تتويجاً لعمله الدبلوماسي الدؤوب نال "زياد زهر الدين" الدكتوراه بدرجة جيد جداً في القانون الدولي، في جامعة تحمل ميزة الصداقة بين الشعوب في موسكو، وهي جامعة معروفة عالمياً، وحتى فترة قريبة سميت باسم الثائر الأفريقي الذي أصبح فيما بعد رئيساً لبلاده وهو "باتريس لومومبا" من الكونغو. نالها بتقدير جيد جداً.

تضمنت الأطروحة التي حملت عنوان "المفهوم الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي" خمسة أبواب رئيسية، أولها تعريف الإرهاب، وفقاً للمفهوم الدولي، يقول الدكتور "زهر الدين" لموقع eSyria: «تم في هذا الباب سرد عدد من الآراء الفقهية، والقانونية، حول الإرهاب كظاهرة وكجريمة يعاقب عليها القانون، وخلصت إلى أنه لم يقر حتى يومنا هذا تعريف موحد وشامل للإرهاب رغم وجود خمس وعشرين اتفاقية دولية، تجرم الأعمال الإرهابية، والتي بدأت منذ عام 1967 باتفاقيات تجريمها ضد الطائرات المدنية، وانتهاء بعام 2004 حينما تم إقرار الاتفاقية الدولية لمنع تمويل الإرهاب الدولي، أما الباب الثاني فتحدثت عن تاريخ الإرهاب وفقاً لمفهوم الجريمة الإرهابية، وأوضحت في الباب الثالث مفهوم الإرهاب بالنسبة للإسلام، وقد تضمن القرآن الكريم في آياته المحكمة تعريفاً لبعض الأفعال الجرمية، والتي تشبه إلى حدٍ ما الجريمة الإرهابية في وقتنا الحاضر، ومن هذه الأفعال جريمة البغي والحرابة، والتي في مضمونها تعني ارتكاب جرم بحق عابري الطريق بهدف سلب الأموال وخلق حالة من الرعب وإحداث فوضى على نطاق واسع، وبينت في الباب الرابع الجهود التي بذلت من الأقطار العربية والدول الإسلامية بهدف مكافحة الإرهاب، ومن هذه الجهود كانت الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الدولي، عام 1998 والتي تم اعتمادها عام 1999، واتفاقية المؤتمر الإسلامي التي اعتمدت في عام 1999، كما تطرق هذا الباب إلى عدد من القوانين العربية الصادرة بهدف مكافحة ومنع الإرهاب، ومنها: قانون العقوبات السوري عام 1949 في مواده 304 و306، وأكدت في الباب الخامس الجهود العربية والإسلامية المبذولة بهدف توضيح رؤية الإسلام للإرهاب باعتباره ظاهرة مرفوضة شرعاً وقانوناً، كما تم الحديث بشكل مفصل عن الفرق بين الإرهاب وحق الشعوب في تقرير المصير والذي نصت عليه المواثيق الدولية، فلا يمكن اعتبار حق الشعب في تحرير أرضها، بأي شكل إرهاباً، حتى ولو كان ذلك الحق من خلال استخدام القوة العسكرية، فحق تقرير المصير ومقاومة العدوان، حق قديم نصت عليه الشرعية الدولية في مثياق الأمم المتحدة والعديد من قرارات مجلس الأمن.

يعتبر الدكتور "زياد" واحداً من الرجال الذين ناضلوا مع الزمن للوصول إلى طموحه الذي يرغب، فهو بدأ في حينا الشعبي ولم يتنكر له طوال سفره، حتى إنه لم يقطع صلته بأصدقائه المقربين بشكل أسبوعي، ولعل هذا عائد إلى تربيته وثقافته الانتمائية التي لم يتخل عنها يوماً، لم أره يوماً إلا قارئاً يحاور المثقفين بهدوء ويقنع جليسه بالعارف المتمكن، فهو أنموذج لجيل من الشباب الذين ضحوا لينالوا مرادهم العلمي وكان له ذلك بجهده وتعبه

كما تضمنت الأطروحة خاتمة تم فيها التذكير بمبادئ الإسلام السمحة المبنية على العدل والمساواة والحرية والتي لا تسمح بأي شكل بأن يستقي منها ما يريد أن يجعل من أفعاله الإجرامية غطاءً شرعياً لا يتفق مع هذه المبادئ».

