«منذ طفولتها ونحن نلحظ حبها للقراءة، ونحن نسميها "مي الهادئة" فهي تحب الهدوء وتواظب على دروسها، صحيح أنني بمساعدة والدتها قدمنا لها بعض المساعدة، من تأمين الجو المناسب والنصائح وبعض الأمور التعليمية التي كانت تستعصي عليها، أضف إلى ذلك تعاملنا معها كصديقة، ولكن الفضل الأول والأخير كان لها لأنها تملك حب المعرفة وتتمتع بالطموح».

بهذه الكلمات بدأ السيد "صالح الدمشقي" حديثه مع eSuweda عندما حاوره في 29/7/2008 عن ابنته "مي" التي نالت المرتبة الأولى على مدرسة الشهيد "منصور العلي" في منطقة "الهيت" والمرتبة "الثالثة" على مستوى المحافظة بدرجات الثانوية العامة /الفرع الأدبي/، حيث حصلت على /208/ علامات دون علامة التربية الدينية و/ 225/علامة مع التربية الدينية، لتكون بذلك إحدى الطالبات المتفوقات والفخورات بالنتائج التي حققتها، "مي" التي تنتمي لأسرة مكونة من خمسة أشخاص: أب وأم وشقيقتان هما "ملك وميسون".

إحساسي بالرابط بيني وبين الكتاب هو سبب تفوقي، فأنا أحب القراءة وأحب أن أكون في المستقبل شخصاً ذا شأن

"مي" تحدثت إلينا بقولها: «كنت أتوقع حصولي على علامات جيدة في "الثانوية العامة" لأنني كنت أواظب على دروسي منذ بداية العام الدراسي، وأنظم ساعات الدراسة التي كانت تقدر بأربع ساعات في أيام الدراسة العادية، ووصلت إلى /12/ ساعة في أوقات الاستعداد للامتحانات، وهذا ما جعلني أذهب إلى الامتحان بشكل مريح مع أن للامتحان جوه ورهبته، ولكن عندما يتمكن الطالب من المعلومات فإن ذلك يجعله مرتاحاً أكثر».

وعن علاقتها بالكتاب تتابع مي: «إحساسي بالرابط بيني وبين الكتاب هو سبب تفوقي، فأنا أحب القراءة وأحب أن أكون في المستقبل شخصاً ذا شأن»، وعن متابعتها للدراسة الجامعية قالت: «سأدرس "الأدب الانكليزي" لأني أحب هذه اللغة وقد حصلت على العلامة الكاملة فيها ويقولون: إن من يتكلم لغة ثانية يحمل إنساناً آخر وحضارة ثانية».

أما بالنسبة لهواياتها فقالت: «أحب قراءة القصص وأقرأ كتب الشعر وقد قرأت ديوان الشاعر "محمد مهدي الجواهري" وقرأت للشاعر "بدر شاكر السياب" وأحب أيضا الشعر الجاهلي».

وعن دور أهلها تابعت: «أهلي لم يدخروا جهدا في مساعدتي فأنا في أوقات الامتحان كنت أحس بأنهم سيمتحنون معي، من خلال اهتمامهم وقلقهم ومحاولتهم الدائمة لتأمين الجو الهادئ والمناسب، وإذا كان لابد من إهداء هذا النجاح فأنا أهديه لأبي وأمي وأسرتي أولا، ولا أنسى دور المدرسة والمدرسين الذين لم يدخروا جهدا أثناء العام في تعليمنا واستخدام كل الوسائل المتاحة لإيصال المعلومات بشكل كامل وصحيح لنا، وقد أثبتت النتائج أن المدارس الحكومية العامة تقدم أفضل الطرق التعليمية وفيها أفضل المدرسين».

والدة"مي" السيدة " أمال أبو حسن" قالت: « منذ أن دخلت مي المدرسة وأنا أقرأ فيها الاتزان والهدوء ولكوني معلمة ابتدائي، كان لابد أن أهتم بابنتي وأقدم لها قدر المستطاع من المساعدة لكي تحفظ دروسها، ولكن هذا لا يعني أن مي لم تكن متميزة فهي ذكية وتحب القراءة، وأنا مسرورة جدا بهذا النجاح والتفوق وأتمنى لكل أم أن تعيش هذه الفرحة بتفوق أولادها، وطبعا لا ننسى أيضا توجيه الشكر للمدرسة والمدرسين الذين كان لهم دور أيضا في تفوق مي».