تربّت بين الكتب والمعلومات، ودخلت الصيدلة رغم محبتها للرسم الهندسي، فاهتمت بعلم الدواء وأقامت علاقاتٍ إنسانية بين أفراد المجتمع لتصبح من رواد المبادرات الخيرية، وفي أوقات الفراغ تقرأ الروايات وكتب التاريخ وترسم لنفسها ما ترغب.

مدوّنةِ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 أيار 2020 الصيدلانية "رباب الفقيه"، وبدأت حديثها بالقول: «تربيت بين أحضان أسرة محبة للحياة والمعرفة، فوالدي مهندس للكهرباء، ووالدتي مربية منزل من طراز رفيع، وحين بدأت رحلة التعليم أحببت الفنون الجميلة وخاصة رسم المجسم الهندسي، وإحدى رغباتي كانت دراسة الهندسة المعمارية، وبالاختيار بين الصيدلة والهندسة وقع الخيار على الصيدلة، لقربها من المجتمع وتقديم الخدمات الإنسانية لهم، وبالتعمق بالاختصاص ومعرفة علم الخلية يشعر المرء بقربه من إنسانيته لإرضاء نفسه وتقديم الأفضل للآخر بعيداً عن عالم المادة.

عملت الصيدلانية "رباب الفقيه" على تقديم مبادرة إنسانية لمساعدة مرضى السرطان من خلال الحملة التي قامت بها مع مجموعة من الصيادلة والمجتمع الأهلي، ووزعت بوسترات إعلامية وصناديق خيرية لتشجيع التبرع، حيث عكس عملها على الفعاليات الأخرى، وحققت مردوداً هاماً بين أفراد المجتمع. كما تواصلت مع المغتربين والصيادلة لتطوير ثقافة التكافل الاجتماعي من خلال العمل الميداني في المعسكرات والقرى الريفية، والوصول إلى الفئة المستهدفة، عدا عن توزيعها الأدوية بالمجان لبعض المرضى المصابين بالأمراض المزمنة، وانتزعت المصداقية في علمها وتعاملها مع مراجعيها يقيناً أن المعاملة الإنسانية الطيبة والتخفيف من أعباء الحياة النفسية تساعد في الشفاء وترضي ذاتها وتحقق رسالتها

دخلت كلية الصيدلة في جامعة "دمشق" عام 1996، وتخرجت منها عام 2001، لأعمل في بلدة "المزرعة" التي تبعد عن "السويداء" حوالي عشرين كيلومتراً لمدة سبع سنوات، اكتسبتُ خلالها خبرة تتمحور في زرع الثقة بين المريض وواصف الدواء، ونتيجة لقلّة الأطباء في مناطق الريف يعدُّ الصيدلي مرجعاً علاجياً للعديد من الأمراض وخاصة الموسمية، إضافة لكسر المفهوم السائد أن الصيدلة مهنة تجارية، وتجسيد العلاقة الإنسانية مع أفراد المجتمع، من خلال معرفة الأمراض ووضع المريض على سكة علاجية علمية بمعرفة المادة الدوائية الفعالة ومنع الاختلاطات وما تحدث من مضاعفات استقلابية داخل الجسم، إذ كثيراً ما يأتي مرضى يطلبون أدوية لا يعلمون أنهم في حال تناولها تسبب لهم خطراً على حياتهم، وقد واجهت حالات كثيرة، الأمر الذي أكسبني خبرة وثقة مضاعفة».

الدكتور عدنان مقلد

وتابعت الدكتورة "رباب الفقيه" بالقول: «الشعور والسعي في استزادة خبرة الصيدلي بالريف، وتنامي نسبة الثقة تزيد عوامل النجاح لديه في المدينة، وتدفعه لتطوير خبرته المعرفية، وتفرض عليه المواكبة لأحدث الدراسات والأبحاث العلمية، وجعل مساهماته في مبادرات متنوعة تظهر من خلال انعكاس فكره وشخصيته على قيمة العمل، وذلك ما حدث معي بعد عام 2008، فقد أحببت العمل والأنشطة الاجتماعية مع الجمعيات الخيرية، وكان مقدمة تلك الدوافع مبادرات تكافلية من قبل المجتمع الأهلي والمغتربين والمنظمات مثل "الهلال الأحمر"، وجمعية "أصدقاء مرضى السرطان" من خلال العمل على توزيع ألبسة ومستلزمات الحياة اليومية والأدوية، ونشر ثقافة التعامل والتعاون وتخفيف آلام المرضى والشعور بحس المسؤولية من خلال خفض الضغط النفسي عن المريض -الذي هو الجزء الأكبر في العلاج- بالجلوس معه والحديث عن مرضه والتقرب منه ومن حالته، والابتعاد عن التوتر وزرع الأمل فيه، وربما كان ذلك الجزء الأهم من رسالتي الطبية الدوائية».

وبيّن الدكتور "عدنان مقلد" رئيس جمعية "أصدقاء مرضى السرطان" بالقول: «عملت الصيدلانية "رباب الفقيه" على تقديم مبادرة إنسانية لمساعدة مرضى السرطان من خلال الحملة التي قامت بها مع مجموعة من الصيادلة والمجتمع الأهلي، ووزعت بوسترات إعلامية وصناديق خيرية لتشجيع التبرع، حيث عكس عملها على الفعاليات الأخرى، وحققت مردوداً هاماً بين أفراد المجتمع. كما تواصلت مع المغتربين والصيادلة لتطوير ثقافة التكافل الاجتماعي من خلال العمل الميداني في المعسكرات والقرى الريفية، والوصول إلى الفئة المستهدفة، عدا عن توزيعها الأدوية بالمجان لبعض المرضى المصابين بالأمراض المزمنة، وانتزعت المصداقية في علمها وتعاملها مع مراجعيها يقيناً أن المعاملة الإنسانية الطيبة والتخفيف من أعباء الحياة النفسية تساعد في الشفاء وترضي ذاتها وتحقق رسالتها».

الدكتورة الصيدلانية رباب الفقيه

يذكر أن الصيدلانية "رباب الفقيه" من مواليد "السويداء" عام 1978.

الدكتورة رباب الفقيه