وصف بالعلّامة، وحجز مساحةً من الإبداع بين البحث المتنوّع في التاريخ والأدب والميكانيك والإلكترون، إضافةً لدراسته الحقوق، الفلسفة، الترجمة، والشعر الذي قرضه مبكراً، وأغنى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات.

حول سيرته ومسيرته في التحصيل العلمي، مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 10 تموز 2020 التقت الباحث "نبيه محمود السعدي" الذي تحدث قائلاً: «في مدينة "صلخد" عشت أيام الطفولة، وبعد أن أتممت دراستي الثانوية في مدينة "اللاذقية" عام 1963، بعدها بعامين انتسب إلى الكلية الحربية وتخرجت منها برتبة ملازم بعد عامين، وتقاعدت برتبة عقيد عام 1991.

في مجال الدراسات الأدبية أذكر أنّي قرضت الشعر في عمر مبكّر، وقبل أن أدرس العروض في المدرسة، ولمّا بدأت بتعلّم العروض في الصف العاشر، كانت لديّ خمس وأربعون قصيدة في الشعر العمودي، فعرضتها على أوزان البحور، وأعتقد أنّ حوالي ستّة أبيات منها فقط خالفت أوزان البحور، وأذكر من هاتيك القصائد قصيدة ألقيتها في المركز الثقافي العربي في "اللاذقية"، بحضور المحافظ "نسيم سفرجلاني" بمناسبة مناصرة ثوّار "عدن"، وكان ذلك في أواسط الستينيات وما زلت طالباً في المرحلة الثانوية، ومنها: بالله ثوري يا رعود وعربدي فلقد كرهت سماع صوت المنشد ولقد غرقنا في الوعود، ولم نجد غير الوعود فزمجري.. وتهدّدي خطأ حسبنا في الأنام عدالة أيّ العدالة في المصير الأسود! أمم ومجلس أمنها وعهودها حبر على ورق ينام ويغتدي ومن شعري القديم في مطلع ثمانينيات القرن الماضي قصيدة "التاريخ شعراً" وأبياتها تنوف عن مئة بيت منها: كفاكَ تزْهـدُ في الدُّنيا.. وتنْتظرُ حُكْمَ القضاءِ.. ومَا يأْتي بِهِ القدَرُ كفاكَ تسْـهرُ كالمَأْخُـوذِ.. مُتَّكِـئاً على التَّخاذلِ..حتَّى هــدَّكَ السَّـهرُ كفاكَ تنظرُ لِلآمالِ.. تنْـدبُها وليسَ يرْقَى لها حلْمٌ ولا نَظَرُ لا تدْفنِ الرَّأْسَ في الأوْهامِ.. مُرْتعداً مثْل النَّعامِ.. إذا ما راعَها الخَطَرُ

سافرت إلى "تشيكوسولوفاكيا" عام 1969 ضمن بعثة للدراسة، ونلت في مجال الهندسة الميكانيكية شهادة دبلوم في تصميم الآلات المساعدة، وكان ترتيب الأول على دفعتي، فحزت على ثناء خطي من الحكومة التشيكوسلوفاكية، ومن وزير دفاع الجمهورية العربية السورية آنذاك، ثم اتبعت دورة في هندسة الإنتاج وإدارة المصانع في "تشيكوسلوفاكيا" أيضاً، وأنهيتها بنجاح عام 1971، وفي مجال الهندسة الكهرومغناطيسية والكهربائية حصلت على شهادة عالية في تصميم الدارات اللاسلكية من "مصر" عام 1975 مع تقدير وثناء لاحتلالي المرتبة الأولى، وحصولي على مجموع درجات عالية.

عماد بلان

كذلك في مجال الهندسة الإلكترونية فقد أتممت دورة فنية عالية بنجاح في علم التقنية النبضية وإصلاح دارات الحاسوب المنطقية، أما في مجال الدراسات الحقوقية فقد أنهيت دراسة الحقوق في جامعة "دمشق".

ترجمت عن اللغة التشيكية العديد من الكتب منها العلمي الذي لا يزال مخطوطاً مثل "تصميم قوالب البلاستيك"، و"أسئلة وأجوبة في كيفية لحام المعادن"، ومنها الأدبي الاجتماعي أهمها كتاب بعنوان "من يطلق النار على الرؤساء؟"، إضافة إلى دراساتي الفلسفية المستفيضة حيث أصدرت أكثر من سبعة كتب منها "سفر التكوين، وفي مقالات عشرة، وفتاوى ابن تيمية وفقهاء الدم"، وغيرهم، حتى تجاوزت الأربعين مؤلفاً معظمهم ما زال مخطوطاً».

