كان منحازاً بشكل كلي للهندسة المدنية، ولا شيء يعيق طموحه هذا بعد أن كانت حصيلته الرابع على مستوى القطر، وإذا علمنا تميزه في الرسم الهواية التي يعشق لعرفنا سر رغبته هذه، ولكن الواقع كما يقول أكبر من الرغبات، حيث تبقى مهنة الطب في نظر الناس أهم بكثير من الهندسة، على الرغم من قناعة الأهل بأن الرغبة أهم من كل ذلك، غير أنه فضل الذهاب إلى الطب.

يقول الطالب المتفوق "زيدون حكمات أبو زين الدين" المولود في بلدة "قنوات" عام 1991 لموقع eSuweda يوم الجمعة الواقع في 4/9/2009: «كان أملي كبيراً في الحصول على العلامة التامة، ولكن علامة في اللغة العربية وعلامتين في التربية الإسلامية جعلت حلمي يتبخر، والحمد لله على كل شيء فهذه النتيجة كفيلة بدخولي كلية الطب، التي اخترتها بعد تفكير طويل ما بينها وبين الهندسة المدنية، على كل الأحوال لم يكن والدي الذي يعمل مهندساً معمارياً، ووالدتي المدرسة منحازان إلى أي فرع، وتركاني أختار بكل راحة وعقل، ففي النهاية هو مستقبلي».

أطمح في المستقبل أن أكون عند حسن ظن الناس، وأخدم ناسي وأبناء بلدي بكل إخلاص، وأحقق الأفضل في الحياة

أما عن السر الذي خبأه عن الآخرين أثناء دراسته، والنصيحة التي يقدمها لزملائه الجدد في الشهادة الثانوية، فقال: «لا أعرف إن كان سري الصغير وراء هذا النجاح، لكنه كان فعالاً جداً أثناء الامتحان، فقد كنت أتوقع المسائل الصعبة والمعقدة، وأحفظها عن ظهر قلب، وأعلقها على الحائط في غرفتي حتى أتذكرها دائماً، وكانت المفاجأة انها تأتي في الامتحان، ونصيحتي بسيطة وليست معقدة، وهي القراءة المعمقة والثابتة التي تولد المعارف وتراكمها، والاعتماد على الحدس الذي يتولد مع هذه المعارف، فالإصرار يولد النجاح في النهاية».

يطمح لإكمال هوايته في الرسم

وعن الأوقات التي أمضاها في المدرسة قال: «في مدرسة "قنوات" الثانوية معلمون أكفاء، هم جنود مجهولون يعطون بلا حدود، والإدارة متفهمة دائماً لحاجات الطلاب، فالمرحلة الثانوية تقرير مصير وليست لعبة، ولذلك كانت هذه السنة اختباراً حقيقياً لكل مجتهد، وكانت دراستي مركزة جداً وأعتقد أن الثلاثة عشرة ساعة التي كنت أقضيها كل يوم بين دفات الكتب والدفاتر والمراجع هي التي أوصلتني إلى ما أريد، وهذا لا يمكن أن يتحقق لولا الجو المثالي الذي وفره والديَ لي طوال هذه السنة».

أما فيما يتعلق بالموهبة التي يحب فقال "زيدون": «كان الرسم وما يزال رغبتي الدفينة، والشيء الذي لن أتخلى عنه، وحبي له ظهر منذ الطفولة، وقد خضت دورات تعلم كثيرة فيه، وأرسم لوحاتي بالرصاص والمائي والزيتي، ولدي طموح كبير أن أجد الوقت المناسب للمتابعة وعرض أعمالي على الناس».

زميله في التفوق تمام عزام

لا ينفك "زيدون" يردد أن الطب البشري وجد من أجل خدمة المرضى، وهو كما قال لموقعنا: «أطمح في المستقبل أن أكون عند حسن ظن الناس، وأخدم ناسي وأبناء بلدي بكل إخلاص، وأحقق الأفضل في الحياة».