أجمل ما في النجاح أن يأتي بعد كل المعاناة والتعب، وما يرافقه من تركيز ومتابعة، وهذا ما فعلته السيدة "دلال الشعار" مدرسة اللغة الانكليزية- أمينة سر في مدرسة الشهيد "سلمان الصفدي" في مدينة صلخد.

ووالدة الطالبة المتفوقة "لين سعد الشومري" الحاصلة على 305 علامات من أصل 310 في شهادة الدراسة الإعدادية.

ولولا تصميمها على نجاحي لما وصلت إلى هنا، آمل في النهاية أن أكون عند حسن ظنها، وأرد لها جزءا صغيرا من فضلها علي

فقد انفصلت عن زوجها، واصطحبت ابنتيها للعيش في منزل أهلها.

تقول السيدة "دلال" التي التقيناها مع ابنتها صباح الاثنين الواقع في 4/8/2008 في مبنى مديرية التربية بالسويداء: «كانت لين في سنتها الثالثة عندما انفصلت عن زوجي، فحاولت تربيتها مع أختها تربية صالحة، وبمساعدة من أهلي الذين يحبون العلم، وعندما بلغت لين خمس سنوات اشتريت لها كمبيوتر حيث تولعت به وأصبح من أهم ألعابها وهواياتها ومع مرور السنين بدأت تظهر لين كإحدى الطالبات المتفوقات في الدراسة، والحمد لله لقد أكرمني بنجاحها بعد كل تلك المعاناة».

أما لين فقالت: «إن أحد الأشياء التي اتبعتها في الامتحان النهائي هو دخولي قاعة الامتحان دون ضغوط، وبراحة نفسية كبيرة، وفي الفحص أخذت كل سؤال على حدة دون معرفة السؤال التالي، وهذا الأمر جعلني مرتاحة في كل الامتحان».

أما عن الفائدة التي جنتها من الكمبيوتر فقالت لين: «لقد تطورت معلوماتي كثيرا، وبدأت أوسع مداركي، واشتركت بالانترنت، وكنت أستعين به في الموضوعات العلمية التي أحب التبحر بها، وتعلمت "الفوتوشوب" بوقت قياسي وأمارس هوايتي بالتصميم ووضع الخلفيات الجيلة على الصور».

أما عن هواياتها الأخرى فهي بطلة في ألعاب القوى وفي رمي القرص على التحديد، وتتمتع بطول فارع يخولها الاستمرار في هذه الألعاب، وتقرأ الشعر وتحبه وخاصة القديم، فهي من خلال الانترنت تجد لذة في قراءة "المتنبي" و"أبي فراس الحمداني" كلما سمح الوقت بذلك.

وعن طموحها قالت: «حلمي أن أتابع دراستي في كلية الهندسة للمعلوماتية، وأن أكمل دراسة عليا بها، لأنني أعشق الكمبيوتر وأعتقد أنه بحر واسع يجب أن أنهل منه قدر استطاعتي».

تهدي لين نجاحها لآنستها في اللغة العربية السيدة "مجد الحجار" وأستاذها في مادة الاجتماعيات "منذر الشوفي"، وفي الأول والآخر لوالدتها التي تعتبرها مثلا أعلى، «ولولا تصميمها على نجاحي لما وصلت إلى هنا، آمل في النهاية أن أكون عند حسن ظنها، وأرد لها جزءا صغيرا من فضلها علي».

وتقول مستدركة: «إن لجدتي فضلا كبيرا عندما اعتبرتنا جزءا من العائلة بل أكثر من ذلك، حيث كان كل الاهتمام منصبا علينا لدرجة انستنا أننا بلا والد يحنو علينا».