«البيئة التي نشأ فيها وضاح هي بيئة علم وريادة على مستوى المحافظة، فعماته من أولى المتعلمات تعليما جامعيا بفضل والدهن الذي أصر أن يحملن شهادات عالية بدلا من الركون بانتظار الزواج، وأعمامه مهندسون وأطباء».

ويتابع الأستاذ "زهير السعدي" مدير ثانوية الشهيد "سلمان الصفدي" في مدينة صلخد، الذي التقاه موقع eSuweda صباح يوم الخميس في 31/7/2008 في منزل المهندس "حسام السعدي" والد وضاح الحائز المركز الأول على مستوى القطر في شهادة التعليم الأساسي:

إن الدورات الصيفية بنظره هي مضيعة للوقت، والأفضل الاعتماد على الذات، والمثابرة أثناء الدراسة

أما الطالب وضاح فقال: «إن نجاحي لم يكن مصادفة ففي نهاية الصف السادس فزت مع أحد الطلاب في صلخد بالمركز نفسه، ومنذ ذلك اليوم وضعت نصب عينيّ أن أنال هذا الشرف بما أن ذلك مقدور عليه، ويمكن تحقيقه بالاجتهاد والمثابرة».

وعن ساعات الدراسة اليومية قال: «في أيام الانقطاع كنت أدرس عشر ساعات في اليوم، أما في الأيام العادية فكانت الدراسة عادية، وأمارس حياتي بشكل طبيعي، كان المهم أن أدرس لليوم القادم، وأبقى قريبا من المنهاج.

وعن مواهبه في الشعر والفصاحة قال وضاح: «كنت أحفظ الكثير من شعر جدي الذي أنسب له الكثير من الفضل فيما وصلت إليه، وبدأت محاولاتي في الصف السابع، حيث صرت أقرأ "لنزار قباني" وما يوفر أهلي لي من كتب شعرية متنوعة، وبعد أن أحسست بأنني قادر على ذلك اشتركت في الكثير من الأمسيات الشعرية والمسابقات التي حصلت من خلالها على مراكز متقدمة على مستوى المحافظة».

أما المهندس حسام فقال: «إن تصميم وضاح على التميز لم يكن إلا نتيجة ثقة عالية بالنفس وبالقدرة على ذلك، فهو كان واثقا من إمكانياته لدرجة أنني كنت أخاف عليه من السهر المتواصل، والدراسة لساعات متأخرة من الليل».

أما ما قدمه لولده من أجواء تتناسب مع هذا النجاح فقال: «نحن من هذا المجتمع ومن طبقة متوسطة الحال، ولكننا نحب العلم، فلذلك خصصنا غرفة في المنزل لدراسته، وكان لوالدته التي تعمل في التدريس الدور الأساسي في تعليمه وإتقانه للغة الفرنسية التي دخلت كلغة أجنبية ثانية في المنهاج، وأنا كنت أساعده في الرياضيات والفيزياء (معنويا) عن طريق الاستشارة فقط، وأحب أن أقول للأمانة، إن وضاح كان يستنتج نظريات موجودة في منهاج الثانوية لحبه للمادة وخياله الواسع».

وعن رفاقة في المدرسة أكد وضاح أن لديه مجموعة صغيرة من الرفاق من خلال الرياضة وخاصة الشطرنج التي نال فيها الريادة على مستوى مدينة صلخد، وأن أصدقاءه قلائل لكنهم متميزون.

ويضع وضاح الطب البشري نصب عينيه، ولديه الثقة في تحقيق نتيجة ممتازة في الشهادة الثانوية.

وهو ينسب الفضل لعدد من الأساتذة، منهم: «مدرسة اللغة العربية السيدة "ميرنا شليليط"، ومدير المدرسة الأستاذ "رفعت غرز الدين" الذي كان يضرب لنا دائما الأمثلة عن المتفوقين في سورية لكي نتمثل منهم، والأستاذ حسام الشوفي مدرس الاجتماعيات المادة التي كنت أخاف منها كثيرا لأنها تحتاج إلى حفظ فقط، ولكن أسلوبه في التدريس ساعدني كثيرا على تجاوز هذه العقبة».

أما عن النصيحة التي يقدمها لرفاقه الطلاب فقال: «إن الدورات الصيفية بنظره هي مضيعة للوقت، والأفضل الاعتماد على الذات، والمثابرة أثناء الدراسة».

السيدة "ريم بحصاص" والدة وضاح قالت: «إن جو المنزل أكبر مساعد للطالب على التميز وكان هذا الأمر متوافر لوضاح، فأنا أساعده في مادة الفرنسي، ووالده في المواد العلمية».

وينسب الأستاذ "زهير" التميز والموهبة اللذين يتمتع بهما "وضاح السعدي" إلى جده الشاعر المعروف "فارس" الذي علمه القراءة والكتابة وحب الشعر منذ أن كان الصغير في الخامسة من العمر.