شكّل الدكتور "أدهم خير" عملاً ومبادرةً في إقامةِ العلاقةِ بينه وبين مرضاه في المعالجة، متأثراً بمناخ قريته "قنوات" وطبيعة العلاقة الاجتماعية بها.

حول سيرته ومسيرته العلمية والطبية مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 20 أيلول 2019 التقت الدكتور "أدهم خير" الذي بيّن قائلاً: «كثيرة هي القرى والمدن الجميلة ذات الطابع الجمالي في بيئتها ومناخها وأوابدها، ولكن لـ"قنوات" سمة خاصة فلها في التاريخ عراقة وجذور، وسكانها يمتازون بالسكينة والهدوء والأهم أنها تحتوي على منظومة جمعية ذات دلالة واقعية يستمد منها كل زائر، طاقة من نوع مختلف، فما بالك بمن عاش فيها منذ ولادته عام 1970 وتربى فوق ترابها، ضمن اسرة والد يهتم بالأوابد، وهو موظف في دوائر الآثار، ووالدة تعمل كربة منزل تجيد الأعمال اليدوية التراثية من التطريز وغيرها من المصنوعات، وهما يصران علينا أن ننهل العلم، فحين درست الابتدائية وفي الصفوف الأولى منها، زار أحد الأطباء مريضاً من جيراننا بالمسكن، دفعني فضولي للمعرفة، وبعد قيام الطبيب بالفحوصات اللازمة قدم له العلاج المناسب، وبعد زمن قليل شعر بالتحسن وبدى على محياه الإبتسامة والدعاء له حين خفف عنه الآلام. انعكس ذلك الموقف على نفسي بلهفة وإصرار وقررت أن أصبح طبيباً، ومنذ ذلك الوقت بدأ أهلي وأصدقائي يخاطبونني بالدكتور "أدهم".

يعدُّ الدكتور "أدهم خير" واحداً من الأطباء الذين يعملون على نشر مبادرة ثقافة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فهو طبيب متميز باختصاصه ويشجع المبادرات الإنسانية الفردية والجماعية، ولديه مرضى كثر يخرجون من عيادته وقد تلقوا العلاج والفحوص والكشف الدقيق مع الدواء بشكل مجاني، ونحن نعمل في مشفى "صلخد" منذ زمن لم ألحظ عليه موقفاً يبتعد عن أخلاقية المهنة الإنسانية الطبية والعلمية، بل يبحث في المراجع عن أحدث الدراسات والبحوث في أوقات فراغه، فاختصاصه يفرض عليه أن يبقى إلى جانب أجهزته ولا يستطيع أن يذهب للمريض إلى منزله، وهو المتحمس لذلك لخدمة كل محتاج له، وهو لا يبخل لا بعلمه ولا بجهده على أحد

دخلت كلية الطب في جامعة "دمشق" عام 1988، لأتخرج منها عام 1994، لم يكن لي خيار الاختصاص الذي أرغب فقد كانت رغبتي طبّ الأطفال أو الجراحة العصبية، ولكنني درست العين وجراحتها في المشفى الوطني بـ"السويداء"، ومشافي "دمشق" التابعة لوزارة الصحة، وبعد تخرجي سافرت إلى "السعودية"، عملت في مجمع "الرياض" لطب العيون، الذي كان يضم بين كوادره العلمية أهم الأساتذة منهم البروفيسور "امبارك الفاران"، والبروفيسور "عثمان العمر"، وتعلمت منهما الكثير، كما درست من خلالهما أهم المراجع العلمية، ولكن وصية الأهل وما تركه الطبيب في حياتي حينما كنت بالإبتدائية، شعرت أنّه عليّ أن أجسد ما أصبو إليه، ولهذا كان لا بدّ من عودتي إلى بلدي والعمل على مبادرة العمل الإنساني الذي من شأنه بناء علاقة احترام مع المجتمع».

الدكتور لؤي الشوفي

وعن اهتمامه بالعلاقة الاجتماعية الإنسانية كمبادرة تابع الدكتور "أدهم خير" بالقول: «أقطن في قرية "قنوات" الحاملة في تاريخها عوامل مهمة لبناء الشخصية الإنسانية، وتاريخ أوابدها، وطبيعة أهلها، وكلك مناخها وطبيعتها الخلابة ذات التنوع الحيوي، وبالتالي فهوايتي بالرياضة والموسيقا كانتا السبب في تصفية الرؤية في تكوين شخصية ذات تنوع بوحدة متكاملة بين المجتمع والطبيعة والمهنة، ولعلّ سبب دراستي للطبّ جاء من تأثيري بموقف إنساني ما دفعني أن أعهاد أمام نفسي بمساعدة من المحتاج لها تقديم والمعونة الطبية، وبدوري لست الوحيد بين الزملاء الأطباء الذين يعملون على تخفيف آلام الناس وخاصة أنّ اختصاصي لا يحمل الألم ولكن تستأثر أن تبقى تشاهد المناظر الجميلة والخلابة، ولهذا أسعى مع زملائي ومن خلال المبادرات الأهلية إلى تقديم ما يمليه واجبي المهني والإنساني خدمة للإنسانية يقيناً أن الاختصاص فرض علي المبادرة بالعمل الإنساني».

الدكتور "لؤي الشوفي" اختصاصي بأمراض القلب والأوعية، ورئيس القسم في مشفى "صلخد"، أوضح قائلاً: «يعدُّ الدكتور "أدهم خير" واحداً من الأطباء الذين يعملون على نشر مبادرة ثقافة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فهو طبيب متميز باختصاصه ويشجع المبادرات الإنسانية الفردية والجماعية، ولديه مرضى كثر يخرجون من عيادته وقد تلقوا العلاج والفحوص والكشف الدقيق مع الدواء بشكل مجاني، ونحن نعمل في مشفى "صلخد" منذ زمن لم ألحظ عليه موقفاً يبتعد عن أخلاقية المهنة الإنسانية الطبية والعلمية، بل يبحث في المراجع عن أحدث الدراسات والبحوث في أوقات فراغه، فاختصاصه يفرض عليه أن يبقى إلى جانب أجهزته ولا يستطيع أن يذهب للمريض إلى منزله، وهو المتحمس لذلك لخدمة كل محتاج له، وهو لا يبخل لا بعلمه ولا بجهده على أحد».

د. أدهم خير أمام أجهزته الطبية