ست عشرة ساعة يقضيها الصيدلاني "أمجد مقلد" بين الصيدلية المركزية في مدينة "السويداء" وعمله الخاص، يقدم فيها الاستشارات الدوائية، ويكرس العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 19 آب 2020 التقت الدكتور الصيدلي "أمجد مقلد" الذي تحدث عن عمله وعلمه قائلاً: «لم أكن أرغب بدراسة الصيدلة بعد أن أكملت المرحلة الثانوية، وخاصة أنّني عشت بين أسرة متعلمة تخوض غمار تجاربها بين الأدب والاقتصاد والتعليم، لكن رغبتي الجامحة كانت بدراسة الميكانيك، ومنذ صغري وأنا أقوم بصناعة ألعاب تحمل الحركة والدوران، والعديد من رفاق الطفولة يحاولون تقليدي بها، وحين حصلت على الثانوية لم يحالفني الحظ بدراسة الميكانيك بل درست لمدة عام في كلية الحقوق، ولعدم رغبتي بهذا الاختصاص سافرت إلى "أوكرانيا" مع بداية عام 2003 لدراسة الصيدلة وتخرجت منها عام 2009، وبعد عودتي حملت معي أشياء عديدة أهمها الانتماء للمهنة وللمكان والرغبة في تحقيق رسالة في العمل، فقمت بفتح صيدلية في بلدة "القريا" لعام واحد، اكتسبت خلالها خبرة كبيرة وانتقلت إلى قرية "ولغا" لأكون بين أهلها الاستشاري الطبي في التشخيص والعلاج لقلّة الأطباء فيها، وخلال عملي الذي تجاوز يومياً ست عشرة ساعة كونت علاقات اجتماعية وإنسانية من خلال تقديم الأدوية للفقراء بشكل مجاني، وربما كان الرضا عن نفسي هو الدافع للصمود أمام عاتيات الحياة ومصاعبها من مشاكل ومعوقات يومية، لأنتقل إلى مرحلة جديدة في العمل بالصيدلية المركزية بمدينة "السويداء"، إضافة لعملي خاصة في الفترة الليلية».

مذ عرفت الصيدلي "أمجد مقلد" وهو يكرس نفسه لإغناء رصيده بالعمل الإنساني، حيث تناقل زائرو الصيدلية عما يتميز به من أعمال كونه يعمل في الخفارة الليلية، إذ كثيراً ما تأتيه حالات إسعافية وبمجملها من الطبقات الفقيرة، فإنه يقدم لهم الأدوية المجانية وفقاً لما يتناقلونه بين الأوساط الاجتماعية، وحين يرتادون الصيدلية نهاراً يذكرون ما يقدمه من أدوية وحليب للأطفال لمن يستحق، ويعدُّ أنّ الصيدلية الخاصة به باب عمل إنساني خدمي صحي للعديد من فئات المجتمع، لذا تراه يقدم النصائح للمرضى في أنواع وأصناف الأدوية قبل بيعها، وقد استطاع اكتساب ثقة المغتربين الذين يقدمون التبرعات والأعمال الإنسانية لبعض المرضى، فهو يؤدي الخدمات الخيرية التي تساهم في تخفيف أعباء الحياة واحتياجاتها المتنوعة على الفقراء من حسابه الخاص

وتابع: «مما لا شك فيه أنّ العمل كان متعباً، حيث كنت أقدم علاجاً لحوالي 150 مريضاً يومياً، وهناك حالات ليلية كثيرة لأنني قد حصلت على الموافقة للعمل في "الخفارة الليلية" أي الخدمة الليلية في الصيدلية، ولهذا تعرضت للعديد من الأحداث والوقائع، ولكن ما كان يثلج صدري ثقة المجتمع والأهالي، حتى إذا وصل خبر هذه الثقة إلى الأخوة المغتربين المتبرعين أصحاب الأيادي البيضاء أخذوا يدعمون لتأمين الدواء للفقراء والمحتاجين مجاناً، ويرسلون المال لتأمين الدواء الذي يتم توزيعه على المرضى ضمن قاعدة بيانات معروفة لديهم، هذه الثقة حملتني أعباء نفسية في الاستشارة والمشورة والعمل لتقديم خدمات طبية متكاملة في التشخيص والعلاج والمتابعة وصولاً للشفاء.

الدكتورة هيلين دحبار

وفي أوقات الخلود للراحة أردت التعلم على آلة العود لأعيش بين ألحان ومقامات الموسيقا الشرقية بما تحمل من جمال في التعبير والسكون، وكثيراً ما كان المرضى يأتون إلي في الصيدلية وأنا أعزف بعد منتصف الليل».

وأوضحت الصيدلانية "هيلين خالد دحبار" قائلة: «مذ عرفت الصيدلي "أمجد مقلد" وهو يكرس نفسه لإغناء رصيده بالعمل الإنساني، حيث تناقل زائرو الصيدلية عما يتميز به من أعمال كونه يعمل في الخفارة الليلية، إذ كثيراً ما تأتيه حالات إسعافية وبمجملها من الطبقات الفقيرة، فإنه يقدم لهم الأدوية المجانية وفقاً لما يتناقلونه بين الأوساط الاجتماعية، وحين يرتادون الصيدلية نهاراً يذكرون ما يقدمه من أدوية وحليب للأطفال لمن يستحق، ويعدُّ أنّ الصيدلية الخاصة به باب عمل إنساني خدمي صحي للعديد من فئات المجتمع، لذا تراه يقدم النصائح للمرضى في أنواع وأصناف الأدوية قبل بيعها، وقد استطاع اكتساب ثقة المغتربين الذين يقدمون التبرعات والأعمال الإنسانية لبعض المرضى، فهو يؤدي الخدمات الخيرية التي تساهم في تخفيف أعباء الحياة واحتياجاتها المتنوعة على الفقراء من حسابه الخاص».

الدكتور الصيدلي أمجد مقلد

الجدير بالذكر أنّ الدكتور "أمجد مقلد" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1983.