اختارت الدكتورة "نجوى نادر" دراسة التربية، سعت إليها بعزيمةٍ وقناعةٍ أنّ أمامها ومن خلال علم النفس فرصةُ البحث واستخلاصُ نتائج لتقديم العون لطلابها بالتدريس ولمجتمعها من خلال إصدارات كانت نتاج عمل طويل.

اختارت هذه الدراسة لتكون أحد أبواب الوصول لدراسة علم النفس كما تحدثت من خلال مدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 6 نيسان 2020 وقالت: «قبل أن أحصل على شهادة الدراسة الثانوية كان هدفي أن أدرس في كلية التربية وأتخصص في علم النفس، وذلك لأنني قد سمعت عن هذا التخصص وقد أثار شغفي كثيراً، على الرغم من أن الإقبال على كلية التربية كان ضعيفاً في ذلك الوقت، كما أنني لم ألق تشجيعاً من المحيطين بي، إلا أنني تمسكت برأيي وما خططته لمستقبلي وذهبت إلى كلية التربية في "دمشق" وكلي أمل وطموح في أن أحقق هدفي، وأختص بعلم النفس.

معرفتي بالدكتورة "نجوى نادر" بدأت منذ كنّا نعمل معاً في الإرشاد النفسي التربوي، كانت مثالاً للإنسانة المواظبة والدؤوبة والمخلصة لعملها، تحدّت كل الظروف الصعبة وحصلت على الدكتوراه في علم النفس بتقدير امتياز، ثم انتقلَتْ لتدرّس في الكلية. وقد عدنا والتقينا من جديد بحكم عملي كعضو هيئة تدريسية في الكلية ذاتها، هنا رأيتها الدكتورة الباحثة عن كل ما هو جديد باختصاصها، الحريصة على إيصال المعلومة لطلبتها بكل دقة وأمانة، الإنسانة في تعاملها مع زملائها وزميلاتها من جهة، ومع الطلبة والموظفين من جهة أخرى ولا سيّما أنها تُشغل منصب النائب العلمي والإداري في الكلية. نشرت الدكتورة "نجوى" أبحاثاً عدة في مجلاّتٍ مختلفة وكتباً غنيةً في تخصصها واللغة، ونعمل معاً حالياً على تأليف كتاب يتخصص بدراسات عن الطفل

كانت السنة الأولى بمنزلة تجربة واكتشاف لعالم الجامعة والتخصص والمدينة، فيها شيء غير قليل من الصعوبات والتحديات، إلا أنني تمكنت من اجتيازها بنجاح، في السنة الثالثة تخصصت بعلم النفس، ونلت الإجازة في علم النفس بمعدل جيد جداً، ثم تابعت دراستي في دبلوم الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه التي حصلت عليها في تخصص علم النفس التربوي بتقدير امتياز.

الدكتورة نجوى نادر

ولإنجاز الدراسات العليا كان الاعتماد على قدراتي الذاتية فقط لأكمل ما حلمت به لكن مع تحديات أكبر، وفائدة كبيرة لأن التخصص في هذا المجال جعلني أكثر عمقاً في التفكير بسلوك الآخرين وطبائعهم، فعلى الرغم من تشابه البشر في الكثير من الصفات، والخصائص إلا أنهم أيضاً مختلفون جداً، وهذا التفرد هو مبدأ أساسي في التربية وخصوصاً في وقتنا الحالي».

وتتابع: «نالت قضايا المراهقين اهتماما خاصاً لدي، فقد كانت رسالتي للدكتوراه ومؤلفي "مراهقون بلا آباء" حول هذه الفئة العمرية الهامة، فحياة الإنسان سلسلة متكاملة لا يمكن فصلها عن بعضها، على الرغم من أن كل مرحلة عمرية لها أهميتها وخصوصيتها، إلا أنّ ما يميز مرحلة المراهقة أنها مرحلة تكوّن الهوية النفسية، أي هي المرحلة التي تأخذ فيها خصائص الشخصية شكلها النهائي والتي يصعب تغييرها لاحقاً.

الدكتورة علا نصر

وإذا كانت الطفولة هي نقطة البداية فإن المراهقة هي الاستمرار والثبات أو التغيير في خصائص الفرد. ومشكلات المراهقين الكثيرة غالباً لا تأتي من فراغ، هي مرآة تعكس حالة التناقض وعدم الانسجام في المحيط الاجتماعي، فقدر معقول من الحرية والتوجيه والتعاطف والاحترام ومراعاة الخصوصية قادر على مساعدة المراهق ليعبر هذه المرحلة بسلام نحو تحقيق ذاته وطموحه».

