أثبتت الطالبة "لجين مفيد جمول" أن التفوق ليس مقتصراً على الطلاب الذين يلتحقون عادة بمدارس المدن، واستطاعت من خلال دراستها في ثانوية قرية "سهوة الخضر" أن تحصل على المركز الثاني في شهادة الثانوية العامة للفرع الأدبي مناصفة مع الطالبة "نيرمين منذر"، وهي تطمح أن تدخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة الإنكليزية، أو تلتحق بكلية التربية لتصبح معلمة صف كمهنة تطمح لتحقيقها مستقبلاً.

تقول "لجين" المولودة في قرية "سهوة الخضر" عام 1992 لموقع eSuweda عن فترة الدراسة طوال سنة كاملة وصولاً إلى التفوق: «كانت سنة صعبة بكل تأكيد، بسبب الضغط الهائل الذي يمارس على الطالب خلال السنة لكونه يحدد ملامح المصير الدراسي والمهني الذي يسعى إليه كل طالب، وكنت حريصة كل الحرص على عدم الإهمال خلال العام الدراسي لأي درس أو حصة دراسية، وحرصت على احترام المدرسين وتعليماتهم طوال العام، لأنهم الأقدر على إرشادنا نتيجة الخبرة الطويلة، وكنت عند عودتي من المدرسة والاستراحة أعود للدراسة الجدية، والتحضير ليوم دراسي جديد، وفي فترة الانقطاع كثفت دراستي منذ الصباح وحتى الليل بمعدل 12 ساعة يومياً، حتى دخلت الامتحان وكان أن حصلت على 266 علامة حيث ذهبت 14 علامة في العربي والتاريخ والانكليزي والديانة».

أحب الموسيقا والأغاني الهادئة، ودائماً ما كنت أستمع لكل ما يطرب ويهدئ النفس، وأحب مطالعة الكتب في أوقات الفراغ، وخاصة الروايات العالمية الشهيرة، فهي تكسبني المعرفة والاطلاع على ثقافة الذين نعيش معهم بنفس الكون، وكنت دائماً أضع نصب عيني عبارة واحدة، وأتمسك بالسير عليها، وهي (يجب أن أكون شيئاً مهماً في المستقبل) وما زلت مصممة على إكمال هذا الحلم

ولدت "لجين" في عائلة متوسطة الحال تحب العلم وتسعى لتوفر شروط النجاح لأبنائها، وتحدثت لموقعنا عن الظروف التي صاحبت دراستها وكيف كانت تقضي تلك الأوقات، وقالت: «إن الأهل كانوا الداعم الأول لي طوال فترة دراستي، حتى أنهم كانوا يتركون المنزل عندما يشعرون أنني منزعجة من الضجيج والأصوات العالية التي يصدرها إخوتي الصغار، وكان أخي يساعدني في "التسميع" عند الحاجة لذلك، وعندما كنت أشعر بالضغط الشديد أذهب لقرية "الكفر" عند أهل أمي لتغيير الجو والدراسة عندهم، وبشكل عام كانت الظروف التي وفرها الأهل مثالية ولم تكن لي أي حجة من أجل الإهمال أو المماطلة، عدا الرغبة الشديدة التي كانت تنتابني للتفوق، وهو ما حصل».

لجين مع والدها الأستاذ مفيد جمول

وفيما يتعلق بالمدرسة التي تعلمت فيها "لجين" والمدرسين الذين أثروا عليها، والطموح الذي تسعى لتحقيقه، قالت: «قدم مدرسو ثانوية "السهوة" كل ما لديهم من إمكانيات، ولم أشعر يوماً واحداً بأنني بحاجة لدروس خصوصية في أي مادة، أو دروس تقوية، وهذه الظاهرة غير موجودة أصلاً في قريتنا، وبالنسبة للمواد التي لم يتوافر لها مدرسون كنا نعتمد على أنفسنا في القراءة مثل مادتي التاريخ والقومية، وعلى كل الأحوال نحن ندين بالفضل لعدد من المدرسين مثل الأستاذ "وليد كيوان" مدرس الجغرافية، والأستاذ "فيصل كيوان" مدرس العربي، والأستاذة "وصال سعيد" مدرسة الفرنسي، والأستاذ "نهاد كيوان" مدرس الإنكليزي، والأستاذة "رنا أبو لطيف" مدرسة الفلسفة، وقد اخترت عن رغبة كلية التربية (معلم صف) لأنها الأنسب لي، فأنا أحب مهنة التدريس وأرغب في مزاولتها، وأحب تعلم اللغة الإنكليزية لنفس السبب، ويمكن في المستقبل أن أدرس هذا الفرع إذا توفرت لي الظروف الملائمة».

وعن هواياتها والسر وراء ثقتها بنفسها أكدت "لجين": «أحب الموسيقا والأغاني الهادئة، ودائماً ما كنت أستمع لكل ما يطرب ويهدئ النفس، وأحب مطالعة الكتب في أوقات الفراغ، وخاصة الروايات العالمية الشهيرة، فهي تكسبني المعرفة والاطلاع على ثقافة الذين نعيش معهم بنفس الكون، وكنت دائماً أضع نصب عيني عبارة واحدة، وأتمسك بالسير عليها، وهي (يجب أن أكون شيئاً مهماً في المستقبل) وما زلت مصممة على إكمال هذا الحلم».

ومع زميلاتها في التفوق مها الملحم ونيرمين منذر

الأستاذ "مفيد جمول" والد "لجين"، تحدث عن الأجواء التي وفرها لابنته حتى حصلت على التفوق: «كنا في المنزل نحث "لجين" على الاستفادة القصوى من الوقت، والدراسة المركزة، بالمقابل كنا نحرص على توفير الجو المريح لها حتى تستمر في المثابرة، ونقدم لها كل ما يلزم ضمن إمكاناتنا المتاحة من أجل استمرار تفوقها، وكانت والدتها حريصة بشكل دائم على السهر إلى جانبها وتراجع معها الدروس حتى لا تشعر بالممل أو التعب، وفي الحقيقة لم تكن "لجين" ملولة أو كسولة طوال هذا العام، وكانت تراجع دروسها أولاً بأول دون كلل، ويرجع الفضل الأول في تفوقها إلى إصرارها على ذلك، وكل ما يأتي بعد ذلك عوامل مكملة لهذا التفوق».