كان اتصال معاون وزير التربية، وصديق العائلة الدكتور "فرح المطلق" بمثابة الحلم الذي طال انتظاره وتحقق في منزل الأستاذ "موسى النصار" والد "نانسي" الذي تحول في غمضة عين إلى عرس كبير.

واستطاعت "نانسي" على الرغم من خوفها الشديد أن تهرب منها أي علامة غير محسوبة، خرق حاجز الخوف وتحقيق العلامة الكاملة في شهادة التعليم الأساسي.

كنت حريصة منذ البداية على ألا أدع الوقت يسرقني نهائياً، فبدأت الدراسة المركزة منذ بداية العام الدراسي، وحرصت دوماً على التحضير لليوم الثاني حتى أشارك المدرس في الدرس وترسخ المعلومات في رأسي بشكل صحيح وواضح، ووجدت ذلك في شهر الانقطاع عندما وجدت نفسي مرتاحة لكل المنهاج، ورغم ذلك لم أفكر بالتوقف عن القراءة، وبقيت محافظة على الساعات الطويلة التي قسمتها في شهر الانقطاع

تقول "نانسي موسى النصار" المولودة في قرية "عرى" عام 1995 لموقع eSuweda عما فعلته طوال العام الدراسي لتصل إلى قمة الترتيب على مستوى القطر: «كنت حريصة منذ البداية على ألا أدع الوقت يسرقني نهائياً، فبدأت الدراسة المركزة منذ بداية العام الدراسي، وحرصت دوماً على التحضير لليوم الثاني حتى أشارك المدرس في الدرس وترسخ المعلومات في رأسي بشكل صحيح وواضح، ووجدت ذلك في شهر الانقطاع عندما وجدت نفسي مرتاحة لكل المنهاج، ورغم ذلك لم أفكر بالتوقف عن القراءة، وبقيت محافظة على الساعات الطويلة التي قسمتها في شهر الانقطاع».

نانسي مع والدها

تعلمت "نانسي" أصول اللغة الإنكليزية من والدتها التي تعلمت اللغة في المعهد وأكملت بعد ذلك في جامعة "دمشق"، وهي حصلت في الصف السادس على ريادة القطر، غير أنها حاولت بشتى الطرق عدم تقبل المساعدة من أحد، تقول: «ولدت في عائلة متوسطة الحال، تحب العلم وتهتم بكل ما يتعلق بدراستنا، فوالدي يعمل مدرساً لمادة الرياضة، ووالدتي "ديما السليم" تخرجت في معهد اللغة الإنكليزية، وتابعت تعليمها لتتخرج في الجامعة بالترجمة، وكانت خير مساعد لي منذ الطفولة، ولها الفضل الكبير في حصولي على ريادة القطر في الصف السادس الابتدائي، وحاول الكثير من أصدقاء الوالد مساعدتي، وكنت أقبل على مضض ذلك لأنني كنت واثقة من معلوماتي، وكنت أشعر بعدم الحاجة لأي مساعدة، وعلى الرغم من ذلك ساعدني مشكوراً مدير مدرسة الشهيد "مروان كيوان" في قريتي "عرى" الأستاذ "محمود حمزة" وأعطاني بعض النصائح والمساعدة في موضوع التعبير للغة العربية، وجاء صديق الوالد الأستاذ "وليد الفارس من "دمشق" مكلفاً نفسه عناء السفر وأعطاني مراجعة كاملة في اللغة الفرنسية، وكل خوفي كان من مادة الجغرافية التي اعتبرتها أصعب المواد، غير أني تفاجأت من سهولتها، ولا بد لي من ذكر فضل كل من مدرسة الرياضيات السيدة "دينا أبو ترابه"، ومدرسة اللغة العربية السيدة "نسرين عقل"، والأستاذ "شادي منذر" مدرس العلوم».

وعن أوقات الفراغ والمواهب التي تهتم بها، أكدت "نانسي": «كان الضغط كبيراً علينا خلال السنة لأن كلمة شهادة تزيد الرعب لكونها بداية للمستقبل الذي ينتظرنا، ولكني كنت أجد الوقت الكافي لكي أمارس بعض الرياضات مع والدي الذي يحرص على صحتي، وأحب دائماً مطالعة الكتب وخاصة القصص العالمية والروايات الكبيرة في العالم، وأتحضر الآن لدخول مدرسة المتفوقين في مدينة "السويداء" لأتابع ما بدأته، وتحقيق الحلم في دخول كلية الطب، وأختص في طب الأطفال، ولا أنسى أن أختي "نايا" تتحضر للتاسع أيضاً ولدي واجب تجاهها ومساعدتها لأخفف الحمل عنها».

نانسي مع زميلتها بالتفوق

الأستاذ "موسى النصار" والد "نانسي" قال عما قدمته العائلة من أجل حصول ابنته على العلامة الكاملة: «منذ أن دخلت ابنتي المدرسة وهي من المتفوقين بدراستها، ولم تمر سنة إلا وكانت في المرتبة الأولى، وفي هذه السنة كان لها غرفتها الخاصة التي تدرس فيها بعيداً عن أي إزعاج أو أي شيء يعكر صفوها وراحتها، وكنا حريصين على توفير الأجواء المناسبة لتفوقها، وقد حاولنا أن نخفف الضغط عن كاهلها من خلال النصائح الخفيفة التي اكتسبناها من تجاربنا، وهي بكل صدق لم تكن تطلب أي شيء، وكانت ضد كل ما يتعلق بالدروس الخصوصية أو المساعدة من أي كان إلا ما ندر، ولكونها الكبيرة بين إخوتها وأول العنقود ففرحتنا بنجاحها لا تعادلها فرحة».