في إطار مشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم الذي تقوم بالإشراف عليه وزارة التربية منذ خمس سنوات، قامت مديرية التربية في "السويداء" بترشيح مشروع اختاره مجموعة من الشباب المدرسين كنوع جديد من التعليم أطلقوا عليه مشروع "السعادة"، مستهدفين مدرسين في القطر عن طريق المجموعة البريدية التي أوجدت للتواصل الداخلي مع الشباب الداخلين في المشروع، وصولاً إلى من يرغب بالدخول من البلدان العربية.

ويرتكز المشروع على فكرة تحويل المناهج الدراسية إلى مناهج إلكترونية يتلقاها الطالب الداخل في المشروع على إحدى الأدوات الإلكترونية المعتمدة.

لقد عرفت بالمشروع من خلال شبكة الانترنت، ودخلت مع مجموعة من المدرسين في نقاش مطول عن المشروع ومفهوم السعادة، وكيفية العمل على تغيير الذات والتأثير في الآخر، وفي الحقيقة كانت سعادتي تزداد كلما تعمقت أكثر وتواصلت مع المجموعة عن طريق المدونة الخاصة والموقع الإلكتروني والمنتدى، وكلما كان هناك عائق ما يواجهني كنت ألجأ إلى مدرسي الذي كان يوجهني في بداية الأمر، وعندما عرفت ما أريد من المشروع بت أعمل على جذب أشخاص جدد، ونحن الآن نقوم بعدد من النشاطات التي تدخل السعادة إلى قلوب الأشخاص الذين حرمهم الله منها

الطالب في المرحلة الثانوية "كنان عربي" قال لموقع eSuweda عما اكتسبه من دخوله هذا المشروع، وكيفية معرفته به: «لقد عرفت بالمشروع من خلال شبكة الانترنت، ودخلت مع مجموعة من المدرسين في نقاش مطول عن المشروع ومفهوم السعادة، وكيفية العمل على تغيير الذات والتأثير في الآخر، وفي الحقيقة كانت سعادتي تزداد كلما تعمقت أكثر وتواصلت مع المجموعة عن طريق المدونة الخاصة والموقع الإلكتروني والمنتدى، وكلما كان هناك عائق ما يواجهني كنت ألجأ إلى مدرسي الذي كان يوجهني في بداية الأمر، وعندما عرفت ما أريد من المشروع بت أعمل على جذب أشخاص جدد، ونحن الآن نقوم بعدد من النشاطات التي تدخل السعادة إلى قلوب الأشخاص الذين حرمهم الله منها».

أعضاء المشروع مع روضة السنافر

وتحدثت عضو الفريق المشرف على المشروع، والمرشدة النفسية "آمال أبو أحمد" عن فكرة المشروع وأصل التسمية: «هو نوع من أنواع التعليم، وقد اخترنا موضوعاً يتعلق بكيفية أن تكون سعيداً، منطلقين من عدة أسباب أولها معيقات السعادة، ومسببات السعادة، وأسرار السعادة، وثانيها البحث في الذكاء العاطفي الاجتماعي (أي قدرة التعامل مع الآخرين) وكيفية اكتسابهم، وعلاقتهم بالسعادة كمفهوم، ومدى تأثير الذكاء على السعادة، وثالثها علاقة السعادة بالبرمجة اللغوية العصبية، وتغيير مجرى الحياة من سلبية إلى ايجابية من خلال هذا العلم.

وانطلقنا بالفكرة منذ بداية البرنامج تحت إشراف وزارة التربية ومديرية تربية "السويداء" والمنسق المحلي للمشروع، في 16/1/2010، واستمر هذا المشروع حتى 20/5/2010، وهو مكون من سبعة أشخاص».