البرفيسور أصلان حسين اباشيدزي

وحول صعوبة معالجة موضوع الأطروحة وأهميته في الزمان والمكان أوضح الأستاذ المشرف البروفيسور "أصلان حسين اباشيدزي" (عبر البريد الالكتروني) وهو من جورجيا، ويمثل حالياً روسيا في مجلس حقوق الإنسان، في ورشة العمل الخاصة بالمعتقلين قسرياً، وشغل فيما مضى مستشاراً لوزارة الخارجية الروسية، ومجلس الدوما الروسي، قائلاً: «لقد تم اختيار عنوان أطروحة الدكتوراه "المفهوم الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي" وكان الهدف من اختيار هذا الموضوع تدارك نقص المعلومات حول نظرة الإسلام للإرهاب وحرص الأحكام الإسلامية الحنيفة على محاربة هذه الظاهرة والتي تعتبر حديثة إلى حدٍ ما، خاصة أن أطروحة الدكتوراه كانت باللغة الروسية، وقد اعتمدت من قبل أكاديمية العلوم الروسية الدبلوماسية وتم نشرها في عدد من المواقع العلمية الروسية والمجلات الصادرة عن وزارة العدل الروسية في عدد من المقالات، الأهم أن الطالب "زياد زهر الدين" استطاع الدفاع عنها باللغة الروسية، رغم صعوبة الموضوع وترجمته وكان مميزاً بدفاع دام أكثر من سبع ساعات لأهمية الموضوع ونال الدكتوراه بدرجة جيد جداً».

الإعلامي "بسام كيوان" الذي كان قريباً من الدكتور "زياد" ورافقه في موسكو أثناء مناقشة رسالته تحدث عما لمسه من دقة في التنسيق بين العمل الدبلوماسي والتحضير للدكتوراه، فقال: «كان عمل الدكتور "زياد زهر الدين" شاقاً ومتعباً فقد عمل على التحضير للدكتوراه أثناء عمله لدى السفارة السورية في موسكو بدءاً من عام 2003 حتى عام 2010، درس خلالها اللغة الروسية لمدة عامين، وخلال العام الثالث تم دراسة الماجستير المعمق والتحضير للدكتوراه والدفاع عنها أمام اللجنة العلمية المؤلفة من ثمانية عشر أستاذاً جامعياً من مختلف الجامعات الروسية الذين أيدوا الأطروحة بشكل جماعي وقيموها بدرجة جيد جداً، ولعل فرحتنا برجوعه حاملاً الدكتوراه ليست من باب الزمالة فحسب بل لأنه يستحق كل تقدير على ما قدمه من جهد كبير، ودافع عن حقوق أمته بموضوعه الذي اختاره في وقت يشكل فيه جدلاً كبيراً على أعلى المستويات».

بين صديقيه بسام كيوان وإياد العيسمي

السيد "إياد العيسمي" الذي يجاوره المسكن في دمشق بيّن قائلاً: «يعتبر الدكتور "زياد" واحداً من الرجال الذين ناضلوا مع الزمن للوصول إلى طموحه الذي يرغب، فهو بدأ في حينا الشعبي ولم يتنكر له طوال سفره، حتى إنه لم يقطع صلته بأصدقائه المقربين بشكل أسبوعي، ولعل هذا عائد إلى تربيته وثقافته الانتمائية التي لم يتخل عنها يوماً، لم أره يوماً إلا قارئاً يحاور المثقفين بهدوء ويقنع جليسه بالعارف المتمكن، فهو أنموذج لجيل من الشباب الذين ضحوا لينالوا مرادهم العلمي وكان له ذلك بجهده وتعبه».

جدير بالذكر أن الدكتور "زياد زهر الدين" من قرية "كفر اللحف" في مدينة "السويداء"، متزوج ولديه طفلان.

الدكتور زياد زهر الدين