على الرغم من كل عبارات الشكر التي ساقها "خالد غسان عزي" لمعلميه في مدرسة "الباسل" للمتفوقين بمدينة "السويداء" إلا أنه يدين بالفضل لما وصل إليه لوالدته المهندسة "هدى ناصر الدين" التي تعمل في حقل التربية، لما قدمته له من رعاية متواصلة طوال السنوات السابقة، وخاصة في السنة المصيرية الأخيرة التي أوصلته لحلم كان يدغدغ خياله في الوصول لكلية الطب البشري.

وقال لموقع eSuweda يوم الخميس الواقع في 3/9/2009 عن شعوره عندما علم بخبر تفوقه وحصوله على 286 علامة من أصل 290 في الفرع العلمي: «للحظة أحسست برغبة شديدة في البكاء، وكان ينتابني شعور من تخلص من حمل ثقيل ودخل مرحلة قد تكون أصعب من سابقتها، وكانت فرحتي لا حدود لها عندما اجتمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بنجاحي، ولا أنسى نظرة الفخر في عيون أبي، ودموع الفرح التي غلفت عيون أمي، وبصراحة أشعر كلما تذكرت تلك اللحظات بالغبطة، وأتمنى أن يصل كل طالب إلى هذا الشعور، لأن التعب الكبير الذي يمر به طوال السنة الدراسية في الشهادة الثانوية لا يمحوه إلا حلاوة التفوق».

خالي الطبيب المعروف "منصور ناصر الدين" وهو قدوتي ومثلي الأعلى، وقد أحببت الطب من خلاله، لأنه يعمل في مهنته بكل إنسانية وضمير، وهو جل ما يسعى إليه الإنسان

وعن وضع المنزل الذي تربى فيه قال: «نحن أسرة صغيرة مكونة من أربعة أفراد، فوالدي طبيب أسنان، ويعمل بجهد وكد كبيرين من أجل تأمين حياة لائقة لنا، وهناك أمي التي لا تدخر جهداً حتى نحظى بفرصة أن أكون مع أختي الصغيرة فاعلين في المجتمع، ونحن في أوقات الفراغ نتعلم الموسيقا، فأنا أتقن العزف على الأورغ والكمان بفضل الأستاذ "فهد رضوان" والفنان الكبير "معين نفاع"، وقد انقطعت عن هوايتي هذه طوال هذه السنة، فالهواية تنتظر لكن الطب البشري يحتاج إلى كل الوقت».

زملاؤه في التفوق تمام عزام وزيدون زين الدين

أما عن فترة الدراسة وما يمكن أن يقدمه لزملائه من نصائح فقال: «لا يمكن أن أحدد الوقت الذي كنت أقضيه بين الكتب، فهو يختلف حسب الحالة التي تمر معي. وعلى العموم كانت لا تقل عن 12 ساعة قابلة للزيادة والنقصان، والإنسان يخضع لكثير من الحالات النفسية التي تؤثر في حياته، ولكن الطموح والاهتمام والرعاية التي ألقاها في البيت تجعلني أعود لتوازني وأتابع الدراسة، أما النصيحة التي أقدمها لزملائي الطلاب فهي بسيطة ولا تتعدى أن يكون لأي واحد طموح كبير حتى يصل إليه بالاجتهاد والمثابرة وعدم إهدار الوقت».

وعن اختياره للطب البشري قال: «خالي الطبيب المعروف "منصور ناصر الدين" وهو قدوتي ومثلي الأعلى، وقد أحببت الطب من خلاله، لأنه يعمل في مهنته بكل إنسانية وضمير، وهو جل ما يسعى إليه الإنسان».

المتفوق خالد

لم يشأ "خالد" الإفصاح عن السر وراء رغبته العارمة في دخول الطب غير تمثله بخاله، إلا أنه بعد الإلحاح عليه اعترف أن خوفه الشديد من أن تكون مهنته مشابهة لمهنة والده، وهو يعرف تماماً مدى أهميتها، ومدى التعب الذي يبذله والده في طب الأسنان، غير أنه لم يحبها يوماً، ولا بديل من الحصول على معدل عال حتى يدخل كلية الطب.