بعد تفوقها في شهادة التعليم الأساسي، لم يكن صعباً على "يارا" أن تحقق التفوق في شهادة التعليم الثانوي بتربعها على صدر المرتبة الرابعة في المحافظة بمجموع علامات قدره 285 علامة من أصل 290، في الفرع العلمي، ومع أنها تعتبر أن العلامات الخمسة التي خسرتها كانت بسبب الخوف والرهبة الزائدة من الامتحان، إلا أنها تعتبر أن تصميمها على تحقيق رغبتها في دخول كلية الطب هو السبب في نجاحها وتفوقها.

تقول "يارا" لموقع eSuweda في 28/8/2010، عن مسيرتها وعن السبب الذي تعتقد أنه أساس لتفوقها: «مع أن مواعيد دراستي ليست منتظمة، ولكنها كانت تتسم بالاستمرار والمثابرة، وذلك كله في سبيل تحقيق رغبتي بأن أكون طبيبة في المستقبل، وطبعاً هذا الأمر بحاجة لتعلم الصبر أولاً، وهو ما كان الفضل فيه للوالداي، اللذان ناضلا وكدحا حتى أسسوا الأسرة التي أنا جزء منها، فأنا اعتبر أن صبري على حالة الملل والزهق التي يشعر بها الطالب أثناء الضغط الدراسي، هو أساس التفوق، وطبعاً ذلك نابع من الإرادة التي يجب على كل من يحب أن يصعد إلى القمة أن يمتلكها، فالصبر هو الزاد الذي يجب على السائر على طريق التفوق أن يحمله لكي يحقق ما يصبو إليه، فأنا كنت أدرس يومياً دون أن أحدد ساعات معينة أو وقت للاستراحة، بل على العكس فطالما أنني أشعر أن لدي طاقة أتابع الدراسة، وحتى عندما أشعر بالتعب أحاول الانتقال إلى قراءة مادة أخرى اقل جموداً من بعض المواد فأنتقل مثلاً من قراءة الفيزياء إلى قراءة اللغة العربية التي كنت استمتع بها كثيراً، ولكن عدم التزامي بالنظام في أوقات الدراسة لا يعني عدم التزامي بمواعيد مدرستي، فقد كنت أستقل الطريق إلى مدرستي يومياً سيراً على الأقدام مع زميلاتي في الوقت المحدد وأصل إلى المدرسة أيضا في الوقت المحدد، وأتابع الدروس مع المدرسين وأشاركهم عبر تحضيري السابق لدروسي، ولا أرغب في تضيع الوقت، فأعود بعد انتهاء الدوام من المدرسة مباشرة إلى المنزل، وبعد استراحة الغداء أنهض لمتابعة الدارسة وهذا برنامجي منذ بداية العام، كما أنني لم أكن اترك أي فرض دراسي إلا وأقوم به، وفي أيام العطل أعيد قراءة كل الدروس التي أخذناها خلال الأسبوع، وذلك أيضاً بدون تحديد وقت بل الوقت بالنسبة لي هو الانتهاء من جميع فروضي الدراسية، وكان ذلك يتراوح بين الخمس ساعات وتسع ساعات، أما بالنسبة لأوقات التسلية لدي فكنت أقضيها مع صديقاتي في تبادل الحديث أو أمام التلفاز وهذا كان يعطيني مساحة للتنفس وتجديد للطاقة، بالإضافة إلى الطاقة التي كنت أتلقها من التشجيع الدائم من أبي وأمي».

مع أن أبي مهندس وأمي كذلك، ولكنني أحببت منذ الطفولة أن أدرس الطب، لأنني أحس بأن هذا العمل هو عمل إنساني بالدرجة الأولى، وكنت أستمتع كثيراً عندما أشاهد مسلسلاً يتحدث عن طبيب يقوم بخدمة الناس ويساهم في شفائهم، مثل مسلسل "قلبي معكم" للفنان "عباس النوري"، الذي أدى دور الطبيب، وفعلاً تحققت أمنيتي وقبلت في كلية الطب البشري في جامعة البعث "بحمص"، وأعتقد أن تحقيق حلمي قد بدأ وإنشاء الله سأتابع في ذلك الطريق بالصبر والمثابرة أيضاً

وعن تحقق أمنيتها في دراسة الطب البشري تقول: «مع أن أبي مهندس وأمي كذلك، ولكنني أحببت منذ الطفولة أن أدرس الطب، لأنني أحس بأن هذا العمل هو عمل إنساني بالدرجة الأولى، وكنت أستمتع كثيراً عندما أشاهد مسلسلاً يتحدث عن طبيب يقوم بخدمة الناس ويساهم في شفائهم، مثل مسلسل "قلبي معكم" للفنان "عباس النوري"، الذي أدى دور الطبيب، وفعلاً تحققت أمنيتي وقبلت في كلية الطب البشري في جامعة البعث "بحمص"، وأعتقد أن تحقيق حلمي قد بدأ وإنشاء الله سأتابع في ذلك الطريق بالصبر والمثابرة أيضاً».

"يارا" مع والدها "شكيب أبو صعب"

بدوره المهندس "شاكر أبو صعب" والد "يارا" قال: «"يارا" متفوقة منذ الطفولة، وذلك ليس لأنها ذكية وسريعة البديهة فقط، بل لأنها غير متسرعة ومتأنية، ومصممة دائماً على تحقيق ما تريد، وهي تحب أن يكتمل عملها على أكمل وجه، وهذا ما يجعل عملها غير ناقص، أضف إلى ذلك أنها منفتحة وتحب الآخرين، ونحن لم نقدم لها سوى تعزيز ثقتها بنفسها، وإيجاد حالة من التوازن النفسي والذهني في البيت لكي نمدها بالطاقة، دون أن نتدخل في ما تريد أن تكون في المستقبل، وفعلاً فقد كانت رغبتها في دراسة الطب وقد تحقق لها ذلك».

المهندسة "هند الزغبي" والدة "يارا" قالت: «يارا ابنتي الوحيدة، وكنت ألحظ لديها منذ الطفولة ميولها إلى أن تصبح طبيبة في المستقبل، حيث أنها تحب أن تشاهد المسلسلات التي فيها شخصية الطبيبة، وبنفس الوقت عندما كان أخوها "عمر" يصاب بجرح كانت تقوم بتطهير جرحه ووضع ضمادة عليه وهي تستمع بذلك، و"يارا" صبورة جداً فهي حتى عندما تكتب بخط واضح وجميل وبشكل ينم عن الصبر الذي في داخلها، ومع أنها لا تحب الالتزام بمواعيد معينة إلا أنها تحب الالتزام بالعمل الذي تقوم به وتبذل كل طاقتها من أجله، وأنا اعتبر أن الصبر الذي لديها نابع من طاقة الحب التي تملكها، وهذا ما يحتاجه الطبيب أولاً، لذلك مع أنني مهندسة كنت أشجعها دائماً لتحقق رغبتها في أن تصبح طبيبة، وفعلاً نجحت في وضع قدمها على أول الطريق».

مع والدتها "هند الزغبي"

يذكر أن "يارا" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1993، ولديها أخ وحيد اسمه "عمر" وهو في الصف الثالث الإعدادي.