من يجلس إلى جوار "صبا مزيد نعيم" تلك الطفلة الكبيرة، وذات النظرة الواثقة، يكتشف أنه أمام موهبة قادمة بقوة، وأمامها سنوات قليلة حتى يتحقق ذلك!

فالطالبة التي حصلت على 309 علامات في شهادة الثانوية تعتبر نفسها الأولى، لأن العلامة التي فقدتها في مادة اللغة العربية تخضع للمزاج العام للمصحح «يمكن أن يكون غير معجب بموضوعي وهذا حقه، لكنني واثقة لو أن أحداً غيره راجع الموضوع لكان أعجبه».

إن حلمي دراسة الطب في أوروبا وهو طموح سوف أحاول جاهدة تحقيقه بمساعدة الأهل

وتسرد صبا أيامها في مدرسة الباسل للمتفوقين فتقول لموقع eSuweda يوم الثلاثاء 19/8/2008: «إن الجو العام في المدرسة يشير دائما إلى التفوق، فلا مجال للتهاون أو تضييع الوقت، ولكن في المدرسة تصبح يوميات الطلاب أكثر التصاقاً ببعض، وتنبع صداقات جميلة مبنية على التنافس الشريف، وإذا كان أحد منا متفوقاً فيفرح الجميع له، ونحاول اللحاق به، وبهذه المناسبة يجب أن أشكر كل المدرسين وعلى رأسهم مدير المدرسة الأستاذ "جهاد عريج" ومدرسة التاريخ والجغرافية السيدة "ميسون أبو عمار"، ومدرسة الرياضيات السيدة "رولا شقير".

أما عن الجو في المنزل فقالت: «إن الجو في المنزل مريح لدرجة الملل من الدراسة، فأخواتي يدرسن في جامعة دمشق بفرع الهندسة المدنية، وهن بالنسبة لي مثالاً كبيراً في التفوق، ويعود الفضل الكبير للوالدة التي تعمل في مديرية التربية، ووالدي الذي يعتبر من أفضل المدرسين في اللغة العربية على مستوى المحافظة بشهادة الجميع».

وتتابع صبا: «إن أخي هشام هو المتنفس الوحيد الجميل في المنزل، ويمكنك أن تفرح لمجرد وجوده في المنزل».

أما عن هواياتها فتقول: «أنا أعشق التصوير الضوئي وأمارس هذه الهواية منذ ثلاث سنوات، بالإضافة إلى المطالعة الدائمة لقصص وروايات الأطفال ولمسرح وليم شكسبير».

وتنظرصبا نظرة فيها الكثير من الحب لوالدها وتجيب على سؤال عن أحلامها فتقول: «إن حلمي دراسة الطب في أوروبا وهو طموح سوف أحاول جاهدة تحقيقه بمساعدة الأهل».

أما الأستاذ "مزيد نعيم" فقال: «إن صبا لم تترك مجالاً واحداً يمكن أن أتحدث به ولكنني أؤكد أن بناتي مجتهدات ولا يحتجن لمن ينصحهن فالعلم والمعرفة بالنسبة لهن حياة وهو ما يوفر علينا الكثير من العناء».

ويجد أبناءه قادرين على التميز دون نصح أو إرشاد وهذه نعمة من الله.

أما بالنسبة لصبا فهو على يقين من أنها قادرة على تحقيق ما تصبو إليه.