في لقاء مع طلاب الصف الأول

الأستاذ "فارس جودية" عضو الفريق، قال عن أهم الدروس التي تعرض للطلاب والمدرسين المستهدفين عن طريق المجموعة البريدية الخاصة والمدونة الخاصة بالمشروع: «إن الهدف الأساسي للمشروع يكمن في القدرة على تغيير الذات والتأثير في الآخر، والبحث عن الأشياء التي من شأنها أن تجعلنا أكثر سعادة، منطلقين من مرحلة التعليم الأساسي وصولاً إلى طلاب الجامعة، فالطالب لا يحقق أهدافه إذا كان قلقاً وخائفاً وخجولاً، ودورنا هنا في العمل على إزالة ذلك لإدخال السعادة عن طريق عدد من الدروس أهمها دروس في الإرشاد النفسي مثل فن إدارة الذات، والثقة في النفس، ومهارات التواصل، والخطوات نحو النجاح، ودروس عن الحاسوب ومدى تأثيراته السلبية والإيجابية على الطلاب، ومدى انفتاح الطالب المستهدف على العالم وسعادته، واعتبار استخدام الحاسوب سلاحاً ذا حدين، بقدر ما هو مفيد هو مؤذٍ».

وعن مدى التجاوب الذي خلقه مشروع السعادة، وعدد المنتسبين إليه حتى اللحظة، قالت المدرسة في اللغة الفرنسية وعضو الفريق "منيرة سراي الدين": «في البداية مشروعنا متعدد الاختصاصات، ويستهدف كل العرب، ولدينا مشاركون من مصر والسعودية واليمن ولبنان، وعلى مستوى القطر دخل مشروعنا خمسة عشر مدرساً من خمس عشرة مدرسة، وفي كل مدرسة هناك خمسة طلاب فقط يشكلون الفريق، وهم من كل محافظات القطر، ونهدف بذلك إلى تعويد الطالب (الداخل بالمشروع بعد البحث والتقصي والمناقشة من قبل أعضاء الفريق الذين اختاروه) على عملية البحث والاستنتاج والتقصي والاعتماد على الذات، وفي النهاية استخدام التكنولوجيا بالتعليم، عن طريق استخدام وسائل الاتصال الخاصة بالمشروع مثل منتدى المناقشة، والمدونة، والمجموعة البريدية الخاصة، فهناك ايميل خاص لكل مدرس وطالب نتواصل معهم من خلاله في طرح الأسئلة والأجوبة، وفي النهاية الوصول للهدف الأساسي في اعتماد الطالب على ذاته بالتواصل من خلال إشراف المدرس فقط، وتنشر النتائج النهائية في المدونة أو على الموقع الإلكتروني، وهذه الطريقة تختلف عن التعليم التقليدي الروتيني، وتخلق روح الجماعة بين الطلاب بعيداً عن العمل الفردي».

أثناء اللقاء مع الدكتور "كمال بلان"

الأستاذ "حسام اشتي" عضو الفريق، قال لموقعنا عن أهم النشاطات التي قام بها الفريق، وأهدافها: «لقد كانت نشاطاتنا كثيرة ومتعددة وغنية، ومنها مشاركة طلاب المشروع في زيارة إلى روضة السنافر، ودار الرعاية الاجتماعية وزيارة العجزة والمسنين فيها، بمناسبة عيد الأم، وقد جرى تعارف بين الطلاب ونزلاء الدار من الأطفال، وأقمنا احتفالاً منظماً ومفيداً، وفي نهايته قام أعضاء الفريق بتوزيع الهدايا الرمزية على الجميع، وقد قمنا بزيارة السيد "وهيب الجاري" مؤسس جمعية الوفاء للمعوقين، والتقينا مع الدكتور "كمال بلان" رئيس قسم الصحة النفسية في كلية التربية بجامعة "دمشق"، حيث أفادنا بمحاضرة عن مفهوم السعادة من منظور علم النفس، بالإضافة إلى اللقاء مع الدكتور "بشير الزالق" الذي تابعنا معه فيلم التطور والنشوء.

مع الأهالي كان هناك لقاء كبير في ثانوية "بكا" رافقه معرض السعادة بمناسبة عيد المعلم، ولقاء تربوي مع أطفال الصف الأول، وحملة نظافة، ونحن مستمرون في مشروعنا حتى تحقيق الهدف البعيد بتعويد الطالب على عملية البحث والاستنتاج والتقصي والاعتماد على الذات باستخدام التكنولوجيا بالتعليم».