من بيتها الكائن في مساكن المعلمين في مدينة "السويداء" إلى مدرستها الواقعة في شارع "قنوات" وبالعكس، كانت الطالبة "رفاه الهزيم" تتابع حياتها اليومية بشكل منتظم ودقيق أثناء العام الدراسي، فمن وقت الاستيقاظ إلى موعد الفطور وموعد الذهاب إلى المدرسة، إلى موعد العودة مروراً بأوقات الراحة كانت المواعيد الدقيقة هي الصفة الغالبة على حياتها، لتحصد بعدها المرتبة الأولى في الشهادة الثانوية مع زميلتها "أمل منذر" بمعدل قدره 289 علامة من أصل 290.

تقول "رفاه" لموقع eSuweda عن السبب الحقيقي الذي تعتقد أنه أسس لنجاحها: «منذ بداية العام الدراسي كان النظام هو سيد أوقاتي، فأنا أستيقظ باكراً في نفس الموعد يومياً، وبعد ممارستي لبعض التمارين الرياضية وتناولي الفطور، أحمل حقيبتي التي أكون قد رتبتها منذ مساء اليوم الفائت، وطبعاً أكون قد حضرت جميع الدروس، وقمت بكتابة كل الوظائف، وبعد وصولي إلى مدرستي في نفس الموعد أيضاً، أبدأ المتابعة مع المدرسين دون تضييع للوقت، فأسأل عندما لا أفهم وأشارك في الإجابة عندما أعرف، وهذا ما كان يزيد إلمامي ومعرفتي بالمنهاج الدراسي، وبعد انتهاء الدوام أعود مباشرة إلى المنزل، لأبدأ برنامجي الدراسي الذي كان منظماً على مدار العام، وطبعاً كان لأهلي الفضل في مساعدتي على تطبيق هذا النظام الدراسي، وخاصة أمي التي حرصت على تنظيم مواعيد الطعام وحتى مواعيد النوم».

مع أن أبي طبيب وأمي كذلك ولكن أحب أن أدرس الصيدلة، ليس فقط لأصبح بائعة دواء بل لكي أتابع الدراسة في المخابر، وأصبح خبيرة في تركيب الأدوية واساهم في الاكتشافات الطبية الجديدة لكي أقدمها لأهلي وبلدي

وعن أمنيتها في المستقبل تتابع: «مع أن أبي طبيب وأمي كذلك ولكن أحب أن أدرس الصيدلة، ليس فقط لأصبح بائعة دواء بل لكي أتابع الدراسة في المخابر، وأصبح خبيرة في تركيب الأدوية واساهم في الاكتشافات الطبية الجديدة لكي أقدمها لأهلي وبلدي».

"رفاه" مع والدتها الدكتورة "ردينة صنيج"

بدورها الدكتورة "ردينه صنيج" والدة "رفاه" قالت: «"رفاه" هي آخر العنقود بين أولادي، وهي ابنتي الوحيدة، ومنذ طفولتها أبصر فيها الهدوء والاتزان وحب النظام، وقد ظهر ذلك جلياً عندما كانت طالبة في شهادة التعليم الأساسي، حيث كانت تجيد تنظيم وقتها، وتتعامل مع الساعة بكل دقة، وفعلاً فقد حصدت المرتبة الأولى على القطر حينها بحصولها على العلامة الكاملة، ومع أنني طبيبة، فهي لم تطلب مني المساعدة بسبب متابعتها الجادة لدروسها، وقد اقتصرت جهودي معها على تأمين الجو الدراسي وتنظيم وجبات الطعام والنوم المريح بعدم إثارة الضجة، وفي هذا العام كانت "رفاه" تتابع عاداتها، حتى إنها لم تتغيب أي يوم عن المدرسة سوى يوم واحد هو يوم عرس أخيها».

الدكتور "راضي الهزيم" والد "رفاه" قال: «تجيد "رفاه" التخطيط لما تريد، فهي منظمة ودقيقة حتى بالمصروف الذي تأخذه مني، وكان يلفت انتباهي الدقة في مواعيدها، حتى إنها لا تجامل أصدقاءها بذلك، فتراها تجيد الاعتذار منهم إذا كان لديها دراسة، وبنفس الوقت رفاه تعمل دون أي ضغط فأنا لا أذكر أنني طلبت منها أن تدرس أو أن تترك التلفاز، بل على العكس فهي تعمل بموجب الوقت فتنفذ استراحة لمدة نصف ساعة دون زيادة أو نقصان حتى لو اضطرت لترك أغنية تحبها على التلفاز، وأنا سعيد بما حصدته وفخور بها طبعاً».

الدكتور "راضي الهزيم"

يذكر أن "رفاه" كانت طالبة في مدرسة الشهيد "عصام حرب" للبنات، ومن مواليد عام 1992، في مدينة "السويداء"، ولديها أخوان هما المهندس "راني" والمهندس "روند".