دراسات وأبحاث قبل الدكتوراه وبعدها تعتبرها رصيداً قابل للتطور والإضافة وتقول: «أعشق العمل البحثي ولدينا فرص كبيرة للمعرفة وقد بدأت البحث لتعزيز الخبرة وتقديمها للمهتمين ولطلابي ومن أولى العناوين "الخضوع والمسايرة لدى الأطفال المحرومين وغير المحرومين من الرعاية الأسرية"، و"التنميط الجنسي وعلاقته بنمطي الدراسة المختلطة وغير المختلطة" وبحث "الاحتراق النفسي لدى عينة من معلمات ذوي الاحتياجات الذهنية" و"الحساسية الانفعالية لدى عينة من المتأخرات عن الزواج" التي نشرت في مجلة جامعة "دمشق" و"مركز الضبط لدى عينة من غائبي الأب" نشر في المجلة الدولية للدراسات النفسية هذا العام إضافة إلى عشرات المقالات المنشورة في مجلات وصحف محلية وعربية في محاور تتقارب مع هذه الأفكار.

وكتاب "مراهقون بلا آباء" صدر عن دار "الفكر" عام 2011، وكتاب "روائع اللغة العربية" كتاب مشترك عن دار "ميسون للطباعة والنشر" وهذا العام كتاب "إرشاد الطفل وذويه"».

للإجابة على سؤال هل يترك الباحث التربوي بصمات في المجتمع في زمننا الحالي تضيف الدكتورة "نادر": «من وجهة نظري فإن مهمة الباحث اليوم تختلف كلياً عما كانت عليه في الماضي، وذلك بسبب طبيعة التغيرات الكثيرة والصراعات والتناقضات التي تشهدها المجتمعات اليوم، التي جعلت القيم المادية تطفو على السطح في واقعنا المتردي، ورغم كل الصعوبات فإنني أقول: أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام، فإذا امتلك الباحث فكراً وفلسفة كما ينبغي، فإنه يستطيع أن يقدم فكره قدر المستطاع، وهذا يتطلب حب الآخرين والإحساس بهم والتفاني في العمل، ومهما تغلبت القيم الأخرى على العلم فإن قادة المجتمعات الحديثة هم المفكرون والعلماء والعاملون بتفانٍ وصمت ومحبة.

المطلوب تقديم الدعم ليتمكن الباحث والأكاديمي من ترك بصمته العلمية، فعلى المستوى المهني وعلى صعيد وضع فروع جامعة "دمشق"، يجب أن يمنح أعضاء هيئة التدريس المعينين على ملاكها حقوقهم في العمل العلمي، كما هو الوضع بالنسبة لزملائهم في الكليات الأم، وعلى صعيد تخصص الإرشاد النفسي أتمنى أن يتم تطوير هذا التخصص ليضم تخصصات عدة: مثل صعوبات التعلم - التوحد- العاديين- المتفوقين- مشكلات النطق ولو كانت البداية تخصصين على الأقل، إضافة إلى تطوير العملية التعليمية في بلدنا الحبيب "سورية"، وما يتطلبه ذلك من تطوير قوانين العمل في الجامعات، وتطوير المناهج وكسر القوانين الجامعية الجامدة بما يخص التأليف، وتجهيز قاعات الدراسة وغيرها بما يتناسب مع التطور العلمي الحديث».

التقتا في مسيرة العمل والعطاء كما تحدثت الدكتورة "علا نصر" عضو هيئة تدريسية في كلية التربية وقالت: «معرفتي بالدكتورة "نجوى نادر" بدأت منذ كنّا نعمل معاً في الإرشاد النفسي التربوي، كانت مثالاً للإنسانة المواظبة والدؤوبة والمخلصة لعملها، تحدّت كل الظروف الصعبة وحصلت على الدكتوراه في علم النفس بتقدير امتياز، ثم انتقلَتْ لتدرّس في الكلية.

وقد عدنا والتقينا من جديد بحكم عملي كعضو هيئة تدريسية في الكلية ذاتها، هنا رأيتها الدكتورة الباحثة عن كل ما هو جديد باختصاصها، الحريصة على إيصال المعلومة لطلبتها بكل دقة وأمانة، الإنسانة في تعاملها مع زملائها وزميلاتها من جهة، ومع الطلبة والموظفين من جهة أخرى ولا سيّما أنها تُشغل منصب النائب العلمي والإداري في الكلية.

نشرت الدكتورة "نجوى" أبحاثاً عدة في مجلاّتٍ مختلفة وكتباً غنيةً في تخصصها واللغة، ونعمل معاً حالياً على تأليف كتاب يتخصص بدراسات عن الطفل».

ما يجدر ذكره أنّ الدكتورة نجوى من مواليد محافظة "السويداء" "الغارية" عام 1971 حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة "دمشق" عام 2004 باحثة نشرت لها مجموعة من الأبحاث في مجلات عربية ومحلية ولها كتب قيد النشر وعضو هيئة تدريسية في كلية التربية جامعة كلية التربية الثانية "دمشق".