الباحث والأديب نبيه محمود السعدي

وتابع القول: «في مجال الدراسات الأدبية أذكر أنّي قرضت الشعر في عمر مبكّر، وقبل أن أدرس العروض في المدرسة، ولمّا بدأت بتعلّم العروض في الصف العاشر، كانت لديّ خمس وأربعون قصيدة في الشعر العمودي، فعرضتها على أوزان البحور، وأعتقد أنّ حوالي ستّة أبيات منها فقط خالفت أوزان البحور، وأذكر من هاتيك القصائد قصيدة ألقيتها في المركز الثقافي العربي في "اللاذقية"، بحضور المحافظ "نسيم سفرجلاني" بمناسبة مناصرة ثوّار "عدن"، وكان ذلك في أواسط الستينيات وما زلت طالباً في المرحلة الثانوية، ومنها:

بالله ثوري يا رعود وعربدي فلقد كرهت سماع صوت المنشد

من مؤلفاته الفكرية

ولقد غرقنا في الوعود، ولم نجد غير الوعود فزمجري.. وتهدّدي

خطأ حسبنا في الأنام عدالة أيّ العدالة في المصير الأسود!

أمم ومجلس أمنها وعهودها حبر على ورق ينام ويغتدي

ومن شعري القديم في مطلع ثمانينيات القرن الماضي قصيدة "التاريخ شعراً" وأبياتها تنوف عن مئة بيت منها:

كفاكَ تزْهـدُ في الدُّنيا.. وتنْتظرُ حُكْمَ القضاءِ.. ومَا يأْتي بِهِ القدَرُ

كفاكَ تسْـهرُ كالمَأْخُـوذِ.. مُتَّكِـئاً على التَّخاذلِ..حتَّى هــدَّكَ السَّـهرُ

كفاكَ تنظرُ لِلآمالِ.. تنْـدبُها وليسَ يرْقَى لها حلْمٌ ولا نَظَرُ

لا تدْفنِ الرَّأْسَ في الأوْهامِ.. مُرْتعداً مثْل النَّعامِ.. إذا ما راعَها الخَطَرُ».

وبيّن "عماد بلان" الباحث في الأدب والموسيقا بالقول: «الكاتب" نبيه محمود السعدي"، رجل ليس فقط (مسبع الكارات) وفق الوصف الشعبي الذي نطلقه على من أتقن العديد من الأعمال، وأجاد حرفاً متنوعة، وأبدع في أدائها، بل هو أيضاً مفكر باحث، كاتب مؤلف، شاعر أديب، لغوي مترجم، صحفي، حقوقي، رسام، ناشط اجتماعي ومحاضر إصلاحي، وأبوح أنّه ذو حنجرة تنطوي على صوت طروب شجي إن تحدث، أو أنشد وغنى.

متنوّع الأفكار والأغراض الإبداعية، مهندس في مجالات متعددة بالميكانيك والإلكترون، قدم دراسات حقوقية اجتماعية، وباحث فلسفي له مؤلفات في الفوارق بين الفلسفة الجدلية الإغريقية والهندية التأملية، له كشاعر عدة دواوين من الشعر، وفلّاح مزارع ومنجّد أي يجيد التنجيد باحتراف، كل ذلك عدا عما خفي عني وعن غيري ممن عرفوه رجلاً ذا فكر عميق مستنير ونير وثقافة غزيرة لا تعرف حدوداً، شجاعة وصلابة في المواقف، ومع كل ذلك، لم يكن الرجل بعيداً عن مجتمعه فقد أسس جمعيتي "تسويق التفاح"، و"الأدب الشعبي وأصدقاء التراث"، وله دور ريادي في التوثيق، وعمل على تقديم عشرات المحاضرات في الفكر والفلسفة ضمن مؤتمرات عالمية داخل البلد وخارجه، وران برؤيته الثاقبة نحو المعالجة الاجتماعية، فقدم مشاريع إصلاحية، وهو اليوم قد تجاوز الخامسة والسبعين يجلس وراء حاسوبه ويعد دراسات نقدية في الأدب، فهو الجامع لوحدة التنوع الإبداعي في القانون والفلسفة والشعر والميكانيك».

الجدير بالذكر أنّ الكاتب والباحث "نبيه محمود السعدي" من مواليد مدينة "صلخد" عام 1943.