ان اللقاء مع "ضحى أبو عسلي" غير عادي، فالصبية التي لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها تعشق "نيكوس كازانتزاكي، ودان براون، وإيزابيل أليندي، ودوستويفسكي، وشكسبير" وتحاول احتراف العزف على الكمان على يدي الفنان القدير "حمد اشتي"، وفوق ذلك هي من المتفوقين الأوائل على مستوى المحافظة فقد حصلت على /309/ علامات في شهادة التعليم الأساسي، وهي في الأصل تتعلم في مدرسة الباسل للمتفوقين في مدينة السويداء.

تقول والدة ضحى التي التقيناها في مبنى مديرية التربية يوم الثلاثاء في 5/8/2008: «إن موهبة ضحى بدأت مبكرة فهي تحب المطالعة منذ الصغر، وتكتب الخواطر والقصص القصيرة، ومنذ سنتين بعثت برسالة إلى الأمهات الأميات بمناسبة محو أمية المرأة، وفازت رسالتها بالمركز الأول على مستوى القطر، وقد كرمها محافظ السويداء وشبيبة الثورة على ذلك».

كنت أستمتع بالدراسة مع إخوتي "وفاء وثراء" ولا أحب الوحدة أبدا، فوجودهن يؤنسني، وإذا لم يكن عندهن دراسة أستعين بأمي حتى تبقى بجانبي

وعن دراسة ضحى قالت الوالدة: «إنها تتميز بعدم تضييع الوقت وبتنظيمه، فإذا كانت تدرس تقرأ بجدية متناهية، وأثناء الاستراحة يمكن أن تعزف على الكمان أو تقرأ إحدى الروايات التي تحبها، وهي لم تطلب منا طلبا واحدا في دراستها، وكل الذي تريده أن نكون بجانبها».

أما ضحى فقالت: «كنت أستمتع بالدراسة مع إخوتي "وفاء وثراء" ولا أحب الوحدة أبدا، فوجودهن يؤنسني، وإذا لم يكن عندهن دراسة أستعين بأمي حتى تبقى بجانبي».

أما عن المستقبل فتقول ضحى: «إن الطريق مازال مجهولا ويحتاج إلى وقت واجتهاد لكي نصل إلى ما نصبو إليه، فالحلم ليس طريقا مفروشا بالورود ولكنه ليس مستحيلا؟! وحلمي أن أكون طبيبة تساعد الناس وتخفف من آلامهم، فمثلي الأعلى بذلك الدكتور "كمال عامر" الذي يعاين الناس مجانا، وأحلم أم أصبح من تلاميذه».

أما عن المطالعة وما استفادته من ذلك فقالت: «هي عوالم أخرى لم أزرها سابقا، ولكنها تغني عقولنا وتتحفنا وتنير بصيرتنا، فكل رواية تحكي مقولة أو أفكارا جديدة علي، وأنا متعلقة بالقراءة لدرجة العشق، وأحسها تكسبني قوة ورزانة وزادا للمستقبل».