وحدها الدموع كانت سباقة في معرفة ردة فعل الطالبة المتميزة "ميسم"، والذين من حولها ضنوا أنها دموع الفرح، غير أنها كانت تبكي حلماً راودها باحتلال المركز الأول على مستوى القطر في الفرع الأدبي، ولكنها في النهاية اقتنعت أن لكل مجتهد نصيب، فالمركز الثاني على مستوى المحافظة أيضاً لا بأس به.

تقول "ميسم شوكت منذر" المولودة في قرية "العفينة" عام 1991، لموقع eSuweda يوم الخميس الواقع في 27/8/2009: «ولدت في بيت يحب العلم والتميز، على الرغم من أن الوالد لم يكمل تعليمه، وأمي ربة منزل، وهي بنظري أرقى مهنة يمكن أن تصل إليها امرأة، فالشقاء اليومي والتعب المتواصل من أجل أن تسعد أبناءها وتراهم يحققون أحلامهم، ولم يكن الوالد أقل شأناً من ذلك، وهو الذي يفني حياته ووقته من أجل تأمين حياة كريمة لنا، وكان طموحي أن أكون من المتفوقين دائماً، من أجل تحقيق حلمي، ومن أجل أن أسعد والديَ».

إن المتابعة الدائمة للدروس منذ الأيام الأولى للدراسة يوفر الكثير من الجهد والتعب، والإصرار على التفوق عامل مهم من أجل تحقيق الأحلام

وعن ساعات الدراسة والجو العام في المدرسة قالت "ميسم": «عندما دخلت الفرع الأدبي، كان ذلك لحبي الشديد للأدب الإنكليزي، والآن لدي رغبة قوية في كلية التربية- معلم صف، وهو الذي حصل فعلاً، أما عن المدرسة فقد كان هناك تنافس شديد بين الطالبات وأحياناً غيرة، غير أن المتابعة الدائمة للدروس والإصرار على التميز جعلاني من المتفوقات، على الرغم أن معدل دراستي في كل الأوقات لم يتجاوز سبع ساعات، حتى في أيام الانقطاع».

ميسم منذر مع والدها

وعن السبب في اختيار معلم الصف بدلاً من الطموح الذي سعت له قالت: «أعتقد أنه أسهل الطرق للوظيفة، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من الخريجين في الأدب الإنكليزي، وفي النهاية حلم التدريس سوف يتحقق، ومن خلاله أستطيع مساعدة الوالد في تعليم إخوتي».

أما عن النصيحة التي ترغب في إيصالها للطلاب فتقول: «إن المتابعة الدائمة للدروس منذ الأيام الأولى للدراسة يوفر الكثير من الجهد والتعب، والإصرار على التفوق عامل مهم من أجل تحقيق الأحلام».