفات الفرقة في مدرسة الشهيد "فوزي بدر الدين" التي تعتبر المقر الأساسي لتدريباتها، وحاور قائد وأعضاء الفرقة لكشف الستار عن الأحلام ولنتعرف معاً على مشروع هذه الفرقة وطموحاتها.

الفرقة عوضتنا عن الانتساب للمعاهد الموسيقية المأجورة لأننا نتلقى تدريباً متميزاً نتعلم النوتة ومرافقة الغناء والعزف الجماعي، وهذا ما ساعدنا على الفوز بالمركز الثاني على مستوى المحافظة خلال هذا العام

"لانا عزام" الصف السادس الرائدة على مستوى القطر في مجال الغناء وإحدى المنتسبات لها قالت: «من خلال هذه الفرقة تعلمت أصول الغناء ومرنت صوتي لأحقق حلم الريادة، نتدرب باستمرار وتحت إشراف الأستاذ "مفيد الجباعي" الذي يولينا كل الاهتمام، وأكثر ما يجذبني هو فكرة الغناء الوطني لأنه مجال واسع لإظهار قوة الصوت وجماله».

الفرقة أثناء التدريبات

أما "تمام عدوان" عازف الكمان الذي شاركنا الحديث بقوله: «الكمان آلة غاية في الجمال ووجودي في الفرقة ساعدني على التعلم بالاعتماد على النوتة والتعلم بطريقة صحيحة مما ساعدني على النجاح بالمسابقات الموسيقية، لأحقق نتائج جيدة على مستوى المحافظة وأصبح موعد البروفة أحد المواعيد الثابتة التي لا أتخلف عنها لأنني استمتع بالغناء والعزف الذي ينسجم مع خط الفرقة ويختلف عن الغناء الشعبي أو الشبابي وهذا ما يميز فرقتنا».

الفن الملتزم رسالة ننقلها من خلال الشباب إلى الشباب هذا ما حدثنا به الأستاذ "مفيد الجباعي" قائد الفرقة بقوله: «كثيراً ما نسأل عن سبب التوجه للغناء الملتزم؛ وحيث يطرح البعض أن هذا العصر سخر لأنواع أخرى من الغناء، والحجة دائماً أن عالم الغناء الملتزم مقيد أو بمعنى آخر محجم، بالنسبة لي هذا العالم غير محجم وهو الأوسع لأننا لا نتخلى عن واجبنا في تدريب الأطفال والشباب على الغناء الراقي الذي يحمل في طياته حب الوطن والأرض والأم والإنسانية بشكل عام، لأننا بشكل أو بآخر عندما نتعامل مع طلاب مرحلة التعليم الأساسي فإننا ندخل باكراً إلى عالم هذا الشاب الصغير، ولابد لدخولنا أن يكون مبرراً وله مغزى، وهذه الفرقة التي تشكلت منذ ثلاث سنوات ضمت عدداً جيداً من الطلاب ممن تجاوبوا مع مشروعها، فقسم كبير من الأعمال من أشعاري والباقي لشعراء كتبوا للحب للحياة لأرض يناضل أهلها للفوز بشرف الحياة الكريمة لقيم فيها الكثير من الإخلاص لقضايا الإنسانية، وكمدرب لهذه الفرقة أبحث عن الكلمة التي أحمـّلها رسالة لأصوات وموسيقا الشباب لتصل إلى كل الشباب تحاكي آمالهم وطموحهم بالمستقبل القريب».

الأستاذ مفيد الجباعي

وبشكل عام فإن أعضاء هذه الفرقة كانوا في البداية ومنذ ثلاث سنوات من طلاب ثلاث مدارس هي مدرسة الشهيد "فوزي بدر الدين" و"أحمد قاسم جمعة" و"المحدثة" للتعليم الأساسي من الصفين الخامس والسادس، أما اليوم فقد أخذنا نستقبل عدداً أكبر من الطلاب ولأعمار أكبر خاصة عندما تتوافر الموهبة التي تعتبر جواز السفر للدخول لهذه الفرقة، ليكون لدينا أعمار مختلفة وكل حسب موهبته».

وعن رصيد الفرقة من الأغاني يضيف الأستاذ "مفيد الجباعي" بقوله: «أنا مدرس موسيقا وأمين سر لجمعية الشعر الشعبي وأصدقاء التراث عملت في التدريس لعقود سابقة ولدي هاجس الشعر والألحان فقد لحنت عدداً كبيراً من قصائدي وقصائد عدد من الشعراء في المحافظة وخارجها تلك الأشعار التي تتلاقى مع أهداف الفرقة، وحاولت خلال السنوات الماضية زيادة رصيدنا من الأغاني الوطنية الملتزمة حيث تمتلك الفرقة 12 أغنية نقدمها بالمناسبات والاحتفالات ونشارك في مختلف الفعاليات الطلابية بعدد ثابت للعازفين يتجاوز العشرين عازفاً وعدداً كبيراً من الأعضاء المتدربين، وما يسعدني ويحفزني على الاستمرار وجود عدد كبير من الموهوبين في هذه الفرقة حيث شاركوا في مسابقات موسيقية وغنائية متنوعة وحققوا نتائج متميزة فلدينا أصوات جميلة وأنامل رقيقة تعزف لكل ما هو جميل في هذه الحياة، والذين من خلالهم نتفاءل بالإعداد لحفلاتنا الخاصة التي نعد لها ونحلم بها لتكون رسالتنا لجمهور "السويداء" وهو حلم بات قريباً لا يفصلنا عنه إلا العمل».

كل الآلات حاضرة في هذه الفرقة

أما "قصي الجوماني" الصف الخامس عازف الأورغ وأصغر الأعضاء سناً فقد قال لموقعنا: «الفرقة عوضتنا عن الانتساب للمعاهد الموسيقية المأجورة لأننا نتلقى تدريباً متميزاً نتعلم النوتة ومرافقة الغناء والعزف الجماعي، وهذا ما ساعدنا على الفوز بالمركز الثاني على مستوى المحافظة خلال هذا العام».